رئيس التحرير
عصام كامل

ماذا يحدث للجثث بعد غرقها في البحار؟.. الدراسات تؤكد تحلل الجسد خلال 4 أيام.. ويستمر الهيكل العظمي لـ6 أشهر

حوادث غرق الشواطئ
حوادث غرق الشواطئ

"أمه مابتنمش، وصوتها اتنبح من كتر ما ندهت علي ابنها، متعلقة بربع أمل أنه يطلع حتي لو ميت، بتموت علي الشاطئ ألف مرة وهي قاعدة مستنياه يطلع"، مشهد مأساوي عاشته أمهات بعدما فقدوا أبناءهم في حوادث غرق وظلت جثثهم بالأيام في البحار.

نور كلش
١٠ أيام مأساوية عاشها المصريون خلال عمليات البحث عن جثمان الشاب نور كلش، قبل العثور عليها عالقة بين الصخور علي بعد ٣ كيلو من الشاطئ.

البداية بتوجه الشاب نور إلى الشاطئ هو وشقيقه وأصدقائه، وقرروا النزول إلى البحر بشاطئ الفيروز في الصباح الباكر قبل شروق شمس يوم الجمعة قبل الماضي، ولم تمض دقائق حتى ابتلعت الأمواج نور ولم يستطع أحد إنقاذه بسبب الارتفاع الشديد للأمواج، وأسفرت جهود البحث عن استخراج الجثمان بعد مرور ١٠ أيام على غرق الشاب نور، وعثر عليه عالقا بين الصخور.

٣ أشقاء
وبالتزامن مع تلك الحادثة، فقدت أم أبناءها الثلاثة في شاطئ النخيل بالعجمي، ومن بينهم الشاب شادي عبدالله عثمان ابن محافظة البحيرة والذي ظل في المياه فترة طويلة، رغم العثور علي أشقائه.

وظهرت والدة شادي وهي تبكي بشدة على فقدان ابنائها الثلاثة وعدم العثور على جثة نجلها شادي بسبب ارتفاع موج البحر، وأوضحت والدة شادي أن أبناءها الثلاثة نزلوا فجرا إلى البحر وعند استيقاظها أخبرها ابنها الأصغر أن أشقاءه غرقوا في البحر وخرَّجنا 2 وباقي واحد مش لاقيينه.

أحمد مجدي
تتشابه تلك الوقائع مع حادث الشاب أحمد مجدي، الطالب في كلية الطب، الذي توفي غرقًا في أحد شواطئ دمياط، واستمرت عملية البحث عن جثمانه لمدة 3 أيام، وتم انتشال الجثمان بعدما عثر عليه داخل منطقة الصخور بالقرب من هيئة الميناء.

غريق استاتلي
ومن ضمن وقائع التي ظلت لأيام في مياه البحار، الحادثة الشهيرة والمعروفة بحادث غريق كوبري استانلي، عندما اصطدمت سيارة ملاكى يقودها طالب بكلية التجارة جامعة المنوفية ب 3 طلاب على كوبري ستانلى، مما أدى لإصابة أحدهم وسقوط اثنين آخرين في مياه البحر، ظلت في المياه لمدة 8 أيام، إلي أن عثرت القوات الأمنية عليه وبها تغييرات في الملامح.

تساؤلات كثيرة دارت في أذهان الكثير خلال تلك الفترة التي مرت بأقصى صعوبة، حول ما يمكن أن يحدث في الجثمان، وخصوصا بعد طول فترة بقائه في المياه، إلى أن أجاب عليها فشل اهالي الضحايا في التعرف عليهم، بما تبين تغييرات كثيرة في ملامحهم، وحتى وفيما يلي استعراض لدراسات أجابت على تلك التساؤلات، وتناولت ما يحدث للجثث في البحار:

العظام والجسد
أبرز تلك الدراسات، مراقبة الباحثين اثنين من الجثث في فصل الربيع، واثنين آخرين في فصل الخريف، باستخدام الشبكة التجريبية (فيكتوريا)، التابعة لشبكة المحيط الكندية تحت مياه البحر؛ حيث وجد الباحثون أن العظام قد تبقى لستة أشهر، بينما يتحلل جسد الإنسان في أقل من أربعة أيام ويتحول بعدها إلى هيكل عظمي.

ووضعت جثث خنازير كبدائل للبشر في قاع مضيق جورجيا على عمق 300 متر تحت سطح الماء، ونشرت نتائج البحث على الإنترنت في مجلة "بلوس وان"؛ حيث قام الفريق بتصميم أقفاص مغلقة وأخرى مفتوحة، كما تم تجهيز الإطار بكاميرا فيديو، بالإضافة للأدوات اللازمة؛ لقياس درجات الحرارة والأكسجين وملوحة المياه وغيرها من العوامل الأخرى، وجاءت نتيجة البحث أن الجثث في فصل الربيع تتحول إلى هيكل عظمي في خلال أربعة أيام، بينما تتحول إلى هيكل عظمي في فصل الخريف إلى ثلاثة أيام فقط، على الرغم من أن العظام يمكن أن تبقي لمدة ستة أشهر أو أكثر".

ووجد الباحثون أن سمك القرش يتغذى على هذه الجثث بعد الدوران حولها لمدة تصل إلى 48 ساعة، وخلال أيام تحولت الجثث إلى هياكل عظمية، وبعد ذلك تمت تغطيتها بالطمي.


دراسة أخرى
واتجه باحثون آخرون لدراسة هذا الموضوع، ومعرفة كيفية تحلل الجثث، حيث دفن مجموعة من العلماء الكنديين أجسام خنازير ميتة في قاع خليج سانيتش القريب من ولاية كولومبيا البريطانية في كندا، ولمدة ٣ سنوات، وراقبوا في خلالها تصرفات تلك الكائنات البحرية بكاميرات خاصة لدراسة الأحياء البحرية تحت مياه المحيط.

وتم اختيار جثث الخنازير للدراسة؛ لأنها قريبة لأجسام البشر من حيث الحجم، وتكوين ميكروبات القَناة الهَضمية، والجلد، وكمية الشعر المنتشر على الجسم.

وتوصلت إلى أنه في غضون ٣ أسابيع مزقت القشريات جثتين من أصل الثلاث جثث حتى العظم، بالمقابل فالجثة الثالثة احتاجت إلى ما يقارب الـ٩٠ يومًا حتى تحللت تمامًا، ويرجع هذا إلى فقر تلك البيئة بالأكسجين، مما منع وصول القشريات الكبيرة إلى الجثة الأخيرة، بالإضافة لكل هذا رصدت الكاميرات كيمياء المياه في تلك المنطقة، وعوامل أُخرى قد تكون أسبابا مؤثرة في عملية التحلل تلك.

وأكدت أن خليج سانيتش يحوي مياها قليلة الأكسجين في معظَم أيام السنة، ويكون خاليا منه في بعض الأيام، ومعظم الحيوانات البحرية في تلك المنطقة تكيفت مع قلة الأكسجين، إلا أنه وفي حالة الجثة الثالثة فإنها قَد دفنت في تلك الأيام الذي يكون فيها الأكسجين منخفضًا جدًا إلى معدوم، وبالتالي فإن كل من القشريات التي تساعد في تحلل الجثث مثل السرطانات أصبحت بعيدة، تاركة جراد البحر قريب من الجثة، والذي لا قدرة له على تحليل الجلد، ومن هنا تم الاستنتاج أن عملية التحلل تخضع أيضا لعوامل بيئة أخرى.


الجريدة الرسمية