اتهامات بالتجسس.. حرب دبلوماسية تشتعل ين الصين وأمريكا
بعد إغلاق قنصليتها في مدينة هيوستن
الأمريكية بتهم تتعلق بالتجسس، قررت الصين إغلاق قنصلية أمريكية في إحدى المدن
الكبرى، متهمة أمريكا بأنها المسؤولة عن الوضع الحالي للعلاقات بين البلدين.
البادئ أظلم
وجاء الإعلان عن إغلاق القنصلية في
أعقاب وابل من التحذيرات من مسؤولين أمريكيين كبار من "طغيان" الصين،
فيما وُجهت لمواطنين صينيين في الولايات المتحدة اتهامات مختلفة، مشيرة إن هذا
القرار يشكل "رداً مشروعاً وضرورياً على الإجراءات غير المنطقية للولايات
المتحدة وأن الوضع الحالي للعلاقات الصينية الأمريكية هو ما لا ترغب الصين في
رؤيته، والولايات المتحدة مسؤولة عن هذا كله".
وتناولت صحف عالمية صادرة صباح اليوم
التدهور في العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، بعد قرار بكين إغلاق القنصلية
الأمريكية في ”شيجدو“، رداً على قرار مماثل من واشنطن بإغلاق القنصلية الصينية في
”هيوستن“.
حرب القنصليات
ومن جانبها قالت صحيفة ”وول ستريت
جورنال“ الأمريكية: إن قرار الصين بإغلاق القنصلية الأمريكية في ”شينجدو“، رداً
على قرار مماثل من واشنطن بإغلاق القنصلية الصينية في ”هيوستن“، يثير المخاوف من
تدهور العلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم، مشيرة إلى أن التوتر الدبلوماسي بين
البلدين يتزامن مع السياسة المتشددة واللغة الأكثر صرامة من جانب واشنطن، والتي
كانت واضحة في خطاب وزير الخارجية مايك بومبيو الأسبوع الماضي.
وأضافت: ”أكد مسؤولون أمريكيون بارزون
وقضاة جنائيون واستخباراتيون التهديد الداخلي الذي تمثله بكين على الولايات
المتحدة، وقالوا إن إغلاق قنصليتها في هيوستن أمر مبرر؛ نتيجة استخدام المنشأة
وأماكن أخرى للتجسس وسرقة التكنولوجيا الأمريكية“.
وتابعت: ”الإغلاق المتبادل للقنصليات
يمثل أمراً غير مسبوق في العلاقات بين الولايات المتحدة والصين منذ تطبيعها عام
1979، ويمثل حلقة جديدة من الصراع بين القوتين أكثر اتساعاً
ومنهجية.
تأثير الانتخابات الرئاسية
وأكدت الصحيفة أن بعض الأكاديميين
الصينيين يخشون من استمرار تفاقم التدهور في العلاقات بين الدولتين قبل الانتخابات
الرئاسية الأمريكية في نوفمبر المقبل.
وقال ووشينجبو، من معهد الدراسات
الدولية بجامعة فودان: ”تريد إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إثارة الصراع مع
الصين؛ من أجل تحويل الغضب الشعبي الأمريكي بعيداً عن الفشل في إدارة أزمة جائحة
كورونا“.
بومبيو
وفي السياق، قالت مجلة ”نيوزويك“ إن
وسائل الإعلام الحكومية الصينية شنّت حملة انتقادات شديدة ضد وزير الخارجية
الأمريكي مايك بومبيو، بسبب موقفه المتشدد من الصين مشيرة إن بومبيو سيتم
تدميره عبر ”المقاومة التي لا نهاية لها“.
وأضاف: ”يبدو أن بومبيو طموح للغاية،
ويريد أن يخلق مواجهة ملحمية بين القوتين العظميين كي يضع نفسه في كتب التاريخ،
ولكن لسوء الحظ، فإنه لا يفهم طبيعة العالم حالياً، حيث ستقوم المقاومة التي لا
نهاية لها بتدميره، وتجعله أسوأ من ستيف بانون، الإستراتيجي السابق في البيت
الأبيض“.
وأشارت المجلة الأمريكية، في تقرير
نشرته اليوم السبت، إلى أن تلك الانتقادات جاءت في نفس اليوم الذي اتهم فيه
مسؤولون أمريكيون بومبيو بإعلان ”حرب صليبية جديدة“ ضد الصين.