حكم الحج بدون زيارة رسول الله
لم أتمكن بعد الحج السابق من زيارة الرسول
صلى الله عليه وسلم فهل يعتبر حجى ناقصا وهل يعتبر ذلك جفوة للنبى صلى الله عليه وسلم؟
يجيب عن هذا السؤال فضيلة الشيخ عطية صقر الرئيس الأسبق للجنة الفتوى
بالأزهر الشريف، في الجزء الرابع -العبادات- من موسوعة "أحسن الكلام في
الفتاوى والأحكام"، فيقول:
أما الحج فهو صحيح بدون زيارة النبى صلى
الله عليه وسلم وزيارته إما زيارة لمسجده ، وإما زيارة لقبره ، وزيارة مسجده سنة ،
لأنه من المساجد التى تشد إليها الرحال ، حيث يضاعف الله فيه ثواب الصلاة فيكون بألف
صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام كما ثبت الحديث الصحيح الذى رواه مسلم.
ما فضل العشر الأوائل من ذي الحجة؟
وأما زيارة قبره فهى سنة، لأن زيارة القبور
بوجه عام مندوبة للعبرة والموعظة ، وزيارة قبره آكد وأعظم ، فقد وردت فيها أحاديث كثيرة
وإن كانت ضعيفة، فكثرتها تعطيها قوة ومن هذه الأحاديث المتصلة بالحج " من حج ولم
يزرنى فقد جفانى".
جاء فى شرح الزرقانى للمواهب "ج 8 ص
298" أن هذا الحديث ذكره ابن عدى فى " الكامل " وابن حبان فى
" الضعفاء " والدارقطنى فى "العلل، غرائب الرواة " عن مالك وآخرين
، كلهم عن ابن عمر مرفوعا - أى مسندا إلى النبى صلى الله عليه وسلم - ولا يصح إسناده.
ثم قال : وعلى فرض ثبوته فإن عبارة
" فقد جفانى" توهم فى ظاهرها وجوب الزيارة ، لأن الجفوة إيذاء وإزالته واجبة
، فتكون الزيارة لإزالة الأذى واجبة ، لكن لم يقل أحد بوجوبها إلا الظاهرية.
فالخلاصة أن الحج بدون زيارة النبى صلى
الله عليه وسلم صحيح ، والزيارة سنة ، والحديث ضعيف.