رئيس التحرير
عصام كامل

بعد حادث أوكرانيا.. أشهر عمليات احتجاز رهائن في العالم

لحظات هي الأصعب والأكثر إثارة على الجميع، تلك التي يُحدثها تمكن فرد أو مجموعة من اقتحام مكان ما واحتجاز رهائن.. القرارات صعبة والوقت له ثمنه والخطأ قد يتسبب في خسارة فادحة.. وهو ما حدث أمس الثلاثاء حيث احتجز مسلح في أوكرانيا حافلة ركاب تضم 20 شخصًا مهددًا بقتلهم وتفجير عدة أماكن حال عدم الاستجابة لمطالبة.

مسلح أوكرانيا

وقدم المسلح الذي يطلق على نفسه اسم "ماكسيم بلوخوي (السيئ)" ويزعم أنه مؤلف كتاب "فلسفة المجرم"، مطلبا خاصا للرئيس الحالي فلاديمير زيلينسكي وهو أن ينشر عبر الإنترنت تصريحا يقول "على الجميع مشاهدة فيلم "أبناء الأرض" الصادر عام 2005"، وهو فيلم وثائقي يتحدث عن قضية استغلال البشر للحيوانات.


وحسب تقارير، فإن الرجل يريد أن يقول لكبار المسؤولين، وبينهم وزير الداخلية أرسين أفاكوف والرئيس السابق بيترو بوروشيتكو، عبر تسجيل فيديو إنهم "إرهابيون يحميهم القانون".

مقهى "لينت"


ممسكا بحقيبة زرقاء اتجه الإيراني الملتحي "هارون مؤنس" البالغ من العمر 50 عاما، متجها إلى مقهى "لينت" بساحة مارتن في مدينة سيدني عاصمة أستراليا.

اتخذ مؤنس مجلسه على منضدة قُرب نافذة، مكث قليلا، قبل أن يتحرك فجأة ليتحول يوم المتواجدين بالمقهى آنذاك من رتيب عادي إلى مشهد من فيلم سينمائي بعدما أخرج الإيراني من حقيبته سلاحا ناريا وجهه نحو الحضور وعددهم نحو 20 شخصا .. فصاروا رهائنه وبدأت الأحداث تتسارع كأفلام الأكشن الهوليوودية .. قوات الأمن تهرع إلى مكان الحادث، تطوق محيط المقهى، تغلق ساحة مارتن أمام حركة السير، وتخلي المباني المحيطة.

عبر نافذة المقهى ظهر عَلم أسود كتب عليه "لا إله إلا الله"، أما المتابعون في أرائكهم الدافئة أمام شاشات التلفاز أطل عليهم شرطي قناص من مبنى محطة التلفاز القريب يراقب الحدث ويترقب.

تمر الساعات بطيئة على المسؤولين الذين أفزعهم الحادث في هذه البقعة النائية الهادئة من العالم، تتحرك الأحداث فجأة فأمام كاميرات الفضائيات المترقبة يركض بعض الرهائن الذين أسعدهم الحظ بالفرار.

نجح 10 رهائن في الفرار من مقهى "لينت"، واحد منهم خضع للعلاج، فيما طالب "مؤنس" من خلال رهينتين تواصلتا عبر الهاتف مع الشرطة تسليمه علم لداعش، ومحادثة رئيس الوزراء، ونقلتا عن المهاجم وجود قنبلتين في أماكن متفرقة بالمدينة قبل أن تتمكن الشرطة من القبض عليهم فيما بعد.

"جونز تاون" 1978

من الوقائع الغريبة التي يتذكرها التاريخ عن احتجاز رهائن حادثة  وقعت في نوفمبر من عام 1978 بمدينة "جونز تاون" في أمريكا الجنوبية، حيث أجبر "جيم جونز" زعيم ومؤسس معبد الشعوب 909 أشخاص من بينهم أطفال، على الانتحار بالسم بعد اكتشاف عضو بالكونجرس الأمريكية احتجازه عدد من المواطنين رغما عنهم في مدينته.

كان "جونز" قد أقنع نحو ألف شخص على الهجرة إلى مكان نائي بمنطقة جويانا بأمريكا الجنوبية، للعيش في سلام وتطبيق المساواة والعدل وتعاليم المسيح-بحسب خطبه- وفور وصولهم إلى المدينة التي أطلق عليها اسمه في 1977 حصل منهم على جوازات السفر الخاصة بهم، حتى لا يتمكنوا من ترك المدينة إلا بإذنه.

في 17 نوفمبر عام 1978 زار المدينة "ليو رايان "عضو بالكونجرس الأمريكي بصُحبة أفراد من مكتبه وطاقم تلفزيوني، للتأكد من صحة معلومات وردت إليه باحتجاز "جونز" الأهالي ومنعهم من مغادرة المدينة، واكتشف صدق المعلومات، حيث أدلى عدد من الأشخاص بأنهم ارغموا على المكوث في المدينة ورغبتهم الشديدة في الهرب.

اليوم التالي شهد قتل عضو الكونجرس الأمريكي و4 آخرين أثناء محاولتهم مغادرة المكان بصُحبة عدد من الأهالي الراغبين في ترك المدينة، على يد مسلحين تابعين لـ "جونز"، الذي قام بإجبار أكثر من 900 شخص بالانتحار بالسم، قبل أن تصل القوات الأمريكية إلى المدينة لإخلائها.

ستوكهولم 1973

واحدة من أكثر حالات احتجاز رهائن إثارة على مدار التاريخ، تلك التي وقعت في مدينة ستوكهولم بالسويد في أغسطس 1973، حيث التصق ذكرها فيما بَعد بكافة الحوادث التي تشهد تعاطف الضحايا مع الجناة.

لم يكن يدري اللص "جان إيريك أولسون" البالغ من العمر 32 عاما وهو يدلف إلى أحد البنوك بمدينة ستوكهولم لسرقته، أن اسمه سيُخلد في التاريخ، فالأمر لن يتعدى الدقائق كما خطط، لكن اتصال أحد الموظفين بالشرطة وضعه في مأزق كبير وجعله مضطرا إلى احتجازهم كرهائن-رجل و3 نساء- بعد أن حاصرت قوات الأمن المكان.

المفاوضات التي أجريت بين "أولسون" والسلطات السويدية كشفت عن مفاجأة كبيرة وهي تعاطف المحتجزين مع المهاجم، حيث توسلت كريستين إنمارك، أحد الرهائن، في مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء السويدي حينذاك، أولوف بالم، بأن يتركوا الفرصة لـ "أولسون" من أجل الهرب، وعدم ملاحقته أمنيا.

ألقت قوات الأمن السويدية القبض على أولسون بعد مرور أسبوع على احتجازه لموظفي البنك، وتم تحرير الرهائن الذين أعلنوا تعاطفهم مع المهاجم، وكشفوا عن عدم محاولتهم مهاجمته أو الهروب من البنك طوال الفترة التي تم احتجازهم فيها.


الجريدة الرسمية