رئيس التحرير
عصام كامل

مصر بين دولة السيسى ودولة الجماعة 53


يتهادى حورس مُحلقًا بثقة فوق أهرمات الجيزة، مُدعمًا بالقانون وقضاء مصر الشامخ، لينقض ويفتك بكل الثعابين الذين وجهوا سهامهم لمصر الغالية، رغبةً في تشويه هويتها شرقًا أو غربًا، بينما هي القلب!!


وقريبًا سترتفع مصر بهويتها الجامعة ضامة كل المصريين، بقيمهم ووسطيتهم عبر القرون بحدودها التي عرفها التاريخ، فتلك الحدود لم تتغير مثل الأغلبية القصوى من أمم العالم، ناهيك عن دول لم تصل إلى مصاف الأمم.

هناك الكثير مما يُمكن أن يُقال حول معركة العامين المُنصرمين، ولا تزال الأسرار بين دفتي الوثائق واللقاءات السرية. ورغم ما عرفناه من أمور كثيرة حول مؤامرة "قلب نظام الحكم" المُستعينة بعناصر أجنبية، خلال 18 يوما من أحلك وأسود أيام تاريخ مصر، إلا أنه لا تزال هناك أسرار حبيسة في أمكنة لا نعرفها وستكشفها الأيام والسنوات والعقود، بل والقرون القادمة لأجيال أتمنى أن تحمل الأمانة بأفضل ما يكون، وتتعظ مما حدث، لاستكمال تطوير هذا الوطن الغالي!!

لا يزال الطريق طويلا لنُغير ثقافة هذا الشعب، فيما يتعلق بالبناء والعطاء والعمل وتقدير هذا البلد. ولكن الموروث سيظل كما هو. فهذا الموروث الذي زرعه التاريخ والتجارب التي مرت على مصر، هو حامي لهذا التُراب ولن تتغير مصر أبدًا فيما يتعلق به، بل يجب وأن يتم غرسه وترسيخه أكثر من أي وقتٍ مضى، في كل مصري ومصرية، ليكونوا الحصن الطبيعي الواق لمصر!!

الشمس تشرق من جديد على المحروسة، بعد طول غروب، وها نحن على مشارف العبور الثاني!!

إن مصر عائدة إلينا إن شاء الله، بعد خطفها ليس فقط لمدة عام، ولكن ما يزيد على العامين، من بعد مؤامرة وُجهت لمدنيتها، بخداع السُذج فيها من قبل الأوباش وبسبب هبوط في مستوى النُخبة!

ويجب بينما أنهي مقالاتي تلك، أن أوجه التحية والشكر والعُرفان والتقدير الوطني، للتاليِ الذكر:
المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذي جنب مصر مصير ليبيا وسوريا، وحفظها مدعوما بيد الله،
كل ضباط وجنود الجيش المصري العظيم،
كل ضُباط وجنود الشرطة المصرية المُستعيدة هيبتها،
كل قاضي مُستقل في مصر، يعرف معنى الحق وليس تابعًا لأحد إلا ذاك،
الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب ومشيخة الأزهر، ولديهم دور أولي في المرحلة القادمة،
البابا تواضروس الثاني، الحكيم الذي أنعم الله على مصر به، عاملًا في صمت من أجلها،
كل إعلامي عمل من أجل الخروج بمصر إلى بر الأمان،
وكل مؤسسات الدولة وكبار رجالها الذين حافظوا على الهوية المصرية الوسطية المعتدلة!!

ولا أنسى أبدًا: "حورس"... وكل رجالات المخابرات العامة والمخابرات الحربية في مصرنا الغالية،
والشكر لله أولًا وأخيرًا

وعلى الجميع أن يتأكد: مصر لا تنسى ثأرها!!
كل شىء بالقانون.. وستنتصر مصر المؤسسات، إن شاء الله!!

لا!! لن تسقط مصر، ولكنها ستشمُخ وتقف ضد الرياح العاتية!!
والله أكبر والعزة لبلادي،
وتبقى مصر أولًا دولة مدنية
الجريدة الرسمية