رئيس التحرير
عصام كامل

انتخابات الجبلاية.. على كف عفريت.. مخطط للإطاحة بـ"شوبير" و"زاهر".. "الشامي" يجهز للتخلص من الحرس القديم.. و"أبو ريدة" يراقب

مقر اتحاد الكرة المصري
مقر اتحاد الكرة المصري .- صورة أرشيفية

لم يعد خافيًا على أحد أن أمر كرة القدم المصرية بات خطيرًا وينذر بعواقب وخيمة، ربما تلقى بظلالها على مستقبل الكرة لسنوات قادمة، بعد أن توقف الأمر عند رغبة الحكومة في التجديد والبحث عن وجوه جديدة، ولكنها لا تعرف صندوق الانتخابات.

 

وبين وجوه قديمة تملك خيوط اللعبة في يدها تحركها كيفما تشاء، ووسط كل هذا يظهر الـ«فيفا» الذي لا يعترف بشيء سوى الجمعيات العمومية والمجالس المنتخبة ولا يعنيه إذا كان هؤلاء يملكون خيوط اللعبة أم لا....!

 

استقالة أبو ريدة

 

البداية في يونيو عام 2019 عندما أجبر الرأي العام الكُروي في مصر مجلس المهندس هاني أبو ريدة على الاستقالة من اتحاد الكرة بعد خروج المنتخب الأول من دور الـ16 لبطولة الأمم الأفريقية التي استضافتها مصر آنذاك.

 

اللوائح تقول إنه في مثل تلك الحالة يتولى المدير التنفيذي لاتحاد الكرة إدارة الأمور لمدة ثلاثة شهور لحين دعوة الجمعية العمومية لانتخاب مجلس إدارة جديد، ولكن كانت هناك رغبة في تغيير بعض الوجوه القديمة، والدفع بوجوه جديدة أملًا في تحقيق الهدف المنشود، وهو إحداث طفرة في كرة القدم المصرية.

 

وكان الحل التوافقي هو تعيين لجنة لمدة عام، وبالفعل وبالتعاون بين الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة والعميد ثروت سويلم المدير التنفيذي آنذاك، وبدعم المهندس هاني أبو ريدة أقر الـ«فيفا» بتعيين لجنة خماسية بعد إجراء مقابلات شخصية مع المرشحين لعضوية اللجنة، وتم تحديد المطلوب من هذه اللجنة في نقاط محددة مطلوب تنفيذها في موعد أقصاه 31 يوليو 2020 بعد أن صدر قرار التعيين لهم في 20 أغسطس 2019.

 

 

كورونا 

 

وخلال فترة تعيين اللجنة جرت مياه كثيرة وحدثت أمور أكثر، ولكن كانت جائحة كورونا هي الحدث الأكبر الذي أوقف النشاط الكُروي ليس في مصر فحسب ولكن في العالم أجمع.

 

وكانت النتيجة أن الأمور سارت بسرعة السلحفاة حتى اقترب موعد انتهاء المهمة ولم يجد الـ«فيفا» النقاط التي طلبها، فلا تم دعوة الجمعية العمومية الطارئة لاعتماد لائحة النظام الأساسي ولا تم دعوة العمومية العادية لإجراء الانتخابات.

 

وربما كانت رغبة الوزارة في التجديد للجنة لمدة عام آخر مدعومة بخطاب رسمي من اللجنة الأولمبية المصرية يفيد صعوبة إجراء جمعية عمومية لاتحاد الكرة سواء كانت عادية أو طارئة، لعدم انتهاء عملية التقييم التي على أساسها يتم تحديد الجمعية العمومية حسب نصوص قانون الرياضة المصري.

 

الصدام

 

ومن المقرر أن يحسم الـ«فيفا» كافة الأمور خلال الساعات القادمة، ولكنها في كل الأحوال لن تكون على حسب هوى البعض، لأن الـ«فيفا» لا يعترف إلا بالجمعيات العمومية وصناديق الانتخاب والاتجاه الأقرب هو توجيه الشكر للجنة أو المد لها لمدة محددة بحسب الأيام وليس الشهور، لإنجاز المهمة المطلوبة والفيفا لا يعنيه من يرأس الاتحاد أو غيره، وإنما لا بد أن يكون هناك مجلس انتخبته الجمعية العمومية.

 

والمؤكد أن المهندس هاني أبو ريدة عضو المكتب التنفيذي للفيفا والكاف استشعر رغبة في عدم وجوده مرة أخرى على رأس اتحاد الكرة، وهو ما دفعه للابتعاد مؤقتًا، خاصة وأنه أعلن من قبل رغبته في الترشح لرئاسة الاتحاد المصري من أجل طموحه في الترشح لرئاسة الاتحاد الأفريقي لكرة القدم.

 

ذهب أبو ريدة إلى الساحل الشمالي بعد أن تم قطع خطوط التواصل معه من قبل اللجنة الخماسية بل إنه هو الآخر أحجم عن تقديم النصائح رغم أنه أحد أقدم الموجودين في المكتب التنفيذي للفيفا والكاف، تاركًا الأمر للفيفا يحكم فيه كيفما شاء.

 

عيون الـ«فيفا»

 

ولا شك أن الـ«فيفا» يملك عيونًا داخل مصر من خلال ترجمة كل ما ينشر ويذاع في كافة وسائل الإعلام، وبدأ من خلال تلك التقارير يتشكك في إنجاز اللجنة الخماسية للأهداف المطلوبة منها بحثًا عن تجديد آخر وهو ما لن يحدث مثل المرة السابقة بل ستكون هناك قرارات في منتهى القوة.

 

انتخابات الجبلاية

 

ووسط هذا الجو الظلامي تتفاوت الحركة الانتخابية في اتحاد الكرة، فهي تارة تشتعل ومرة أخرى تخمد.. تشتعل عندما يشعر المرشحون المحتملون بقرب الانتخابات، وتخمد عندما يسقط في يد الجميع.

 

وفي كل الأحوال وأيا كانت قرارات الـ«فيفا» فإن مجلس إدارة اتحاد الكرة الجديد سيكون على موعد مع الظروف الصعبة، وأول هذه الظروف هو ارتباط الكرة المصرية بعدة مناسبات في غاية الأهمية خاصة بالنسبة للمنتخب الوطني الأول حيث عام 2021 سيكون عام الحسم للتصفيات القارية سواء المؤهلة للأمم الأفريقية بالكاميرون أو المؤهلة لمونديال قطر، والخروج من إحداها -لا قدر الله – معناه خروج المجلس من الباب الضيق لكرة القدم المصرية، لأن الجماهير لا تعرف إلا من يجلس على الكرسي ومهما قال من مبررات وإنه غير مسئول عن اختيار الأجهزة الفنية.

 

الحرس القديم والوجوه الجديدة

 

الحديث عن وجوه جديدة والتخلص من الوجوه القديمة أمر في غاية الصعوبة لأن ملعب اتحاد الكرة غير ملعب الأندية تماما.

 

فليس معنى أنك نجم كرة قدم كبير أنك ستنجح في الانتخابات، لأن هناك جمعية عمومية عبارة عن أندية تعطي صوتها لمن يتواصل معها، وليس للنجم الذي يظهر عبر شاشات الفضائيات، وبالتالي فإن أحدا من الوجوه القديمة يملك أرضية في الجمعية العمومية والتخلص من تلك الوجوه ليس بالسهولة التي يتصورها البعض، كما أن الوجوه الجديدة تحتاج إلى وقت طويل للتواصل مع الجمعية العمومية لإقناعها.

 

الخريطة الانتخابية

 

في ظل تلك الأجواء الضبابية تبدو الخريطة الانتخابية لاتحاد الكرة كما هي بلا أي تغيير، لأنه كما قلنا سابقا ملعب اتحاد الكرة له رجاله، فنفس الأسماء تقريبا هي التي تتواصل مع الجمعية العمومية، فالمهندس هاني أبو ريدة قبل الذهاب للساحل الشمالي تحرك ثلاث تحركات مع الأندية، سواء مع بعض أندية القسم الثاني أو أندية مطروح والإسكندرية، ورمى موضوع الوجوه الجديدة.

 

ولكن اصطدم بأنه ليس لها ثقل في الجمعية العمومية، وفي المقابل تجد مجموعات أخرى تسعى للاستقلال والانفصال عن مجموعة أبو ريدة يتزعمها المهندس محمود الشامي المرشح المحتمل على منصب نائب الرئيس، وهو يتحرك على محورين أحدهما الضغط في الجمعية العمومية على موضوع اللائحة وضرورة وضعها على حسب هوى العمومية وليس على هوى أشخاص.

 

والمحور الثاني وهو الدعاية الانتخابية والبحث عن قائمة انتخابية تضمن التجديد في الكرة المصرية بما تضمه من أشخاص ليس لهم مصالح شخصية في اتحاد الكرة.

 

التخلص من شوبير وسيف زاهر

 

ولكن بالطبع هناك استقرارا بين الجميع على وضع بند منع التضارب، وهو البند القادر على إقصاء عدد من الوجوه من اتحاد الكرة ، يتقدمهم الكابتن أحمد شوبير نائب رئيس اتحاد الكرة السابق، والكابتن سيف زاهر عضو مجلس الإدارة السابق، وآخرون وهو البند الذي يمنعهم من الترشح، بسبب ارتباطهم بعقود مع الشركات الراعية لأنشطة الاتحاد.

 

ولأن وظيفتهم هي الإعلام فإنهم بلا شك تأكدوا أنهم سيكونون بعيدا عن اتحاد الكرة ، إلا إذا استغنوا عن مصدر عملهم، وهو الإعلام والمؤكد أيضا أن هذا البند كفيل بالقضاء على أي فساد محتمل بالنسبة للشركات التي تعمل داخل اتحاد الكرة، وبعض الأعضاء لهم أسهم فيها.. عموما الأيام القادمة ستلقي كلمة الفصل في ملف الكرة المصرية.

 

نقلًا عن العدد الورقي...

الجريدة الرسمية