رئيس التحرير
عصام كامل

الأسمنت يُبيد وادى القمر بالإسكندرية.. الحاج يوسف: هناك العديد من المحاضر ولا أحد يستمع.. والدة طفل: ابنى مصاب بتحجر رئوى وهو فى الخامسة من عمره.. مواطن: الحكومة تعتبرنا نعيش بالفعل فى القمر

 وادى القمر بالاسكندرية
وادى القمر بالاسكندرية

وادى القمر، حينما تسمع هذا الاسم تتوقع شيئين فى آن واحد الهدوء والجمال، لكن الحقيقة التى يعلمها القاصى والدانى فى الإسكندرية، أن اسم تلك المنطقة على غير مسمى تماما، فلا يوجد أى وديان، ولا يمكن للقمر أن يظهر فيها على الإطلاق لا اليوم ولا بعد سنوات.

السبب فى ذلك يرجع إلى أمر بسيط، وهو وجود كارثة تسمى مصنع الأسمنت الذى يمنح السكان أمراضًا مختلفة من خلال العادم الضار، ويؤكد سكان المنطقة أن تلك الشركة برأس مال إسرائيلى وبها عمالة يهودية، وأصبحت تمثل خطرًا حقيقيًا عندما تسببت فى إغلاق المسجد الوحيد الموجود فى المنطقة بسبب الأدخنة الضارة.

لا يتوقف الأمر عند تلك الكارثة، لكن الأخطر وجود مدرسة وادى القمر الابتدائية على بعد خطوات من الشركة المذكورة، وهو ما يؤكد عدم مبالاة وزارة التربية والتعليم بصحة التلاميذ، فى الوقت الذى يؤكد فيه الوزير الجديد أنه لا تهاون مع المخالفين، بينما وقفت وزارتا الصحة والتربية والتعليم مكتوفى الأيدى أمام شبح الأسمنت.

وفى البداية يقول الحاج يوسف عوض من سكان المنطقة: إنه تقدم بعدد من الشكاوى والاستغاثات لكل المسئولين فى مصر كبدته 200 جنيه، كما قام بتحرير محضر فى نقطة شرطة المكس وغيره من المحاضر الأخرى التى لا حصر لها، لكن لم يستطع أحد التحرك لوقف عادم الأسمنت، فالأفران تعمل منذ الصباح الباكر وحتى منتصف الليل.

ويضيف السيد حمد الله، إن الأسمنت توغل حتى استوطن فى صدور السكان والأطفال، وأنه لا يوجد فرق بين لون أسفلت الشارع ولون الجدران، كما أصبحت واجهة المسجد لونها أسود وهذا شىء لا يمكن السكوت عليه أبدا، حتى المئذنة لونها اسود، والرائحة هنا لا يتحملها أحد.

أما والدة الطفل عبدالله خليل، فتقول: إن ابنها مصاب بتحجر رئوى وهو فى الخامسة من عمره، وأن أقل مصاريف علاج له تتكلف 700 جنيه، مع العلم أن والده لا يعمل بصورة منتظمة، ولا يكفى راتبه العلاج ولا تعلم إلى من تتوجه، خاصة أن زوجها تقدم بعدد من الطلبات إلى أعضاء مجلسى الشعب والشورى السابقين عدة مرات ولكن ما من مجيب.

أما سعيد عبد القادر، فقال: إن وادى القمر مليئ بالمشاكل ليس فقط الأسمنت والأمراض، لكن لا يوجد بالمنطقة مستشفى أو مستوصف، كما لا تصل إلينا المواصلات العامة، والحكومة تعتبرنا نعيش بالفعل فى القمر، والمدرسة سوداء والمدرسين مرضى، أما الطلاب فالمرض منتشر فى جسدهم منذ الولادة.

الجريدة الرسمية