رئيس التحرير
عصام كامل

خبراء سياسة: ثورتا 23 يوليو و30 يونيو وجهان لعملة واحدة.. توحدتا في الأهداف والمبادئ.. وتلاحم فيهما الجيش والشعب ضد الأخوان

جمال عبدالناصر
جمال عبدالناصر

يحتفل المصريون اليوم بالذكرى السنوية لثورة 23 يوليو تلك الثورة التي كانت طوق نجاة للمصريين واستطاعوا من خلالها التعبير عن أنفسهم ومطالبهم، كما كانت ملحمة ملهمة لثورة 30 يونيو التى تشابهت أحداثها معها، وهو ما كشف عنه خبراء وأساتذة علوم السياسية في هذا التقرير.

وصفت سكينة فؤاد ثورة 23 يوليو بانها ثورة الحق الذي أزهق الباطل وهدم  الاستبداد وأعلى المبادئ والعدل.

 

وتابعت قالوا إن الجيش بدأها وحماها الشعب ولكن في الحقيقة أنها ثورة أقامها الشعب في حماية الجيش، فقد كان للثورة دور في رد مصر لأهلها وأبنائها، والتخلص من الاحتلال وتأميم قناة السويس والاهتمام بالتعليم ومجانيته وبناء مصانع، فقد استجابة الثورة لأوجاع وآلام المصريين، وشبهتها بثورة 30 يونيو التي قامت بإرادة شعبية لمكافحة الإرهاب وضياع الوطنية والحفاظ على الأراضي المصرية.
 
وأضافت فؤاد أن تاريخ مصر يكتظ بالعديد من المواقف واللحظات العظيمة والمجد التي تثبت ما يستطيعه المصريين فعله إذا توحدت إرادتهم وتلاحموا مع جيشهم لهزيمة أي قوة تريد أن تستبد أو تهدد تاريخها وأرضها.
وتابعت "فؤاد" نجحت ثورة يوليو استعادة أبناء مصر لحكمها، بعدما نقلت الحكم من الملكية إلى الجمهورية، كما أنها اندلعت في وقت قياسي فى ظل الرفض الشعبي للاحتلال والرغبة فى تحقيق السيادة الوطنية والتطلع الشعبي للحرية والاستقلال وتحقيق العدالة الاجتماعية فى ظل حياة ديمقراطية سليمة.

وأيضا بفضل الثورة نجحت الدولة في أقامت الثورة مصانع الحديد والصلب ومصانع الألومنيوم من أجل تطوير الصناعات الثقيلة، وأقيمت المصانع الحربية لسد حاجة الجيش المصرى من الأسلحة والذخائر وأنشأت مشروعات لتصنيع الطائرات فى مصر بعد أن أقامت مصانع السيارات فى وادى حوف، كما دخلت مجال التكنولوجيا النووية كأول دولة نامية وأنشأت المفاعل النووى فى أنشاص وتخرج منه علماء مصريون فى مجال الذرة.

ومن أهم المجالات التي كان للثورة دور في تطويرها التعليم، فقد اهتمت الثورة بالتعليم ومجانية التعليم التي فتحت الباب أمام جميع أبناء الشعب المصرى للمشاركة فى بناء نهضة علمية وتعليمية، كما اهتمت بالعلاقات الخارجية فى دوائر ثلاث، عربية وإسلامية وأفريقية، فانفتحت مصر على العرب.


وأضافت لقد اندلعت الثورة بين صفوف الجيش المصرى يتقدمها شباب الضباط الأحرار ومن واقع شديد السوء سعت إلى التخلص منه، وهو النظام الفاسد لحكم أسرة محمد على الذى كان يقوم على الإقطاع والرأسمالية أو ما كان يطلق عليه مجتمع النصف فى المائة الذين كانوا يحكمون ومسيطرين على كل الثروات تحت حماية القوات البريطانية، علاوة علي ذلك فساد نظام الملك فاروق وحاشيته وفشله فى تحقيق حلم الشعب المصرى فى التحرر من الاستعمار، من ثم هزيمته فى حرب فلسطين عام 48، وأيضا حريق القاهرة فى 26 يناير عام 52، كل هذه التطورات كانت دافع قوي لاندلاع الثورة.


ومن جانبه، قال الدكتور طارق فهمي استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن الخلفية بين ثورتين 30 يونيو و23 يوليو، واحدة ودور الجيش واحد وأيضا التصدي لدور الإخوان العدواني، والأهداف متشابه التي تتماثل في المطالبة بالعدالة والكرامة الاجتماعية بعدما تفشى الظلم والاستبداد من قبل النظام الحاكم، وأيدهم الشعب وخرج لمساندتهم للقضاء على الفساد والمحسوبية وإنهاء عصر الاستبداد. 

وتابع "طارق" قائلا بالفعل نجحت الثورة في تحقيق أهدافها تولي أمر البلاد أبنائها واستقرت الأوضاع ومن ثم تحققت العدالة الاجتماعية وبدأت مراحل بناء مصر بسواعد أبنائها، وبالرغم من محاولات الغرب والإخوان في هذه الفترة أن يكسروا مصر لما يستطيعوا.

وسرد "فهمي" الإنجازات التي حققتها ثورة يونيو، حيث قال أن الثورة نجحت في إعلان الجمهورية فى 18 يونيه 53 وإعادة تشكيل لجنة مصادرة أموال وممتلكات أسرة محمد على فى 8 نوفمبر 53، وكانت بداية شرارة توقيع اتفاقية الجلاء فى يوليو عام 54 مرورا، كما كان لها دور كبير في تأميم قناة السويس فى يوليو عام 56، وبدء العمل فى مشروع السد العالي عام 1960 الذي يعد من أهم إيجابيات ثورة 52.

وأكد أستاذ العلوم السياسية على أن هناك تشابه بين ثورة 23 يوليو و30 يونيو، فقد كانت ثورة الضباط الأحرار ملهمة لثورة 30 يونيو، وهو ما يفسر التشابه في الأحداث بين الثورتين، فالأولى ثورة ضد الملك والتف حولها الشعب، والثانية ثورة شعب حماها رجال القوات المسلحة، وكما كان القائد في 23 يوليو الرئيس الراحل جمال عبدالناصر كان الرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي مساند للمصريين في ثورة 2013، ليدافعوا عن مصر والمصريين.

الجريدة الرسمية