جورجى زيدان.. مؤرخ تراجم العظماء والعباقرة
مؤرخ وأديب أصدر أعرق المجلات المصرية وهى مجلة الهلال عام 1892، وجعل أول أبوابها بعنوان (أشهر الحوادث وأعظم الرجال) ترجم فيه قصص العظماء من أبطال التاريخ والعلماء والأدباء والفنانين البارزين وعلماء الدين البارزين، ويصل عددهم إلى المئات.
قدم جورجى زيدان ـــ رحل فى مثل هذا اليوم 21 يوليو عام 1914 ــــ ترجمته لأحمد عرابى والثورة العرابية، ووالى مصر محمد على والزعيم مصطفى كامل وغيرهم مزج فيها الترجمة بالتاريخ مما شكل مجموعة وقعت فى عدة مجلدات.
جمع جورجى زيدان من ضمن هذه التراجم كتابا ضخما يقع فى جزئين باسم (مشاهير الشرق الذين رحلوا فى القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين فى مصر والبلاد العربية والعالم ) وقد وصلوا إلى أكثر من مائة شخص، منهم ملوك وأمراء وصحفيون ووزراء ومعلمون ومفكرون وأدباء أمثال: أرسطو ، جنكيز خان ، ابن رشد ، السلطان محمد الفاتح ، مهدى السودان ، الشيخ محمد عبده ، وابن خلدون ، مليك ملك الحبشة ، نوبار باشا ، الطهطاوى ، جورج واشنطن.
ومن الشعراء المتنبى وفيكتور هوجو ، ومن العلماء ارشميدس ونيوتن ومن الفنانين فيردى وعبده الحامولى.
كما لم ينس زيدان النساء فمنهم فيكتوريا ملكة بريطانيا ، كاترينا الثانية إمبراطورة روسيا وتسى هسى إمبراطورة الصين .
يهدف جورجى زيدان من تراجمه أن يرى القارئ الأنوار المنبعثة من ثقافة الماضى البعيد كما أراد أن يقوى الأخلاق ويعفف النفوس من خلال شخصيات كان لها أثر كبير على البشرية.
وتتعدد المناسبات فعندما اقيم تمثل كلوت بك فى مدرسة الطب المصرية كتب ترجمة له لانه هو الذى اقام مدرسة الطب، وعندما وضع حجر الاساس للمتحف المصرى أصدر ترجمة لمارييت باشا مؤسس المتحف .وهذا من منطلق ان عظمة الشخص تتوقف على مدى اتمام عمله لخير البشرية فربط بين العظمة والمنفعة .ويستبعد من العظمة سفاكى الدماء الذين يعملون لأنفسهم ولا ينفعون انفسهم الا بضرر الاخرين وضرب المثل على ذلك بالاسكندر الاكبر ونابليون بونابرت .
دار الهلال تعقم مبناها بالتعاون مع "مستقبل وطن"
ولأن المصريين المعاصرين طالبوه بالتوسع فى الكتابة عن النوابغ المصرية نشر تراجم محمد مختار باشا صاحب كتاب التوفيقات الإلهامية وأخرى لمحمد العباسى مفتى الديار المصرية، كما قدم شهادته على أبقراط وابن سينا ومحمد درى باشا.
اهتم زيدان بتزويد تراجمه بصورة صاحب الترجمة كعنوان للموضوع تسبغ عليه بريقا لأنه يستدل على الشخص لأول وهلة من صورته. كما عرض الجانب السيئ والجانب الإيجابي لشخصياته غير منحاز إلا أنه كان يتغافل عن الفحش فى الشخصية فكان يميل إلى تنقية السيرة من الشوائب تاركا للقارئ الحكم على الشخصية.