«الردع بالشك».. خطة إسرائيل لإحراق إيران.. تل أبيب تلتزم الصمت بعد «انفجارات طهران».. و«الملالى» يغرقون في مستنقع «كورونا»
«صيف ساخن جدًا يخيم على الأجواء كافة في إيران».. العنوان الأمثل الذي يمكن من خلاله المضى قدمًا للحديث عن الأوضاع داخل جمهورية «الملالي»، ففى الوقت الذي لم تستطع طهران حتى وقتنا الحالى الخروج من مأزق التظاهرات الشعبية التي هزت عرش «المرشد والذين معه»، جاءت جائحة كورونا لتزيح ورقة توت جديدة من على الجسد الإيراني المصاب بالعديد من الأمراض المزمنة، سواء تلك المتعلقة بـ«كورونا»، أو الأزمات الاقتصادية الطاحنة.
انفجارات طهران
ناهيك عن العقوبات الدولية التي يمكن وصفها بـ«المرض الشرس» الذي زاد صعوبة مهمة «طهران» في مواجهة الفيروس المميت، ومؤخرًا طفت على سطح الأحداث الانفجارات التي بدأت تلاحق إيران خلال الأسابيع القليلة الماضية، والتي تضمنت استهداف منشآتها الحيوية بما في ذلك العسكرية والصناعية في سلسلة من الانفجارات التي هزت الدولة الإيرانية.
ولا يخفى على أحد أن مثل هذا النوع من الانفجارات لا يمر من تحت الرادار الإسرائيلي، وهو ما دفع أحد جنرالات إيران بتهديد تل أبيب وحليفتها واشنطن بأيام قاسية، خلال الفترة المقبلة ردا على ما يجري في طهران.
إسرائيل
بدوره.. أوضح الإعلام العبري أن «إيران حاولت إنكار أن هذه انفجارات وقعت في منشآتها النووية»، في تأكيد منه أنها انفجارات استهدفت بالفعل مواقع نووية إيرانية، وهى رسالة شبه ضمنية بأن إسرائيل تقف وراء سلسلة الانفجارات التي حلت بإيران في الأسابيع الأخيرة، والتي يمكن القول إنها بمثابة تفعيل للتحذيرات العلنية التي توجها إسرائيل دومًا لـ طهران بأنها لن تسمح لها بتطوير برنامجها النووي وبالتالي فأصابع الاتهام تلاحق إسرائيل بقوة.
دليل آخر على تورط إسرائيل رغم عدم اعترافها رسميًا باستهداف إيران هي التصريحات الأخيرة للواء الإسرائيلي في الاحتياط، عاموس يادلين وقوله إن «الهجمات في إيران إنجاز مهم ودليل على معلومات استخبارية دقيقة»، غير إن «عاموس» أعرب في الوقت ذاته عن قلقه بشأن التطورات على الجبهة الإيرانية خاصة بعد الانتخابات الأمريكية، مضيفًا أن التهديد الإيراني متعدد الأبعاد لأن الإيرانيين وفقًا له لديهم أيديولوجية متطرفة تنكر وجود إسرائيل.
وهذا يجعل لدى إسرائيل هدفين في هذا الصدد هما: منع الإيرانيين من الوصول إلى قنبلة نووية، وعدم السماح لهم بحصار إسرائيل على المستوى الإقليمي» علما بأن مخاوف إسرائيل من تواجدها في منطقة تلفظها ولا تريد وجودها يدفعها لتطوير نفسها في مجال الحرب عن بعد، التي لا تكلفها عناء رصاصة واحدة وتعتبرها فضاءً قتاليًا.
والآن أصبحت هامة في إطار الهيمنة النووية الإسرائيلية ليس ضد إيران وحدها، حيث سبق وأن نفذت إسرائيل غارة في سوريا تحت مزاعم إنشاء مفاعل نووي سوري، وتعتمد إسرائيل في هذا المجال على وحدات خاصة تقوم بمجالات عدة منها تسريب معلومات خطيرة أو تعطيل أنظمة الإنذار ومنظومات المراقبة وكذلك التجسس على الهواتف الشخصية للقادة والتي يمكن أن تحتوي على معلومات حرجة.
التجسس
وأبرز تلك الوحدات هي الوحدة 8200 التي تعتمد بشكل واسع على مجال التكنولوجيا للتجسس على المنطقة وتحقيق عمليات استخباراتية دقيقة.
من جانبه، قال اللواء نصر سالم: ما يحدث حاليًا هو الحرب السيبرانية؛ يجب أن يعرف الناس ما هي الحرب السيبرانية وهى حرب التكولوجيا والمعلومات على سبيل المثال التفجيرات التي حدثت بشأن استهداف المفاعل النووي الإيراني تمت عن طريق اختراق الحاسب الآلي الخاص بالمفاعل ما أدى إلى انفجار من الداخل وهذا نوع جديد من الحروب مثل حروب الجيل الرابع والخامس فهذه حرب جديدة وخطيرة لا يعرفها الكثير من الناس ولا يتوقعونها.
وأضاف أن «هذا الكلام من الممكن أن يحدث مستقبلًا في أسلحة نووية وهو ينذر بكارثة خطيرة في حال انفجار مفاعلات نووية، التقدم العلمي الآن أصبح ليس حكرًا على أحد»، موضحًا أن هذه الحرب هي التي حدثت مع إيران والجميع يتباهى أنه قادر على اللعب من أسفل الطاولة علمًا أن المنطقة تشهد نوعًا جديدًا من الحروب وسط طفرة تكنولوجية غير مسبوقة.
الردع بالشك
وتابع: إسرائيل دومًا لا تنفي ولا تؤكد تورطها في مثل هذه الهجمات وهذا ما يسمى بـ «الردع بالشك» وهو تكتيك الهدف منه تخويف الطرف الأخر ليظل طوال الوقت يفكر في أن عدوه قادر أن ينال منه في أي لحظة، ومثل هذه الهجمات يمكن أن تتورط فيها إسرائيل أو أمريكا أو الاثنتان معا وخاصة أنه إذا بحثنا وراء صاحب المصلحة من تلك الهجمات سنجد أمريكا وإسرائيل.
وبالتالي هما في موضع اتهام إلى أن يثبت العكس، وما نشهده هو تكنولوجيا عابرة للقارات من خلال الأقمار الصناعية التي يبرز فيها دور إسرائيل التي تمتلك العديد من أقمار التجسس على المنطقة وكذلك أمريكا التي تتحكم في شبكة أقمار صناعية ولديها منظومة مضادة للصواريخ حول الكرة الأرضية بأكملها وتتحكم فيه من ولاية كولورادو.
ومن الممكن أيضًا أن يتم التشويش على الأقمار الصناعية من طرف آخر، على سبيل المثال حينما وقعت حرب البلطيق في التسعينيات بين يوغسلافيا وتشيكوسلوفاكيا تمكن الروس من التشويش على الأقمار الصناعية الأمريكية، والذي حدث أن القذائف الخاصة بهم كانت تسقط في أماكن خاطئة والطائرات كانت تقصف أماكن خاطئة.
موضحًا أن التطور في الحروب أصبح سريعًا جدًا ويمكن استخدامه بشكل أفضل من الأسلحة القديمة، وأمريكا دون أن تضرب إيران بصواريخ أو ترسل طائرات تمكنت من تدمير مفاعل من أكبر مفاعلاتها النووية.
نقلًا عن العدد الورقي...