هل يجوز الإنابة في رمي الجمرات وترك المبيت في منى؟
هل يجوز شرعا للضعفاء المرضى من الرجال والنساء من حجاج بيت الله الحرام ترك المبيت بمنى وهل يجوز لهم التوكيل عنهم فى رمى الجمرات وما حكم التوكيل من البداية فى رمى الجمرات عنهم ؟يجيب فضيلة الدكتور على جمعة مفتى الديار السابق فيقول :
من المعلوم أن الالتزام بالمبيت بمنى والتزام الحاج به مع أعمال الحج الأخرى يزيد من إجهاد وضعف الحاج إضافة إلى أنه ينزل بالناس فى هذه الأيام على المستوى العالمى من انتشار الأوبئة والأمراض الفتاكة التى يسهل انتقالها عبر التجمعات البشرية المزدحمة حيث يكون الجسم اكثر عرضة للعدوى وانتقال الامراض وبما انه لاشك ان العجائز والنساء والمرضى فمن الانسب لهم أن يأخذ هؤلاء حكم من رخص لهم ترك المبيت فى منى خاصة وان المبيت فيها ليس من أركان الحج عند جميع المذاهب المتبعة، وبالنسبة لحكم الشرع فمن الحكمة التيسير على الناس فى فتاوى الحج والعمرة مراعاة لأحوال الناس أداء مناسكهم بحيث تجنب الجميع ما قد يصيبهم من أوبئة وأمراض حتى يعودوا إلى أهلهم سالمين غانمين إن شاء الله تعالى خاصة فى الأماكن التى يكثر فيها التجمعات والتى جعل الله فيها سعة لعباده خاصة وأن المبيت فى منى ليالى التشريق يختلف فيها العلماء وأنه حتى وإن كان على قول الجمهور من العلماء بأن المبيت فى منى واجب فإنهم يرخصون لمن كان ذا عذر شرعى بترك المبيت ولا إثم عليه ولا كراهة ، وبذلك فالإنابة أو التوكيل لشخص آخر فى رمى الجمرات جائز من باب أولى لأن الإنابة فى الحج ذاته جائز وهى رخصة لأهل الأعذار .
كما يضيف فضيلة الدكتور عبدالله شحاتة الداعية الاسلامى ويقول :ذهب الإمام أحمد إلى أنه يصح للحاج أن ينيب عنه من يرمى الجمرات بدلا عنه ، وفى سائر الأئمة الثلاثة لا يصح ، أما إذا مات الإنسان وهو محرم فإنه يكفن فى ثياب الإحرام ولا يوضع عليه طيب ولا يغطى رأسه فإنه يبعث يوم القيامة ملبيا .
وروى البخارى ومسلم وابن خزيمة ان رجلا كان مع النبى صلى الله عليه وسلم فوقصته ناقته اى كسرت عنقه وهو محرم ومات فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اغسلوه بماء وسدر وكفنوه فى ثوبيه ، ولا تخمروا رأسه ــ أى لا تغطوا رأسه ــ فإنه يبعث يوم القيامة ملبيا " .