في الذكرى الأولى لرحيله.. محطات بارزة في حياة الباجي قايد السبسي
تمر اليوم السبت الذكري السنوية الأولي علي رحيل الباجي قايد السبسي، أول رئيس تونسي منتخب بصفة مباشرة من الشعب بعد الثورة.
واتسمت مسيرة قايد السبسي التي فاقت النصف قرن بالعديد من النجاحات مثل دوره الدبلوماسي الهام في قرار إدانة مجلس الأمن
للغارة الجوية الإسرائيلية على مقر منظمة التحرير الفلسطينية في حمام الشط بالضاحية
الجنوبية للعاصمة في أكتوبر 1985 .
التداول السلمي
ويحسب لقايد السبسي حرصه على ترسيخ مبدأ التداول السلمي للسلطة وعلى انتهاج الوضوح في تعامله السياسي مع جميع الأطراف وخاصة مع حزب "حركة
النهضة" ، كما نجح في تصحيح أداء الدبلوماسية التونسية ووطد علاقات تونس مع
عديد البلدان .
نشأته
ولد الباجي قايد السبسي في 26 نوفمبر 1926 بمنطقة سيدي بوسعيد
من الضاحية الشمالية للعاصمة تونس، وهو محام وسياسي تخرج في كلية الحقوق بباريس
عام 1950 ليمتهن المحاماة بداية من 1952، قبل أن يتولى عدة مسؤوليات هامة في
الدولة التونسية بين 1963 و1991.
ناضل منذ شبابه في الحزب الحر الدستوري الجديد،
وبعد الاستقلال عمل كمستشار للزعيم الراحل الحبيب بورقيبة، ثم كمدير إدارة جهوية
في وزارة الداخلية، قبل أن يعين سنة 1963 مديرا عاما للأمن الوطني.
مناصب متعددة
عين قائد السبسي سنة 1965 وزيرا للداخلية، ثم وزيرا للدفاع
الوطني من 1969 إلى 1970، قبل تعيينه في يناير1970 سفيرا لتونس بباريس ثم ببون سنة 1987.
انتخب سنة 1989 عضوا بمجلس النواب، قبل
أن يتقلد منصب رئيس المجلس خلال الفترة الممتدة من 1990 إلى 1991، ليعود اثر ذلك
إلى ممارسة مهنة المحاماة، وفي فبراير 2011 عين وزيرا أول في الحكومة المؤقتة التي
تم تشكيلها عقب ثورة 17 ديسمبر 2010 .
حركة نداء تونس
يناير 2012 أعلن الباجي
قايد السبسي عن تأسيس حركة نداء تونس التي فازت في الانتخابات التشريعية التي جرت
في 26 اكتوبر 2014 وتحصلت على 86 مقعدا في مجلس نواب الشعب، ومن ثم انتخب الباجي
قايد السبسي في 21 ديسمبر 2014 رئيسا للجمهورية التونسية .
استقالة رسمية
في 31 ديسمبر 2014 قدم لباجي قايد
السبسي استقالته رسميا ونهائيا من مسؤوليته كرئيس لحزب
حركة نداء تونس مما فسح المجال للصراع بين قيادات الحزب ودخوله في أزمة عجلت
بتصدعه.
وفي 13 اغسطس 2018 اقترح في كلمة بمناسبة العيد الوطني للمرأة، سن قانون يضمن المساواة في الإرث بين الجنسين
مع احترام إرادة الأفراد الذين يختارون عدم المساواة في الإرث.
وفاته
وقد وافته المنيّة يوم 25 يوليو 2019 بعد تعرّضه إلى وعكة صحيّة
حادة، وقد أقيمت له جنازة وطنية سبقها موكب تأبين بقصر قرطاج حضره عدد من قادة
ورؤساء الدول الشقيقة والصديقة من بينهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس
المؤقت للجزائر عبد القادر بن صالح وملك اسبانيا فيليب السادس والرئيس الفرنسي
ايمانويل ماكرون ورئيس جمهورية مالطا جورج فيلا والرئيس البرتغالي مارتشيلو ريبلو
دي سوزا.