رئيس التحرير
عصام كامل

ما الذي يتجنبه من يريد أن يضحي؟

حكم قص الشعر للمضحى
حكم قص الشعر للمضحى

هل صحيح أن من أراد أن يضحى يحرم عليه قص الشعر وأظفاره فى العشر الأوائل من ذى الحجة؟


ورد هذا السؤال في الجزء الرابع -العبادات- من موسوعة "أحسن الكلام فى الفتاوى والأحكام" لفضيلة الشيخ عطية صقر الرئيس الأسبق للجنة الفتوى بالأزهر الشريف، فيقول:

روى مسلم وغيره عن أم سلمة رضى الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا دخل العشر وأراد أحدكم أن يضحى فلا يأخذ من شعره ولا من أظفاره شيئا حتى يضحى"، وروى البخارى ومسلم عن عائشة رضى الله عنها قالت: كنت أفتل قلائد هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يقلدها بيده، ثم يبعث بها، ولا يحرم شيئ أحله الله له حتى ينحر الهدى.
حكم الحج عن الغير وللغير
ذهب سعيد بن المسيب وربيعة وأحمد بن حنبل واسحاق وداود وبعض أصحاب الشافعى إلى أنه يحرم أخذ شيئ من شعر الإنسان أو أظفاره إذا أراد أن يضحى حتى يضحى.

قال الشافعى وأصحابه: إنه مكروه كراهة تنزيه وليس بحرام، أى لا عقاب فيه، وذلك بناء على الحديث المذكورعن السيدة عائشة. وقال أبو حنيفة: لا يكره الحلق والتقصير، لكن الحديث يرد عليه . وقال مالك في رواية: لا يكره ، وفي رواية: يحرم فى التطوع دون الواجب.

والقائلون بالتحريم استدلوا بالحديث المروى عن أم سلمة، واحتج الشافعى بحديث السيدة عائشة لأنه أقوى، وإستظهر الشوكانى الرأى الأول وهو الحرمة وتحمس له ابن قدامة الحنبلي المتوفي سنة 630 هجريا ومن قبله الخرقي المتوفى سنة 334 هجريا، وأورد عدة مبررات لذلك.
حكم الشرع فى تكرار الحج دين ودنيا
والحكمة من النهي أن يبقى بدن الإنسان كامل الأجزاء للعتق من النار، وقيل للتشبه بالمحرم كما ذكره النووى، وحكى عن أصحاب الشافعي أن الوجه الثاني -وهو التشبيه بالمحرم- غلط، لأنه لا يعتزل النساء  ولا يترك الطيب واللباس وغير ذلك مما يتركه المحرم.


وهذا كله لمن أراد أن يضحى ، أما من لم يرد ذلك فلا شيئ عليه كما جاء في المغنى لابن قدامة ج11 ص 95 ، ونيل الأوطار للشوكاني ج5 ص 119، هذه هي أراء العلماء، ولكل وجهة ولا بأس من اتباع أحدها.

الجريدة الرسمية