د. أحمد عبد الرحمن يكتب: الإرهابيون الأوائل.. شيوخنا الجدد!!
على صفحته كتب الإرهابي العتيق يقول: "........ تفتيت جبهة الأعداء فن عظيم.. تعلموه - لو سمحتم - من مفاوضة رسول الله صلى الله عليه وسلم غطفان يوم الأحزاب.. فقد كان عليه الصلاة والسلام على وشك أن يعطيهم ثلث ثمار المدينة كي يتركوا قريشا وحدها.
ومنع تشكل جبهة معادية من الأساس فن أعظم.. تعلموه - لو سمحتم - من رفقه صلى الله عليه وسلم بل إحسانه لرأس النفاق عبد الله بن أبي؛ كي لا تتشكل من محبيه وأشياعه بؤرة عداء بالمدينة.
ومن لم يحسن التفريق بين هذه الأمور التي هي من السياسة الشرعية وبين التحزب مع أهل الباطل فهذه مشكلته.. ولن نترك سنة نبينا لأن أحدا أساء فهمنا أو حتى فهم مرادنا وأراد ظلمنا !!
والعدل والإنصاف واجب مع الكافر والمسلم.. رضي من رضي وسخط من سخط.. ولن نترك ما يرضاه ربنا ويحبه من العدل مع القريب والبعيد والعدو والولي والمحب والمبغض لكي نرضي جماعة أو شيخا......". ...... انتهى قوله !
وبقيت كلمة...
أولا: أذكرك بقوله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا لم تقولون مالا تفعلون.. كبر مقتا عند الله أن تقولوا مالا تفعلون"، وكذلك حديث النبى صلى الله عليه وسلم: "المتشبع بما ليس فيه كلابس ثوبى زور".
نعم تفتيت جبهة العدو سياسة حكيمة، وهدف دينى سامٍ، لكن من هو العدو؟ هل هم الذين خالفوك فى الرأي؟ أم الذين رفضوك فى السياسة ؟ أم الذين أظهروا عجزك ومكرك وتحايلكم على النصوص الشرعية؟ هل الأزهر الذى اعترض على أعمالكم وأقوالكم هو العدو؟!.
ياأيها الرجل المعلم غيره ... هلَّا لنفسك كان ذا التعليمُ ؟!
تصف الدواء لذي السقام وذي الردى ... كيما يصح به وأنت سقيمُ
انظر لنفسك فانهها عن غيها ... فإن انتهت عنه فأنت حكيمُ
وهناك يقبل ماوعظت ويقتدى ... الفعل منك وينفع التعليمُ..
الكلام يحسنه كل أحد، لكن التطبيق والعمل لايحسنه إلا الصادقون العالمون، أما الكذَّابون وتجار الدين فليسوا من العمل فى شىء، وإنما هم كما وصفهم الرسول الكريم: "يدعون الى كتاب الله وليسوا منه فى شىء".. يقولون من قول خير البرية ويفعلون أفعال الجاهلية.
ثانيا: إذا كان تفريق جبهة العدو فنا عظيما، فلماذا جمعتم ضدكم كل أهل الأرض حتى نبذوكم وراءهم ظهريا؟! لماذا حاربتم الحكام؟! وقاتلتم الشرطة؟! وحاربتم الجيش؟! واغتلتم الوزراء؟! وقتلتم الكتاب والأدباء؟! وفجرتم مواكب القضاة؟! واغتلتم رئيس مجلس الشعب؟! لماذا وصفتم الشعب بأنهم مثلهم مثل التتار ؟! لماذا اتهمت الوسطاء بالنفاق والجاهلية التى قلتم عنها إنها أشد من الجاهلية الأولى ؟! بل لماذا قتلتم النساء والأطفال والشيوخ العجائز والمدرسين والأطباء ورجال المرور ؟! هل هذا من تفريق جبهة العدو كما تقولون ؟!
لماذا أثرتم الدول ضدكم فأفتى شيخكم بتفجير برج التجارة العالمى فى 11 سبتمبر ؟! ولماذا أفتى شيخكم بكفر الرئيس الباكستانى المسلم ضياء الحق الذى ساعد الأفغان فى جهادهم ضد السوفييت أعظم المساعدة ؟!
لماذا ياسيدى سببتم شيوخ الأزهر وسخرتم من علمائه ووصفتموهم بالكهانة والنفاق ؟! لماذا أنت تسمى دار الإفتاء المصرية بدار النساء والولادة ؟! هل هذا مما تقول اليوم فى شىء؟!
ثاثا - وإذا كان منع تشكيل جبهة معادية فنا أعظم كما تقول انت وهو فعلا كذلك فلماذا لم تستجيوا لنداء الجيش لكم بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة تلبية لمطالب الكثيرين من الشعب ؟
لما اعتصمتم فى الميادين قرابة الشهرين وروعتم الناس وقطعتم الطرق وتحصنتم وراء شكائر الرمال والأحجار وأقمتم المتاريس فى مداخل الطرق ؟
لماذا وقد طلبت منكم الدولة فض الاعتصام اكثر من 30 مرة وفى كل مرة ترفضون وتردون من جاءكم يتوسط لانهاء الأزمة ؟ لما وصفتموهم بالعمالة والخيانة وقتها ثم تتصنع انت الدفاع عنهم اليوم ؟
هل لأن جبهة الاخوان التى احتميتم بها قد خذلتكم وخالفت عهدها معكم ؟ هل لأن الفرصة قد تفلتت من أيديكم ؟
لا يا سيدى الإرهابي؛ المبادىء ثابتة والأخلاق لاتتجزأ ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله.
لقد عزم محمد مرسي على إلغاء الإعلان الدستوري الذي أصدره لتحصين قراراته لكنه أراد أن يلغيه بعدما اشتد رفض الشعب له، لكن منعه واحد من حزبكم الذى لا بناء فيه ولا عدالة ولا تنمية، وقال له: "لا تراجع عن الإعلان الدستورى ونحن معك والشارع معك"، وقال له مرشده: "تمسك بإعلانك الدستورى واترك الشارع للشارع".. "يعنى سيبنا مننا لهم".
أليس قد حدث ذلك أيها الإرهابي؟! ألست كنت تصيح من فوق المنصة تحرض الشباب على الموت والقتال، ثم نراك وقد هربت قبل فض الاعتصام، وتركت الشباب المتحمس أسيرا لأوهامك التى قلت لهم فيها: "يوم الجمعة العصر.. مرسى راجع القصر".
ألا خبتم وخاب مسعاكم، وتبوأتم من الخذلان منزلا.
لا تتلون تلون الحرباء، تتقولب مع كل بيئة، وفى داخلها سم ناقع، ونحن لم ننسَ قولك أيها الإرهابي متمثلا بقول سفاح سبقك: (إنى أرى رؤوسا قد تطاولت وحان وقت قطافها)، وتغنيت بتاريخك الأسود وقلت: "إننى أغمض عينى وأحلم وأقول: ولا ساعة من أيام زمان"..
ما عادت الكلمات تجدى.. اكذب ما شئت حتى تصدق نفسك، ولكن الشعب أبدا لن يصدقك.