نجوى حسين عبد العزيز تكتب: جمال عبد الناصر وثورته المجيدة.. تحية إجلال وفخار
الحنين لتجربة عبد الناصر الإنسانية شديدة ثراء الوطنية حنين يسرى فى دم كل عروبى قومى.
تحية عبقة بأريج الوطن للقوات
المسلحة المصرية فى يوم فخرنا يوم وطنيتها الغناء وحبها المعطاء 23 يوليو1952.
هو يوم تاريخى فارق وفاصل فى تاريخ مصر والمنطقة به أصبحت مصر الجمهورية المتحررة الرائدة القائدة التى تقود المنطقة.
يوم ثورة الجيش المصرى ثورة ناصر الحرية وكرامة المصرى وثورة بروغ وعلو مهمة القومية العربية (ثورة لا بد أن تدرس للأجيال ليعلموا ويتعلموا وطنية الجيش الخالصة وولاؤه الأكبر للشعب خاصة الآن بعدما أعمى الحقد الأسود فصيل لا ولاء ولا انتماء ولادين؛ تركت له الساحة سنوات طويلة فتغول فى بث سوآته ومخططاته فلما سنحت له الفرضة انقض على الوطن محاولا كسره وهضمه والاستيلاء عليه فلما أفشل الشعب والجيش ورجال عشقوا الوطن مخططهم فجروا وفجروا وبثوا سمومهم وأكاذيبهم إلى عقول أشياعهم فضلوا وساروا فى التيه).
يوليو ثورة استمدت ينابيعها المعطاءة من نبع مصطفي كامل حين انطلقت من فمه ووجدانه: بلادى لك حبى وفؤادى، ومصر أنت الحياة ولا حياة بعدك، وثورة 1919 التى جمعت طبقات المجتمع عمالا وفلاحين وتجارا ومثقفين ثم سنة 35 وانتفاضة 1946، ودشنت اللجنة العليا للعمال والطلبة (نواة لقيادة وطنية ثورية بديلة فواجهتها السلطة بحملة اعتقالات، ورسخت أركانها حين ثم خرج شباب الجامعة وطلاب الثانوى بشرارة الثورة يوم (9فبراير1946يوم عيد الطالب العالمي) خرجوا فى مظاهرات شبابية ففتحت السلطات المصرية آنذاك كوبرى عباس (الجيزة)عليهم وأطلقت النيران فاستشهدوا بين رصاصات غادرة وغرق فى النيل؛ وضمير أمة فاقت من سباتها، وخلد العالم بطولات شباب مصرفى يوم عيد الطالب العالمى، وكان جيش مصر العظيم يقرأ ويرى ويصرخ داخله رافضًا الذل والمهانة والاستعمار، وانطلق بقيادة الخالد ناصر تنظيم الضباط الأحرار الذين اقسموا على تخليص مصر من الفساد والطغيان على إعادة كرامة المصرى.
والحنين لتجربة عبد الناصر الإنسانية شديدة ثراء الوطنية حنين يسرى فى دم كل عروبى قومى؛ وما تعرضت تجربة للتقديس والتهميش والتجريح مثلما تجرعت التجربة الناصرية ولسنا فى مجال الذود عنها أو الرقى لعظمة خلودها وديمومة استمراها أو حتى الرد على تهميشها وتجريحها فهى كالطود الشامخ؛ وطنية غناء الإنسانية عصماء ثرية بالعواطف، والانتماء والعبقرية.
والتعامل والتوقير بكل الإجلال والإعزاز لجيش مصر الجسور هو ذاته التعامل مع ثورة يوليو الثورة الرائدة لثورات تلتها ثورة فجرت ثورات فى العالم الثالث وأفريقية؛ بلا جدال هى الثورة المعلمة، هى الأم الرئوم للثورات بعدها، فقد عمل ناصر على تماسك مكونات المجتمع بالتوازن والعدل، التماسك والتوازن بين مصالح الجميع حيث لا تميز مصالح فئة فوق فئة، وحنين الناس للبطل الأسطورى ناصر، ومن ثم جوهرة الوطن الآن السيسى، واحتضان صور ناصر أكبر برهان على خلود وطنيته وثراء قوميته فى القلوب والوجدان.
كان بروز صور ناصر فى عنفوان ضياع الحلم وفقأ عين الخوف التى أصابت البلاد بحالة من ضياع وتعدى ما كان المصرى فى سابق عهوده يجرؤ أن يأتيه حتى ككابوس فى منامه وكانت حالات الانفلات الأمني والغيلة والغدر، فقد خرج المصرى من قمقم الخوف يترنح تحت وطأة الإرهاب؛ يسأل نفسه وهو يعدل طاقيته ويشد جلبابه والناى يعزف معه ألحان حزينة: أريد وطنا بلا إرهاب؛ ليتنى ما فقعت عين الخوف!
نعود لثورة يوليو المجيدة للأجيال وبالأجيال
رفع الناس صور الراحل لأنه كان ولا يزال البطل القومى بعدما تشخص فى شخصية الحبيب السيسى الأمل فى الخلاص... فى العبور بالوطن لبر الأمان كان مجتمعا عانى من تجبر وخضوع وبيع وسحق لكرامة المواطن فرفعت الناس صور الراحل لأنه كان ولا يزال البطل والأسطورة.
تزلزلت هتافات حرية فى خمسينات القرن الماضى فكأنما هى جواز العبور لكسر أغلال عبودية مستعمر يسكن القصور وآخر أجنبى يجثم على الصدور هتافات هنا القاهرة الحرة الثائرة الرائدة القائدة زلزلت عروش المحتل فى الجزائر وليبيا وتونس وسوريا والعراق ولبنان وفلسطين والكونغو وموزمبيق وغانا وغنيا وكينيا وكوبا؛ فناصبت القوى الاستعمارية ناصر العداء ثم ناصبه أولئك الذين حاولوا طمس وتزوير تاريخه الناصع النقاء.