رئيس التحرير
عصام كامل

القنصلية الصينية في هيوستن.. نقطة ساخنة للتجسس وجمع المعلومات عن أمريكا

القنصلية الصينية
القنصلية الصينية

بعد أن أمهلت الولايات المتحدة الصين 72 ساعة لإغلاق قنصليتها في هيوستن في إطار مواجهة التجسس وحماية الملكية الفكرية الأمريكية والمعلومات الخاصة، حذرت بكين من الانتقام.


وتمثل هذه الخطوة تدهورا كبيرا وتصعيداً ملحوظا في التوتر الدبلوماسي القائم أصلاً بين أقوي اقتصادين في العالم، علي خلفية انتشار فيروس كورونا المستجد كوفيد-19 والعديد من الخلافات التجارية والاقتصادية بين البلدين.


القنصلية الصينية في هيوستن
وبحسب شبكة «NBC» الأمريكية، قال مسؤولون في الإدارة الأمريكية، إن حكومة الصين استخدمت قنصلية هيوستن منذ فترة طويلة لسرقة البحوث الطبية ومحاولة التسلل إلى صناعة النفط.


وأوضحت الشبكة الأمريكية، أن قرار ترامب بإغلاق القنصلية الصينية يأتي بعد سنوات من جمع المخابرات ومكتب التحقيقات الفيدرالي المعلومات التي أظهرت أنها كانت بقعة ساخنة للتجسس الصيني في الولايات المتحدة، لافته إلي إخطار الرئيس الأمريكي بأنشطتها بعد وقت قصير من توليه منصبه.


سرقة أبحاث وجمع معلومات

وأكد العديد من المسؤولين الأمريكيين، أن الحكومة الصينية استخدمت قنصلية هيوستن منذ فترة طويلة لسرقة أبحاث طبية قيمة، كما أنها شاركت في محاولات اختراق صناعات النفط والغاز الطبيعي وجمع المعلومات عنها.


وأوضح المسؤولون أن القنصلية محصنة جيدًا، ومقسمة جيدًا لمنع المراقبة الأمريكية، وأنها كانت مركز اتصالات عالي التقنية لتنسيق عمليات التجسس وتنفيذها.


وقال السيناتور الديمقراطي البارز في لجنة المخابرات الأمريكية، مارك وارنر للشبكة الإخبارية، إنه لن يناقش المعلومات الاستخبارية وراء إغلاق القنصلية.

 


وأضاف "لكن يمكنني أن أخبركم أنه خلال العامين الماضيين، أنا وأعضاء آخرون في لجنة المعلومات عقدنا إحاطات سرية مع قادة الأعمال والقادة الأكاديميين حول الجهود المتضافرة للحزب الشيوعي الصيني لسرقة ملكيتنا الفكرية، سواء الشركات أو الجامعات".


وأشار المسؤولون إلي أن القنصلية والحكومة الصينية كانت تركز على أعمال النفط والغاز الطبيعي، لفهم سبب امتلاك الشركات لمهارات كبيرة في العثور على حقول النفط ومواقع الحفر عبر العالم.


وبحسب الشبكة الأمريكية، يقوم مكتب التحقيقات الفيدرالي في هيوستن، بالتحقيق في جهود المواطنين الصينيين لتحويل البحوث المتقدمة من مركز السرطان في جامعة تكساس "إم دي أندرسون" إلى الصين.


تدمير المستندات والأدلة

وقبل ساعات من الإعلان عن إغلاق القنصلية، لاحظ الجيران وشهود العيان اندلاع حرائق صغيرة في صناديق في الفناء الداخلي للقنصلية.


وقالت إدارة الإطفاء في هيوستن التي ردت في بيان: "تم منع طاقم الإطفاء من الوصول من قبل شاغلي المبنى، ووفقًا للاتفاقية الدولية، لا يمكن الوصول إلى الممتلكات إلا بالموافقة".

 

وأشار المحللون والمراقبون الى أن هذه الخطوة تأتي في إطار تخلص المسؤولين في السفارة من المستندات والوثائق والمعلومات الهامة قبل مغادرة القنصلية.


وثيقة مسربة

وكشفت وثيقة جديدة تم تسريبها، عن دعوى تقدم بها مكتب التحقيقات الفيدرالي وتتعلق بإحدى الباحثات في قنصلية الصين بساوث كارولاينا، تحذر من أن بكين توجه بعض عملائها للتجسس تحت غطاء الأبحاث العلمية.


وتضمنت تلك الوثيقة اسم باحثة تدعى "تانج جوان"، جاءت إلى أميركا بتأشيرة تبادل طلابي ليتضح لاحقاً أنها ضابط في جيش التحرير الشعبي الصيني.


كما تبين أنها كذبت خلال تحقيق الـ «FBI» معها، لاسيما بشأن الخدمة العسكرية، فقد حصلت الباحثة على تأشيرة دخول في نوفمبر 2018 بغية إجراء أبحاث في جامعة ستانفورد، لكن بعد التحقيقات تبين أنها كذبت بشأن إنهاء خدمتها العسكرية، التي قالت إنها أنهتها في 2011، ليتبن لاحقا أنها ما زالت في الخدمة العسكرية.


كما عثر المحققون على وثائق بينت أنها تعمل في "القسم السياسي بالمستشفى العام لسلاح الجو الصيني"، واستطاعوا الحصول على ملف من كمبيوتر يحتوي على رسالة رسمية تقدمت بها إلى سلاح الجو الصيني عبر القنصلية في نيويورك، من أجل تمديد مهمتها.

الجريدة الرسمية