رئيس التحرير
عصام كامل

وماذا بعد الإخوان وجمعة "قبضة الهلالي"


تابعت كأغلب المصريين فعاليات جمعة "نبذ العنف " !!! التي قام بها مؤيدو الرئيس هذا الأسبوع.. وككثيرين عاد إلى ذكرياتي المغفور له الفنان يوسف منصور ومرحلة رواج أفلامه ورياضة الكونج فو وقدرته الهائلة على تحطيم القلل وسقف الفوم في الاستوديو وكل هذا بفضل تدريبات القتال التي استعرض بها بعض مشجعي التيار الإسلامي ويوسف منصور من المشاركين.. نشكر لهم إعادة مرحلة مقاولات السينما إلى ذكرياتنا.. ناهيك عن ترهل أجساد هؤلاء المقاتلين والذين يرتدون دروعا وبدل نجاة من الغرق كما لو كانوا ينوون نقل فعاليات ٣٠ /٦ إلى البحر لتصبح أول ثورة بحرية منذ الثورة على السفينة بونتي.. هذا الترهل أعاد إلى أذهاننا الفنان نور الشريف بجسده غير الرياضي في دور شحاتة أبو كف لاعب الكرة في رائعة سمير سيف ووحيد حامد غريب في بيتي..
نشكر للإسلاميين إعادة تنشيط ذاكرتنا السينمائية..

وطبعًا ككثيرين استمتعت بفقرات نبذ العنف والوعيد بتحطيم وتدمير من ينزل في ٣٠/٦ ( يبدو أن الكل لم يتفق على هدف الجمعة أو أن كثيرين جاءوا بناء على دعوة من السيد وزير الإعلام دون أن يعرفوا مسمى المليونية بعد أن قال لهم: ابقى تعالى وأنا أقولك فين ).. اعترف أن هناك شيئا واحد قد نغص على فقرات الكوميديا الرائعة..
امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي الأيام الماضية بدعوات لإحباط ٣٠/٦ بمنطق: 
" ح تنزل مع فلان ؟ ح تنزل مع اللي بيحبوا مبارك ؟ ح تنزل ومش ح تهتف ضد الجيش والشرطة ؟ "

مبدئيًا وقد يغضب الكثيرون.. لا أؤمن كثيرًا بكلمة الفلول.. أؤمن أن النظام السابق اللعين له رموز فاسدة لابد أن تحاكم.. ولكني لا أعتقد أن ثورتنا قامت لتعدم من لم يؤمنوا بها أو من لم يشاركوا فيها أو من ارتضوا أمانًا وهميًا في نظام فاسد خوفًا من مجهول عصرت عليه نخبتنا ليمون حتى فسد وفاحت رائحة العطن فيه لنتحول اليوم إلى دولة من العك وتخلصنا من حكم العسكر لنسقط في حكم العصابات المنظمة برئاسة دون كيرليوني أو المرشد.. لا أرى فيمن لم يرى في النظام السابق عدوًا ورآه في النظام الحالي خصمًا لي ولا حق لي في أن أقصيه.. حقي فقط هو أن أقصى النظام السابق الفاسد ذاته.. لا من ارتكنوا لأمانة حتى ولو كانوا موهومين.. وتحديدًا أننا بعد عامين من الثورة.. “شكلنا زبالة قدامهم " بعد وعودنا بلبن العصفور في ورق سلوفان التي تمخض عنها حكومة فشلت في كل أساسيات الحكم تختار بناء على فروض الولاء والطاعة لا الكفاءة..و محافظين يعينون بناء على كفاءتهم في قضايا إرهاب التسعينات.. قد أخالف هؤلاء في الرؤية ولكنهم ليسوا عدوًا لي.. العدو هو الفاسد من النظام السابق والحالي.. وحتى من سبني شخصيًا ودافع عن مبارك في ٢٥ يناير لمجرد القناعة ولم يتورط في فساد حكومي أو نظامي فهو في أسوأ الظروف خصمًا سابقًا وليس شخص يستحق الإقصاء عن حقوقه المدنية في التظاهر وإلا منعنا كذلك عاصرو الليمون على الأكلة الحمضانة بنفس منطق الدعوة لنظام فاسد.. ومن يدعي أنه يستطيع أن يمنع ١٢ مليون مصري (من انتخبوا شفيق طوعًا أو عصروا ليمونة أخرى له) من التظاهر السلمي من أجل طلب ما يتفق معهم فيه.. فهو أكثر فاشية من الإخوان 

أما فيما يخص الشرطة والجيش فخلاصة الكلام بالنسبة لي.. انهم من مؤسسات الدولة وملك للشعب.. وحاليا بيننا وبينهم عداوات ولكن ليس بيننا صراع على ٣٠/٦ حتى تطلق الطلقة الأولى منهم ضد الشعب.. هنا تتحول المسألة لوضع مختلف.. إما محاكمة العناصر المتواطئة فيهم فيما سبق فهي مسئولية النظام الموجود أو النظام الذي سنآتي به إن شاء الله.. ولكن لا أعتقد أن أحدًا يرغب أن نعدم جميع ضباط الشرطة والجيش ( ربما إلا الإخوان في تلك المرحلة ).. 
لن أهتف للجيش.. وأرفض أن يهتف للجيش في المسيرات.. ولكني لن أهتف ضده في مظاهرة ضد الإخوان حتى يتحول الجيش إلى حليف واضح لهم في ردع تلك المظاهرات إن فعل ذلك.. فلم نعد تحت حكم العسكر وإنما تحت حكم المافيا.. وإذا شتتنا هتافنا يوم ٣٠ فربما بالمرة علينا أن نهتف ضد الملك فاروق والاستعمار الإنجليزي على سبيل الاحتياط.. علمًا بأنني أقول أن عودة الجيش للحكم بالنسبة لي.. مرفوضة.. 
نجاح ٣٠ يونيو بالنسبة لي يتلخص في هدف واحد للجميع تمامًا ك٢٥ يناير فإن شتتنا محبي الإخوان في هتافات فرعية فشكرًا مقدمًا على إفشال الحدث.. 
خلص الكلام 

الجريدة الرسمية