فريد شوقى يعترف: أفلام الأونطة تحقق أرباحا كثيرة
فى عام 1990 أصيب الفنان فريد شوقى وحش الشاشة ـــ رحل فى مثل هذا اليوم عام 1998 ــــ بوعكة صحية وظهرت الشائعات برحيله، إلا أنه فتح قلبه لجريدة الشرق الأوسط عام 1990 ليتحدث عن حقيقة مرضه وأزمة السينما الفنية وأعماله القادمة وسر عودته إلى المسرح وعلاقته بعمالقة المسرح نجيب الريحانى ويوسف وهبى فقال:
عانيت من أزمة صحية بعد 15 سنة عمل متواصل والحمد لله انتهت حيث كنت أثناء تصوير مسلسل "البخيل وأنا " وكنت أتجه مباشرة إلى المسرح لتقديم مسرحية "100 مسا " فأصبت بإرهاق شديد. والغريب أنه ظهر كلام كثير عن مرضى غير صحيح بالمرة كل ما هناك أنى أصيبت بأزمة قلبية وعدت والحمد لله.
كان لوالدى تأثير كبير على تكوينى الشخصى والثقافى وكان يسعى باستمرار لأن يجعل منى ممثلا مثقفا خاصة وأنه وجد لدى استعداد ، فاصطحبنى لمشاهدة المسرحيات كل أسبوع وتعريفى على الفنانين خاصة أنه كان منهم اصدقاؤه مثل يوسف وهبى ونجيب الريحانى .لكن أمى كانت تعتبر هذا مسخرة خاصة ولأننى كنت لأمثل مشاهد المسرحيات فى حديقة منزلنا وسط لأطفال الجيران وكنت أعطى لكل منهم مليما لأنه شاهدنى وأنا أمثل .
كنت معجبا جدا بنجيب الريحانى وزاد إعجابى به عندما كبرت لكن مصروفى لم يكفينى لمشاهدته يوميا فكنت أكتفى بمشاهدته مرتين فى الأسبوع لدرجة أنى كنت أشاهد المسرحية أكثر من مرة وحاولت أن أقابل الريحانى وكنت فى السابعة عشر لكن عم مجانس كان يضربنى ويطردنى . وعندما أصبحت نجم مسرح الريحانى كان الشباب يأتون لمشاهدتى ويحاولون الاقتراب منى لكن مجانس كان يمنعهم لكنى كنت أقول له اتركهم لعل الفرصة تأتى لأحدهم ويصبح أفضل منى.
وجاءت المشكلة فرسبت فى مدرسة الفنون وغضب والدى وقال إنه لا يمنعنى من هواية التمثيل بشرط أن أنجح فى مدرستى، وذات يوم اصطدمت بيوسف وهبى أمام مسرحه فعنفنى ولما علم والدنى اصطحبنى معه فى اليوم التالى لمشاهدة يوسف وهبى الذى كان صديقا له، ولشدة حبى وإعجابى به عملت لديه كومبارسا فقلدته فى أحد مشاهده لكنه قال لى: من يقلد لا يستمر لأن الأصل موجود.
أما فى السينما فقد أحببتها وكنت أحتفظ فى بيتى بعدد كبير من أفلام الفنان العالمى أنتونى كوين لأتعلم منه كيف تؤدى المشاهد لدرجة أن الناس اطلقت على أنتونى كوين الشرق .وأعتبر أن المخرجين فى حياتى ثلاث محطات الأولى أفلام الحركة مع نيازى مصطفى ، ثم مرحلة الواقعية مع صلاح أبو سيف ومحطة الشباب مع المخرج احمد يحيى.
وأعترف هنا أنه بمجرد دخولى البلاتوه يتحول المخرج إلى قائد أو عسكرى أنفذ تعليماته بعد انتهاء مرحلة المشاجرات أثناء كتابة السيناريو .
أنا الآن والحمد لله أتمتع بشعبية كبيرة لدى الجماهير حتى أنهم أطلقوا على "ملك الترسو " أي ملك جمهور الدرجة الثالثة ، وهذا اللقب هو أكبر جائزة فى حياتى كما أننى بعد فيلم "بورسعيد" الذى صورته بتكليف من الرئيس جمال عبد الناصر عرض على 22 فيلما مرة واحدة ، ولم أقبل منها سوى أربعة أفلام تاريخية باللألوان الطبيعية هى ألف ليلة وليلة، أبو زيد الهلالى طارق بن زياد والزير سالم.
أما عن استعماله لزمة "وشرف أمى" فقال: ليس فريد شوقى الذى يرددها وإنما الشخصية التى تمثل دور البلطجى يقسم بشرف أمه التى لا تعرف معنى الشرف، وقد تركت هذه العبارة بعد أن أقلعت عن تمثيل هذه الشخصية واستبدلت بها كلمة واحدة سيكون لها تأثير كبير على الجمهور وهى كلمة "حايحصل" وعاشت هذه الكلمة سبع سنوات أكثر مما تعيش أغانى عبد الوهاب.
أما عن مشروعاته القادمة فقال: أحاول حاليا أن أمحو من أذهان الناس صورة الممثل الشرير الخارج على القانون بتمثيل، كما أحاول أنا أيضا نسيانها بتقديم أدوار جديدة أقف فيها مع القانون بدأتها بفيلم "أنا الهارب" بتمثيل شخصية ضابط الشرطة الذى يطارد المجرمين.