طق حنك .. أسباب تؤكد استحالة الحرب بين إسرائيل وحزب الله
في وقت يدور فيه الحديث عن امكانية اندلاع حرب بين إسرائيل وحزب الله تجد الوقائع على الأرض تثبت بما لا يدع مجالا للشك أن فكرة الحرب والحديث عنها ما هى إلا مجرد "طق حنك" بل استحالة أن تقع حرب في الوقت الراهن بين إسرائيل وحزب الله.
عدم الجهوزية
أبرز تلك الأسباب هى عدم جهوزية إسرائيل للحرب حيث كشف استطلاع أجراه جيش الاحتلال الإسرائيلي عن أزمة عميقة في قوات الاحتياط، وعبر غالبية جنود الاحتياط عن قناعتهم بأنهم غير جاهزين للحرب.
وقالت الإذاعة العامة الإسرائيلية "كان" إن الاستطلاع أجرته دائرة علم السلوكيات في الجيش، وأنه جرى بصورة سرية.
وقال معدو الاستطلاع إنه يظهر تراجعا متواصلا في تكتل قوات الاحتياط والشعور بتراجع القدرة على تنفيذ المهمات. وأظهرت المعطيات أن 15% فقط من جنود الاحتياط يوافقون على أن "قوات الاحتياط تتدرب بالشكل الكافي".
وبرزت في الاستطلاع انتقادات حيال جودة العتاد والوسائل التي بحوزة جنود الاحتياط. وقال ضابط كبير للإذاعة إن "الاستطلاع يكشف عمق الأزمة التي حذر ويحذرون منها ضباط وجنود في الاحتياط منذ فترة طويلة".
مجرد رد
في الوقت نفسه يستعد الجيش الإسرائيلي على الحدود الشمالية لرد محتمل من حزب الله على مقتل ناشط التنظيم في تفجير منطقة دمشق المنسوب إلى إسرائيل ويقدر أن زعيم حزب الله حسن نصر الله يبحث عن الهدف الإسرائيلي المناسب.
وقوات الجيش الإسرائيلي على الحدود الشمالية في حالة تأهب واستعداد لإمكانية رد حزب الله ولكن الأمر لا يرقى إلى مسألة الحرب هو ربما يكون رد فعل حفاظًا على ماء الوجه ليس إلا.
معادلة الردع
حتى أن التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن حسن نصر الله يريد الاستمرار في ردع قوات الجيش الإسرائيلي من خلال المعادلة التي ابتكرها وعدم الانحراف عنها ، بل يريد فرض ثمن "الدم مقابل الدم" ، لكنه لا يريد تصعيد أيام على طول الحدود مع إسرائيل أو توسيع النزاع ليشمل الأراضي اللبنانية. من المرجح أنه سيبحث عن أهداف داخل الأراضي الإسرائيلية بالقرب من السياج الحدودي من أجل تنفيذ عملية قصيرة ستسمح له لاحقًا بالعودة إلى الوضع الروتيني الذي كان فيه حتى الآن.
لا نية للتصعيد
في الوقت نفسه لا يمكن استبعاد احتمال أن يحاول الإيرانيون استخدام حزب الله أيضًا للرد على الهجوم على منشأة الطرد المركزي التي تم تفجيرها مؤخرًا، ولكن القيادة الإيرانية أيضًا ليست مهتمة بالتصعيد مع إسرائيل طالما أن الرئيس ترامب يجلس في البيت الأبيض، خوفا من رد قد يعزز موقف الرئيس ترامب في حملة الانتخابات الرئاسية.
وكانت إسرائيل أعلنت إنها أطلقت النار على مقاتلين لحزب الله تسللوا عبر الحدود اللبنانية، فيما وصفه رئيس الوزراء الإسرائيلي بـ"حادثة أمنية خطيرة".
لكن حزب الله نفى الرواية الإسرائيلية وقال في بيان رسمي: "إن كل ما تدعيه وسائل إعلام العدو عن إحباط عملية تسلل من الأراضي اللبنانية إلى داخل فلسطين المحتلة و كذلك الحديث عن سقوط شهداء وجرحى للمقاومة في عمليات القصف التي جرت في محيط مواقع الاحتلال في مزارع شبعا هو غير صحيح على الإطلاق، وهو محاولة لاختراع انتصارات وهمية كاذبة".
وكان الجيش الإسرائيلي قد قال إن حوالي أربعة مسلحين عبروا الحدود في منطقة مزارع شبعا، في مرتفعات الجولان السورية المحتلة.