عادل عبدالحفيظ يكتب: مدن قنا بدون رؤساء.. لماذا.. وإلى متى ؟!
قديما كان من حسن حظ محافظات الصعيد أنها تقع فى الجنوب، حيث حكم الفراعنة مصر ما يزيد على 3800 عام تقريبا من قلب الصعيد وجعلوا من جنوبه الأقصى "الأقصر" عاصمة للوطن وللدنيا كلها.
أما الآن فأعتقد أنه من سوء الحظ أن تكون من سكان محافظات الصعيد، ورغم تكبد
الدولة، وخاصة بعد 30 يونيو 2013، ما يزيد على 212 مليار جنيه لتنميته، ولكن
المشكلة ليست تنموية بل بشرية في المقام الأول.
فى بلدي ومحافظتى "قنا" الحبيبة، بات البعض يظنون أنهم بعيدون عن
أعين الدولة وعصاها أيضا.. وتحت عنوان "من أمن العقاب أساء الأدب"، واصل
صغار المسئولين تعذيب وتربية المواطنين واستفزازهم بقدر بات معه حتما أن تتدخل فيه
القيادة السياسية.
لا أحد يختلف على وطنية وقدرة محافظ قنا الخلوق اللواء أشرف الداودي، على
التعامل مع الأمور هناك، خاصة أنه ينتمي لمدرسة الوطنية الأولى "القوات
المسلحة".
ولكن الدفاع عن مسئولين فاسدين وغير عابئين بحق المواطن ولا كرامته ولا إنسانيته
أمر فاق كل خيال!
بات هناك أهل الثقة الذين يجملون كل شيء لأنهم سيئون من الأصل، ويشيطنون كل
وطنى مخلص، حتى بات استعداء أبناء قنا، أمرا غير طبيعى بالمرة، والترحيب وتكريم من
أكل على كل الموائد ومشفوعا برضا ضعاف النفوس لدرجة استفزوا معها المواطن تماما وكأنهم
يخرجون لسانهم له.
مجرد أسئلة نوجهه للقائمين على الأمر هناك، ونرسلها للقيادة السياسية التى تؤكد على مدار الساعة ان كرامه شباب قنا، واحترامهم من احترام شرعيتها فى الأساس.
لماذ يغضب المسؤلون عندما نقول إن هناك مدينتين فى قنا بهما 58 ألف مخالفة
بناء، وهما: "نجع حمادى وأبوتشت"، ورغم هذا يتم الدفاع المستميت عن
تصرفات القائمين عليهما.
هل يعلم اللواء شعراوى وزير التنمية المحلية بأن عاصمة المحافظة "مدينة
قنا" تعمل دون قيادة منذ 4 سنوات ؟؟!! بل إن ثاني أكبر مدن قنا والعاصمة
الثانية "نجع حمادى" بدون رئيس مدينة منذ 6 شهور، وتم إسناد رئاستها لمن
فشل فى إدارة قرية من قبل، وتصويره وكأنه "مهاتير محمد"!!
لماذا يتم تصوير إخفاقات المسؤلين، وكأنها إنجاز، وخاصة فى المجالين الصحى
والزراعى؟!
لماذا تم السكوت على توزيع الأسمدة على نخبة بعينها من المزارعين، مما أسفر
عن تدمير آلاف الأفدنة المزروعة بقصب السكر، بعلم ورضا مسئولي مديرية الزراعة؛
نتيجة نقص السماد وعدم الاستماع لشكاوى الأهالي.
لماذا تم الاستماع لطلب عضو مجلس نواب بوقف قرارات الإزالة مجاملة لمن حوله
وإتاحة الفرصة للتلاعب فى طلبات التصالح فى إحدى أكبر مدن قنا، وهو ما يتنافى مع
توجيهات رئيس الجمهورية ؟!
لماذا عندما أشرنا هنا إلى أن ثانى قيادة فى المحافظة يغلق هاتفه فى وجهنا
فتم الغضب والتجاوز فى حقنا وكأننا ارتكبنا معصية تتطلب الشفاعة؟!
لماذا يتم الاعتماد فى التحقق من شكاوى المواطن على شخصيات بعينها سبق وتم إيقافها
عن العمل لأن عينها فى الفحص غير بريئة، وهو ما يتم إثباته يوميا دون أن يستمع أحد.
لماذا يتم ترك شخصيات تهين المواطن والموظف بانتظام، وخاصة بعض رؤساء المدن؟!
وكان آخرها واقعة رئيس مدينة "أبوتشت" مع والد طفل معاق، وتم سحب اثبات
شخصيته وإهانته ونقله وتهديده دون أن يسأل احد هذا المسؤل "هو حضرتك مين فى
مصر علشان تعمل كدة"؟!!
هذا بعض من كل.. وبات واجبا على أجهزة الدولة أن تنظر على ما يحدث فى قنا،
ولا تعتمد على تقارير "الحب"، التى أغضبت الشارع القنائى هذا الأسبوع
لدرجة وصل صوتها لرئاسة الجمهورية.