كاتب تركى: وسائل الإعلام التركية التى تدعى الحيادية كشفت عن وجهها خلال الأزمة
رأى الكاتب التركي "سادات لاتشينر"، في مقال له بصحيفة "ستار" التركية، أن تفاجؤ المجتمع والحكومة التركية بالموقف المناهض للحكومة، الذي أظهره بعض رجال الأعمال، والفنانين، وأباطرة الإعلام، والأندية الرياضية خلال احتجاجات "تقسيم"، دليل غفلة، وعدم إدراك لحيوية وجدية الوضع، مشيرا إلى أن هؤلاء يمثلون اللاعبين القدامى التي كانت لهم سيطرة في السابق، لم تختف بشكل نهائي اليوم، مع أن الوصاية على إرادة الشعب قد خفت إلى حد بعيد.
واستغرب "لاتشينر" هذه المفاجئة مع أن أي من الأطياف الفاعلة لم تخف لونها، مشيرا إلى أن حكومة العدالة والتنمية إذا لم تستطع تمييز تلك الألوان بعد 11 عاما من حكمها، إلا من خلال حدث مثل احتجاجات "تقسيم"، فهذا مؤشر على وضع حرج.
وبين أن العديد من وسائل الإعلام التركية التي كانت تدعي الحيادية، قد كشفت خلال الأزمة عن وجهها المنحاز، لدرجة أن بعضهم كان يتصرف كالمشاغبين الذين يرمون الحجارة، مستغلين الاحتجاجات، ومنهم من صور الأحداث بطريقة تفوح منها رائحة شكوى تركيا للخارج، فضلا عن الأخبار التي بدأت تبثها بعض وسائل الإعلام ترمي من خلالها لإثارة النعرات المذهبية.
أما بالنسبة لعالم الأعمال فرأى "لاتشينر" رغم نمو رءوس الأموال في الأناضول، فإن معظمها مازال يذهب إلى بطون نفس "القطط السمان"، مشيرا إلى أن هؤلاء الأشخاص الذين يتربحون من تداول الأموال والمضاربات كانوا عونا ماديا ومعنويا لأحداث "تقسيم".
ولم يجد "لاتشينر" ما يستغرب منه من المواقف التي صدرت عن الساحة الرياضية، لاسيما وأنها كانت خلال السنوات العشر الأخيرة مسرحا للتعاون بين تنظيم "أرغينكون" الإرهابي، الذي يهدف للإنقلاب على شرعية العدالة والتنمية، بحجة الدفاع عن النظام الجمهوري في تركيا وفق مبادئ أتاتورك، وبين آليات غسل الأموال، متهما بعض إداريي النوادي بالذهاب بعيدا في هذا الأمر لدرجة تمويل بعض المشاركين في الاحتجاجات، وطبع المناشير المناهضة، وحتى إدارة المجاميع من خلف الكواليس.
واعتبر الكاتب أن الذهاب إلى التفاهم مع اللاعبين القدامى كمخرج من للأزمة الأخيرة في تركيا لن يكون حلا، بل سيفرز أمثال "تقسيم"، لأن اتفاقات هؤلاء مبنية على المصالح دائما، وسينقضون العهد في أول محطة تحط فيها مصالحهم.