رئيس التحرير
عصام كامل

فلوس الإخوان!


عندما أخرج السادات الإخوان من السجون، ووافق لهم على العمل والنشاط في السبعينيات طلب منهم أن يتصدوا للقوى الناصرية واليسارية في الجامعات التي كانت تزعجه بشدة وقتها.. لذلك لجأ الإخوان تحت قيادة التلمسانى لابتداع تشكيلات إخوانية باسم الجماعات الإسلامية لمواجهة يسارىّ وناصرىّ الجامعات ونالت هذه الجماعات دعمًا ماليًا حكوميًا وقتها.. وفى نهاية المطاف صارت هذه الجماعات الموجودة في جامعة القاهرة جزءًا لا يتجزأ من تنظيم جماعة الإخوان، وكان منهم أبوالفتوح وعصام العريان وأبو العلا ماضى.. بينما آثر أعضاء الجماعات الإسلامية في جامعة أسيوط العمل مستقلين ورفضوا الانضواء تحت جناح الإخوان وشكلوا تنظيمهم الخاص وهو الجماعة الإسلامية وكان من بينهم ناجح إبراهيم وكرم زهدى وأسامة حافظ.


ولأن الإخوان يعادون كل من يخرج عليهم أو ينفصل عنهم، فقد حدثت صدامات ليست بسيطة بين الجماعة الإسلامية وجماعة الإخوان وكانت المساجد ساحة للصدام، ناهيك طبعًا عن البيانات والكتابات، ووصل الأمر إلى درجة التخوين والتكفير بينهما.

لذلك فإن العلاقات التي تبدو الآن وطيدة وعلاقات تعاون وثيق بين الجماعات الإسلامية وجماعة الإخوان تثير التساؤل، وهو ذات الأمر الذي ينطبق على العلاقة بين جماعة الإخوان وحزب الوسط.. كيف انقلبت علاقة العداء، ولا نقول الخصام، إلى علاقة حب وصداق وتعاون؟

وإذا كان في السياسة لا صداقات دائمة ولا عداوات دائمة ولكن هناك مصالح دائمة فما هي المصالح التي ربطت بين أعداء الأمس؟.. ربما تكون المشاركة في السلطة معًا.. لكن من يعرفون الإخوان يعرفون أيضًا أنهم يريدون الانفراد بالسلطة وحدهم.. ولذلك لابد أن من يؤيدون الإخوان الآن بحرارة يحصلون على الثمن الفورى لذلك.. ومن يريد أن يعرف قيمة الثمن عليه أن يتابع تدفقات أموال الإخوان وتعاملاتهم المالية.
الجريدة الرسمية