رئيس التحرير
عصام كامل

والدة قتيل بالمنيا تستغيث بالنائب العام: أريد فتح القضية من جديد | فيديو وصور

فيتو

"أم مكلومة.. وشابًا قتيلًا.. وأسرة دُمرت.. وحياة أشبه بالأموات.. ودموعً لم تجف طيلة 4 سنوات" عبارات مختصرة حول قصة "بيشوى ميخائيل"، ابن مركز أبو قرقاص، تلك القصة التى بدأت من خلال مكالمة هاتفية بصوت خافق يغلب عليه المرارة والحرقة كانت مجملها: أنا أم بيشوى عايزة حق ابنى.. عاوزة أوصل صوتى للنائب العام.. وكلمات أخرى لم تستطع أن تفسرها طالما صاحبتها الدموع والبكاء.

فبين أزقة وحوارى مركز أبو قرقاص الواقع جنوب مدينة المنيا، كنت أبحث عن منزل "أم بيشوى نبيل"، صاحبة تلك المكالمة على حسب ما قامت بوصف عنوانها لى، وبعد سؤال لهذا وإجابه من ذاك وصلنا لمنزلها البسيط، ففور أن تطأ قدماك على أعتابه تستطيع أن تعرف مدى الحالة المادية للكائنين به، لتخرج فى استقبالنا سيدة خمسينية تتشح بعباءة سوداء اللون ترحب بنا وتفصح عن اسمها هدى فضل ميخائيل المعروفة بـ أم بيشوى.


معمرة المنيا المتعافية من كورونا | كان لدي أمل في الشفاء وتخطي الأزمة

 

تخطف أنظارك ماكينة حياكة بسيطة فى مدخل المنزل لتوحى لك أنها مصدر رزق تلك الأسرة، بعدما تخلى عنها عائلها «الزوج»، قرابة 15 عاما تاركًا لها شابين هما بيتر وبيشوى وفتاه تدرس كلية العلوم تركهما دون دخل، استندت تلك الأم لمخبزًا بيسطًا كان عونًا لها فى تربى أبناء، لكن كما يقولون تأتي الرياح بما لا تشتهى السفن، دب حريقا ضخمًا داخل المخبز وتفحم المخبز بالكامل، وكأن الله يختبر صبرها، فعاودت إلى مكينة الحياة.. كان هذا على حسب رواية السيدة الخمسينية.

"بيشوى نبيل عبد الجليل"، هو الاسم الكامل لنجل هدى فضل ميخائيل يبلغ من العمر 26 عاما، ولد فى السادس من شهر مارس لعام 1990، كان يعمل سائق درجة ثالثة لموقع تنفيذ طريق الريان، تلك البيانات على حسب ما دونت أوراق المحضر 7944 جنح يوسف الصديق وتحقيقات النيابة، محل إقامته على حسب بطاقة الرقم القومى شارع الجمهورية مركز أبوقرقاص جنوب المنيا، تعرض ذاك الشاب لحادث قتل بالخطأ كما أكدته أوراق التحقيقات، إلا أن قلب والدته أبا أن يقبل هذا.

الوووو.. مع السلامــة يا أمى.. مع السلامة.. سلااااااام " تلك الكلمات التى تحمل بين طياتها استغاثات، كانت صباح الثامن والعشرين من شهر ديسمبر لعام 2016، وهى آخر مكالمة جمعت بين بيشوى ووالدته وعقب تلك الاستغاثات تم غلق هاتفه وبمرور 4 ساعات وصل خبر وفاة بيشوى نبيل لوالدته "بيشوى مات فى حادث دهس قلاب بالخطأ ".. هذا ما أكدته لنا الأم هدى فضل.

طيلة الـ 4 سنوات لم تجف دموع الأم المكلومة على نجلها بيشوى، وبدأت ترسل فى استغاثات للنائب العام فى بنى سويف وأخرى للنائب العام فى الفيوم، تلحقها إلتمسات لإعادة فتح القضية مرة أخرى، مؤكدة أن واقعة قتل نجلها لم تكن واقعة قتل بالخطأ بل كانت واقعة قتل عمدًا،

و داخل مركز شرطة يوسف الصديق التابع لمديرية أمن الفيوم، تحرر المحضر رقم 7944 جنح يوسف الصديق، بشأن طلب تحريات المباحث حول الواقعة وظروفها وملابساتها، التحريات السرية لم تسفر عن شيء بخلاف ما جاء شهادة الشهود فى الواقعة بعدم وجود شبهه جنائية، وأن الحادث قد حدث بالخطأ "قتل بالخطأ" 


الحادث حسب ما أكده المتهم " ع - ع - إ - م، الكائن بقرية صفط اللبن التابعة لمركز المنيا، والذى كان يعمل مع المجنى عليه فى موقع العمل فى تحقيقات النيابة: أنا كنت راكب فى العربية " القلاب" ومعايا مجدى " زميل فى موقع العمل، وأثناء رجوعى فى بالعربية من الخلف شاهدت المتوفى بيشوى واقع على الأرض تحت العربية من الامام.. النيابة وجهت سؤال آخر، هل شاهدت المتوفى بيشوى أثناء رجوعك للخلف بالسيارة القلاب؟ فكان رده: لا لأن السيارة كانت عالية وهو ماكنش واقف جنب السيارة، احنا زملاء فى العمل وماكنش بينا أي خلافات... كان هذا ما قاله المتهم آنذاك فى تحقيقات النيابة، ولكن قلب الأم المكلومة يُحدثها بغير ذلك.

أثبت تقرير الطب الشرعى الخاص بالمجنى عليه بيشوى نبيل " كسر بعظمة الجمجمة وكسر بعظمة الصدر ونزيف داخل الصدر ناتج من انقلاب المركبة عليه، والوفاة ناتجة عن نزيف فى المخ وتوقف التنفس ولا يوجد شبهة جنائية، الأمر فى النهاية انتهى بتغريم المتهم 200 جنيه فى تهمة قتل بالخطأ.

وعبر موقع «فيتو» بدأ الأم تناشد النائب العام المستشار حمادة الصاوى، بصدور أمر بطلب القضية رقم 7944 لسنة 2016 جنح مركز يوسف الصديق، وإعادة فتحها حتى تتحقق العدالة مرة أخرى مؤكدة أنها لديها ما يثبت  أن نجلها تعرض لعملية قتل مع سبق الإصرار وليس عملية قتل بالخطأ.





 

الجريدة الرسمية