رئيس التحرير
عصام كامل

5 أطفال لاجئين يستغيثون في لبنان بعد مقتل الأم وخطف الأب بسوريا

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

حتى الساعة لا يدرك أطفال عائلة صالح السورية الخمسة ما ألم بهم من مصيبة ستطبع مستقبلهم وكل لحظة فرح أو حزن يمرون بها في سنواتهم المقبلة.


فقد خسروا والدتهم، التي قتلت في سوريا قبل عام في قصف مدفعية النظام السوري لبلدة تلكلخ السورية الحدودية مع لبنان؛ حيث كانوا يعيشون، ثم فقدوا أي اتصال مع والدهم، الذي اعتقله النظام قبل عام تقريبا، ويعيشون حاليا مع عمتهم في ظروف صعبة جدا بمنطقة عكار، شمالي لبنان.

يجلس الأطفال الخمسة، الذين لم يتجاوز عمر كبيرهم سبع سنوات، حول عمتهم ينظرون إلى كاميرا "الأناضول" وفي أعينهم أسئلة كثيرة يخشون أن يطرحونها؛ خشية أن يتلقوا إجابات جارحة.

فمع حلول مساء كل يوم، تسأل مريم ومنى الصغيرتان (سنتان و3 سنوات) عن أمهما، فتحاول العمة إقناعهما بأنّها "ستأتي عن قريب".

وتشتكو العمّة "يسرا"، التي وجدت نفسها فجأة مسئولة عن رعاية 5 أطفال، من قيمة الإيجار الباهظ للغرفة التي تقطنها في عكار؛ إذ يتجاوز الـ 400 دولار أمريكي شهريا، وتتساءل مستنكرة:"من أين لي أن أطعم هؤلاء الأطفال الجياع ؟!"

وتمضي العمة قائلة، في حديث مع مراسلة "الأناضول"، إن الأطفال اليتامى يعيشون وضعا مأساويا على شتى الصعد، وتستغرب "التجاهل الغريب من قبل الجمعيات (الإغاثية والخيرية) لحالة الأطفال الذين سلبهم الفقر والجوع معنى الطفولة والسعادة".

وتضيف: "أنا من منطقة تلكلخ، وقد نزحنا منها قبل سنة تقريبا عندما بدأ القصف يشتد، وبعدما قتلت أختي روضة وأخي حسن على يد شبيحة (بلطجية) النظام، وهما لم يفعلا أي شيء.. فلما يخرجا في مظاهرة ولم يحملا سلاحا.. لقد قتلا ظلما وذبحا على يد شبيحة، وتم إحراقهما ولا نعرف إن كانوا قد دفنوهم أم لا".

أما "شقيقي محمد فقد خطفوه وقد قتلت زوجته، ولا ندري عنه شيئا حتى الآن.. أولاده الخمسة نزحوا معي وأوضاعنا مأساوية للغاية".

وفيما يتقاسم الأطفال الخمسة بلهفة رغيفا من الخبز، تشكو العمة يسرا لمراسلة "الأناضول"من "شح المساعدات، وخاصة على صعيد الغذاء والدواء"،

وأوضاع هؤلاء الأطفال الخمسة وعمتهم ما هي إلا إحدى المآسي بين نحو 554 ألف لاجئ سوري مسجلين لدى مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين في لبنان، بينهم 173 ألفا يعشيون في مناطق الشمال، فيما يعيش 161 ألفا في مناطق البقاع (شرقا)، و84 ألفا في مناطق بيروت وجبل لبنان، و58 ألفا في مناطق الجنوب اللبناني.
الجريدة الرسمية