تاريخ صناعة كسوة الكعبة منذ عهد الإسلام حتى الآن
لم تنل بقعة في الدنيا من الشرف والتقدير ما نالته الكعبة المشرفة من المحبة والتقديس ، ومن أجل ذلك تنافس على كسوتها الحكام والملوك والأمراء من قديم الأزل حتى أصبحت كسوة الكعبة جزءاً من تاريخ الكعبة نفسها .
وقد ذكر أن إسماعيل عليه السلام هو أول من كسا الكعبة ، وبعض الروايات تقول إن تبع الحميرى ملك اليمن هو أول من كسا الكعبة كاملة فى الجاهلية .
كانت كسوة الكعبة على المشركين حتى جاء فتح مكة ، فكساها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالثياب اليمانية ، ثم كساها من بعده الخلفاء الراشدون .فكساها أبو بكر الصديق وعمر بالقباطى ، أما عثمان بن عفان فكان أول من قرر للكعبة كسوتين القباطى والبرود اليمانية ، أما على ابن أبى طالب فلم يكسها لانشغاله بإخماد الفتن .
وفى عهد الدولة الأموية تم إرسال الكسوة من مصر وكانوا يرون أن هذا شرف ، واستمرت فى عهد الدولة العباسية .
وأوقف الملك الصالح إسماعيل ابن قلاوون وقفا خاصا لكسوة الكعبة مرة كل سنة واستمر الأمر كذلك حتى الدولة العثمانية حيث اهتم السلطان سليم بتصنيع كسوة الكعبة .
فى عام 1345 هـ منعت مصر إرسال الكسوة فأمر الملك عبد العزيز بعمل كسوة من الجوخ الأسود ، وبعد موسم الحج أمر الملك بإنشاءدار لصناعة الكسوة استمرت فى صناعة الكسوة حتى 1358 هـ فأغلقت دار الصناعة وبالاتفاق مع الحكومة السعودية عادت مصر لصناعتها حتى عام 1381 هـ وبسبب خلافات سياسية أوقفت مصر صناعة الكسوة ،
أنشات السعودية بحى جرول مصنعاً حديثاً لصناعة الكسوة وبعد خمسة عشر عاما نقل العمل إلى المصنع الجديد بمنطقة أبو الجود بالقرب من المسجد الحرام واصبح اسمه الآن مجمع الملك عبد العزيز لكسوة الكعبة المشرفة بأمر من الملك سلمان .
انتظروا المشهد المهيب.. الكعبة ترتدي كسوتها الجديدة فجر السبت
تبدأ رحلة إنتاج الكسوة فى قسم التحلية بغسل الحرير بمياه صافية ، ثم قسم المصبغة حيث صباغة الحرير باللون الأسود للوجه الخارجى واللون الأخضر للوجه الداخلى والكسوة الخارجية للمقام النبوى الشريف ، واللون الأحمر للكسوة الداخلية للمقام النبوى ، وتستهلك الكسوة 670 كيلو جراما من الحرير .
تجئ بعد ذلك قسم النسيج الآلى لنسج الكسوة حيث أحدث ماكينات النسيج ، وبعد ذلك قسم طباعة الآيات القرآنية والزخارف الإسلامية على حزام الكعبة وستارة باب الكعبة ،وفى قسم المذهبيات حيث تطريز ميزاب الكعبة .
وفى المرحلة النهائية تجميع الثوب وتوصيلها ببعض ليتكامل شكل الكعبة الخارجى