الحرب بين مصر وإثيوبيا
إن الصراع العسكري القادم في الشرق الأوسط سيكون بين مصر وإن هذا الصراع بلغ ذروته، وعلى الرغم من محاولات حل النزاع دبلوماسيا إلا أن الحرب بين الجانبين لا تزال تلوح في الأفق والسبب هو أن المياه تمثل شريان الحياة لمصر وللمصريين وبناء هذا السد قد يعرض مصر لمجاعة لم يسبق لها مثيل وذلك خلال فترة قصيرة فضلًا عن جلب المزيد من المشاكل على سبيل المثال انقطاع التيار الكهربائي المتكرر، الأمر الذي يؤثر على حياة 90 مليون مواطن.
إنه في حالة دخول مشروع السد الإثيوبي الذي يكلف إثيوبيا 5 مليارات دولار إلى حيز التنفيذ فإن المنطقة بأكملها سوف تشهد تحول "جيوسياسي" والذي سيطيح بمكانة مصر السياسية والجغرافية ويجعل الثقل لدولة إثيوبيا بدلًا من مصر، وسيكون له أيضًا انعكاسات سياسة.
الولايات المتحدة الأمريكية ليست في حاجة لمزيد من المشاكل في الشرق الأوسط إلا أنها ترى أن مصر (نظريا) وإثيوبيا (فعليا) هما حليفان لذا فهي سوف تبذل قصارى جهدها لإقناع جميع الأطراف للتوصل إلى اتفاق سلمي، لكن الدلائل تشير إلى أن جهودها لن تنجح نظرًا لضعف الوزن السياسي لواشنطن بعد ثورة 25 يناير في مصر، وثورات الربيع العربي.
إن السد المزمع بناؤه من قبل إثيوبيا يجعل مصر تمتعض غضبًا وهو ما أشارت إليه ردود أفعال القادة والمسئولين بمصر حيث صرح مرسي بأن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة، كما قال اللواء المتقاعد طلعت مسلم إنه على الرغم من انخفاض نفوذ مصر حاليا إلا أنه إذا لم يتم التوصل إلى حل دبلوماسي فقد يقرر قادة الجيش المصري الموت في المعركة بدلًا من الموت عطشًا.
أهم روافد نهر النيل وهو النيل الأزرق الذي يشق طريقه عبر إثيوبيا، وتهدف أديس أبابا إلى توليد الطاقة الكهربائية وتصديرها إلى دول الجوار، إلا أن مصر ترفض خوفًا لتهديد مصالحها والنصيب الأكبر الذي تحصل عليه بمقتضى الاتفاقات الاستعمارية التي عقدت بالماضي مع بريطانيا وإسرائيل تمتنع عن التورط بأي شكل من الأشكال في العاصفة المتداولة بين جيرانها.
نقلًا عن يسرائيل هيوم