هل ينتهي فيروس كورونا المستجد بعد ظهور اللقاح المنتظر؟
في ظل ترقب العالم إلى لقاح فيروس كورونا خاصةً بعد إعلان العديد من الهيئات الطبية التي تشرف على إعداد اللقاحات تحقيق نتائج مبشرة واحتمالية ظهور اللقاح في نهاية العام الجاري أو بداية العام المقبل ٢٠٢١ ، بدأ تساؤل جديد يظهر على الساحة العالمية وهو هل يستطيع اللقاح المنتظر القضاء على عدوى كورونا؟
اللقاحات
تعمل اللقاحات من خلال إعطاء الجهاز
المناعي كمية من الجراثيم أو جزءاً أساسياً منها، لتحضير الجسم للاستجابة عند حدوث
تعرض حقيقي.
وعندما يتعرض الجسم للعدوى، تتجمع
البروتينات المناعية المسماة الأجسام المضادة على الفيروس، ما يوقف دخولها إلى
الخلايا، بالإضافة إلي أنه في بعض الأحيان،
تزيد اللقاحات من الخلايا التائية (T-Cells) المناعية، التي لا تفعل
الكثير لمنع العدوى، لكن يمكنها أن تبطئ وتوقف تطورها في النهاية.
ومن الأساليب الشائعة أيضاً لرفع
مستويات الأجسام المضادة، حقن فيروس غير نشط أو ميّت في جسم الإنسان.
فاعلية اللقاح
بحسب شبكة «BBC» البريطانية، قال مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض
المعدية في الولايات المتحدة، أنتوني فاوتشي، "لا يبدو أن اللقاح يوفر حماية نهائية من
العدوى، إلا أنه قد يكون جيداً جداً للحماية من الأمراض".
فيما أكد أحد أكبر علماء المناعة في
العالم وأستاذ الطب في جامعة أكسفورد البروفيسور جون بيل، أن فيروس كورونا قد يظل
مستوطناً إلى الأبد مشيراً إلى أن العنصر المسبّب لعدوى كورونا قد لا يُقضى عليه
أبداً.
واستشهد البروفيسور بيل بأدلة تفيد بأن
أي لقاح محتمل ضد الفيروس من غير المرجح أن يكون له تأثير مناعي مستدام فيستمر
فترة طويلة جدا، لافتا إلي أن المؤشرات تظهر أننا "سنشهد دورات من اللقاحات وموجات من تكاثر
الأمراض، ثم مزيداً من اللقاحات ومزيداً من الأمراض".
شلل الأطفال
واستخدم عالم المناعة، نموذج مرض
"شلل الأطفال" وهو مرض يسببه فيروس وله لقاح سهل، لكنه موجود دائماً،
كمؤشر على مدى صعوبة القضاء كلّياً على عدوى كورونا.
وأضاف "لاحظوا مدى الصعوبات التي
واجهها العلماء والأطباء للتخلص من مرض شلل الأطفال مثلاً، فعلى الرغم من أن
برنامج القضاء على ذلك الفيروس لا يزال مستمرّاً منذ حوالي 15 عاماً، لم يتحقق
الهدف المرجو المتمثل في التخلّص منه كلياً".
وأكد "إذاً، سيأتي فيروس كورونا
ويذهب، وسنشهد فصول شتاء كثيرة يعاود فيها الفيروس نشاطه".