رئيس التحرير
عصام كامل

خناقة عائلية في منزل أحد الضباط كشفت أسرار الثورة

اللواء جمال حماد
اللواء جمال حماد


ظل نجاح ثورة يوليو قبل قيامها مرهونا بشروط صارمة مثل السرية التامة وعنصر المفاجأة والوقت المناسب الا انه تسربت اخبار عن تحركات الضباط الاحرار الى الملك فاروق بسبب خناقة عائلية فى منزل احد الضباط ويروى اللواء جمال حماد عضو تنظيم الاحرار ومؤرخ ثورة يوليو شهادته عن تلك الواقعة فى مجلة المصور عام1995 فيقول :

 


فى الساعة التاسعة مساء يوم 22 يوليو 52 جرت واقعة خطيرة فى منزل الملازم حسن محمود صالح احد الضباط الاحرار فى سلاح المدفعية كادت تودى بالثورة قبل قيامها ، فكان الملازم بدر حميد قد توجه فى ذلك التوقيت برفقة الملازم اول عبد الرحمن عبد العال الى منزل الملازم حسن صالح لاصطحابه للانضمام لزملائهم لاعداد وحداتهم للتحرك فى ساعة الصفر المحددة .
وكان المنزل عبارةعن فيلا قريبةمن قصر الطاهرة ، وعندما دخل الزميلان الى الفيلا وهما بالملابس العسكرية واستقبلهما حسن صالح وجلسا فى الشرفة واستأذنهما حسن لارتداء ملابسه العسكرية .
الا أن الضابطين شاهدا من الشرفة النقيب طيار كمال صالح شقيق حسن الاكبر قادما من الاسكندرية وتبادلا التحية وابلغاه انهما ذاهبانمع شقيقه الى سينما روكسى ، ولم تمر دقائق لدخول كمال المنزل حتى نشبت مشادة حامية بينه وبين شقيقه حسن حتى انه منع همن الخروج وان حبل المشنقة سيلتف حول رقبته ودوت صرخات الوالدة واتهم الجميع حسن بالجنون ، ولم يجد الضيفان بدرحميد وزميله سوى القفزمن الشرفة واصطحبا حسن الى بيت النقيب ابو الفضل الجيزاوى  الذى اعطى حسن عربته الخاصة وطالبه بالرجوع الى بيته لطمانة اسرته ، الا ان صالح شقيق حسن استغل الموقف واتصل بالمسئولين لقصر القبة لابلاغهم بقيام بعض ضباطالجيش بثورة ضد نظام الحكم ليبلغوا الملك الذى كان فى الاسكندرية يقضى الصيف ويحتفل بتولى زوج شقيقته اسماعيل شرين منصب وزير الحربية .

 

68 عامًا من عمر ثورة يوليو 52 المباركة
وقامت الدنيا حيث لم يكتف صالح بذلك بل ابلغ عديله الذى ابلغ حكمدار بوليس العاصمة اللواء احمد طلعت الذى يتبعه جميع قوات البوليس وفكر فى المجد والشهرة لو صدق البلاغ ونصحه المقدم احمد الجزار بإبلاغ القصر فاتصل على الفور بالعميد احمد كامل رئيس بوليس القصور الملكية بالاسكندرية وابلغه الامر وسارع الى ابلاغ الملك ووزير الداخلية والحربية ، وصبت المعلومات فى النهاية عند شماشرجى الملك وخادمه الخاص حسن السليمانى .فهرول الى الملك وابلغه ، الا ان الملك ضحك عاليا قائلا "الجيش فى جيبى واتصلوا بحيدرباشا القائد العام للقوات المسلحة وحسين فريد رئيس الاركان ليتصرفوا .
تم الاتفاق فى النهاية على اعلان حالة الطوارئ فى كل من الجيش والبوليس ..وتمركزت قواتهما فى كل مكان ، وفجأة اعلن عن سقوط مبنى رئاسة الجيش بكوبرى القبة فى يد الثوار وتم القبض على الجميع من الضالعين مع السرايا .

الجريدة الرسمية