رئيس التحرير
عصام كامل

باريس تواجه «إرهاب أنقرة» في طرابلس.. تحركات فرنسية قوية لدحر التنظيمات المتطرفة.. و"ماكرون" يتصدى للإرهاب التركي

ماكرون
ماكرون

معركة «مناطق النفوذ» داخل الأراضى الليبية «سياسة أكثر عداونية».. تصريح رسمى صادر عن الرئاسة الفرنسية، في خطوة اعتبرها البعض تصعيدا جديدا من جانب باريس ضد تحركات تركيا على الأراضى الليبية.

 

خاصة بعد انتهاك الحظر المفروض على التسليح والمناورات العسكرية الأخيرة مع نشر سفن حربية تركية قبالة السواحل الليبية، وجميعها دفعت «ماكرون» الرئيس الشاب الذي يحكم الدولة العجوز للخروج من وراء الستار ودخول المبارزة المباشرة من أجل الدفاع عن مصالح بلاده المهددة بالسقوط في تلك المناطق، لا سيما وأن ليبيا تُعد منطقة نفوذ لفرنسا لا ترغب الأخيرة في خسارتها.

 

فرنسا تتحرك

 

كما أنها منهل للطاقة تسعى تركيا للسيطرة على ثرواتها النفطية، فضلًا عن قلق فرنسا من تحكم تركيا في بوابة الهجرة، ما يعني ابتزازا تركيا جديدا لأوروبا بملف اللاجئين والمهاجرين.

 

ومن بين ما دفع فرنسا لإشهار سيف المواجهة ضد تركيا، الانتصارات التي تسجلها أنقرة وحلفاؤها في هذه الملفات والسعي لإخراج باريس تماما من المشهد بعد سنوات طويلة من التحضير لإدارة اللعبة في مسائل التنقيب عن الطاقة واستخراجها ونقلها من منطقة شرق المتوسط عبر تكتل «منتدى الغاز السباعي»، الذي أشرفت على صناعته بعيدًا عن المصالح التركية والروسية والأمريكية.

 

دور ماكرون

 

من جانبه يرى الدكتور توفيق أكليمندوس، رئيس وحدة الدراسات الأوروبية بالمركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية، أن «فرنسا يحكمها شاب متمكن لدية شخصية قوية قادر على تشخيص مشكلات بلاده بشكل دقيق ومحاولة حلها رغم ما تمر به من أزمات نظرًا لأنه يتبع منهج قائم على الإصلاح السلطوي، صحيح أن تلك المنهج تسبب لفرنسا في العديد من المشكلات الداخلية لكنه مكنها أيضًا من تحقيق إنجازات كبري».

 

وفيما يتعلق بفرنسا ودورها في المتوسط خاصة في ظل التهديدات التركية الأخيرة التي زادت من حدة التوتر بين باريس وأنقرة جراء تعرض سفينة فرنسية كانت تشارك في مهمة للحلف الأطلسي في البحر المتوسط لعمل «عدواني للغاية» من قبل زوارق تركية، أوضح رئيس وحدة الدراسات الأوروبية بالمركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية، أن «ماكرون لدية قراءة جيدة لتلك الأوضاع تقترب من القراءة المصرية التي تؤكد تمدد تركيا دون احترام للقواعد الدولية ودعمها للإرهاب وممارسة الابتزاز علنًا.

 

لكن دوره في الوقت الحالي خاصة مع أزمة كورونا التي يعيشها العالم أجمع أصبح غامضًا ومقيدا نظرًا لمديونية دولته فهو يتكلف مئات المليارات للسيطرة على تلك الأزمة، إلى جانب الصراع الداخلي الناتج عن الديون والأزمة الاقتصادية الطاحنة وارتفاع نسبة البطالة لـ700 ألف عاطل جراء وباء (كوفيد19)، فما يمكن أن تفعله حاليًا هو تقديم دعم استخباراتي وسياسي دون تدخل قوي ونظرًا لصعوبة موقفها الحرج مع حلف (الناتو) الذي صمد في الخلاف الأخير بينها وبين تركيا خوفًا من خسارة الأخيرة في الحلف -أي بمعنى أصح تأييد بشكل واضح لتركيا»

 

ردع تركيا

 

وفي السياق ذاته أكد اللواء عبد الرافع درويش، رئيس حزب فرسان مصر، وأحد أبطال حرب أكتوبر، أن فرنسا يمكن أن يكون لها دور كبير ومميز في المتوسط كونها دولة تصنع السلاح مثل «الرافال وميراج».

 

كما أنها تصنع جميع أنواع الطائرات المتقدمة وطائرات الجيل الرابع، فهي دولة لها ثقل عسكري واضح وكل ذلك يؤكد أنه يمكنها أن تكون صاحبة دور كبير في المتوسط، كما أنه يمكنها ردع التدخلات التركية في ليببا.

 

منطقة الساحل والصحراء في أفريقيا منطقة تحظى باهتمام دولي متنام، وخصوصا في ضوء التهديدات التي تمثلها الجماعات الإرهابية النشطة في هذه «البؤرة الساخنة» القابلة للانفجار بتداعيات خطيرة لا تقتصر على القارة السمراء فحسب، وإنما قد تطال أوروبا والعالم، ولفرنسا دور بارز على محاربة التطرف في تلك المنطقة.

 

فالدكتور توفيق أكليمندوس، يري أن فرنسا حققت نجاحات كبري في البداية قبل أن تتعرض لنكسات ضخمة لكنها سرعان ما عاودت الرجوع بقوة من جديد من خلال التعاون مع دول أفريقية تقوم سياستها على تدريب وتشكيل قوات عسكرية وأمنية.

 

لكن على المدى الطويل لا يمكن تحديد هل يمكن لفرنسا أن تتحمل ميزانية تواجد دائم أم لا؟.. فإستراتيجيتهم الحالية تعمل على تمكين القوات الأفريقية التشادية ومدها بالسلاح وتدريبها على فنون القتال.

 

في حين أوضح اللواء عبد الرافع درويش، أن الإرهاب والتطرف لا يمكن أن ينتهي بين ليلة وضحاها بسبب وجود إيران وقطر وإنجلترا التي تأوي الإرهابيين بداخلها، مؤكدًا أن الجماعات الإرهابية كبيرة ولا حصر لها، كما أنها تظهر في عدة أشكال كجماعة الإخوان الإرهابية وتنظيم القاعدة والقدس والجهاد.

 

فهي تنظيمات عالمية ذات قوة مالية ضخمة تنفق فقط على دعايتها الإرهابية في أمريكا أكثر من 9 مليارات دولار لذلك لا يمكن لفرنسا وحدها أن تواجه بل على شعوب العالم أجمع أن تتحد لمواجهة تلك التطرف والقضاء عليه نهائيًا.

 

عرش فرنسي

 

بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي باتت الأنظار تتجه نحو فرنسا ودورها الذي يمكن أن تعوض به خروج بريطانيا من «البريكسيت»، رئيس حزب فرسان مصر وأحد أبطال حرب أكتوبر، يرى أن خروج بريطانيا من المفترض أن يؤثر على التوازنات لصالح فرنسا لكن مع وجود وباء كورونا الدخيل على العالم أصبح المصير مجهولًا نظرًا وأصبح لا يمكن لفرنسا أن تسد فراغ بريطانيا.

 

أما فيما يتعلق بليبيا فموقفها أقرب لموقفنا وللخليج باستثناء قطر، وعلي مستوى الاتحاد الأوروبي ألمانيا في موقع تردد نظرًا لوجود نحو 3 ملايين تركي على أراضيها بينما الشمال متجاهل تلك القضية تماما، والناتو متجاهل الأمر خوفًا من خسارة تركيا، وأمريكا تغض البصر فهي ترى أن أردوغان الأهم بالنسبة لها.. فهو صراع ضخم إذا لم تتحد القوى العربية والأوروبية وتصبح يدًا واحدة وتتخذ قرارات أفعال لا أقوال يمكن للتك التحالف إنهاء هذه الصراعات.

 

نقلًا عن العدد الورقي...

الجريدة الرسمية