وكيل الأزهر السابق لإئمة الصومال: تحلوا بالبصيرة والوسطية
قال الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر السابق إن الإسلامَ كدين جاء بالحكمة والموعظة الحسنة - يستنتجه هذا من تتبَّع نصوص القرآن الكريم، مصداقا لقوله تعالي " لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ " وكذلك السنَّة المطهرة، التي منها وصايا الرسول - صلى الله عليه وسلم - لأمراء جيوشه، في الغزوات وغيرها، حيث يأتى كل هذا تأكيدًا للرحمة والسلام، والخير والوئام، وإيضاح أن الإسلام جاء بالإصلاح لا بالإفساد، والنهي عن الإكراه في الدين .
جاء ذلك خلال محاضرته ضمن فاعليات الدورة التدريبية التي تعقدها المنظمة العالمية لخريجي الأزهر بعنوان " مدخل إلي دراسة الفقه الإسلامي وأصوله" ، عبر تقنية الفيديوكونفراس.
وأوضح أنَّ الإسلام يأمر بالإيمان بالرَّسل جميعاً ، تأكيدا على أن الرسالات السماوية مهدها الله لتكون مكملة بعْضها البعض ، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال النبي - صلي الله عليه وسلم - "إِنَّ مَثَلِي وَمَثَلَ الْأَنْبِيَاءِ مِنْ قَبْلِي كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى بَيْتًا فَأَحْسَنَهُ وَأَجْمَلَهُ، إِلَّا مَوْضِعَ لَبِنَةٍ مِنْ زَاوِيَةٍ, فَجَعَلَ النَّاسُ يَطُوفُونَ بِهِ، وَيَعْجَبُونَ لَهُ, وَيَقُولُونَ: هَلَّا وُضِعَتْ هَذِهِ اللَّبِنَةُ؟ قَالَ: فَأَنَا اللَّبِنَةُ. وَأَنَا خَاتِمُ النَّبِيِّينَ" ، فالحديث الشريف يؤكد حاجة البشرية إلي بعثتهِ - صلي الله عليه وسلم - لإكمال الرسالات ، وختم الشرائع ، وقال تعالي علي لسان إبراهيم - عليه السلام - " وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ ۚ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ۚ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ ۚ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَٰذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ ۚ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ ۖ فَنِعْمَ الْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ النَّصِيرُ "، وعلي لسان - عيسي - عليه السلام " وَإِذْ قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يا بَنِي إِسْرائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جاءَهُمْ بِالْبَيِّناتِ قالُوا هذا سِحْرٌ مُبِينٌ " .
وأشار إلي أنَّ نشر الدعوة في الإسلام يبدأ بالدعوة للدخول فيه ، بالحكمة والموعظة الحسنة وطالب شومان المتدربينٕ : بالبعد عن التعصب والإلتزام بالمنهج الإسلامي الصحيح ، ونشر الفكر الوسطي القائم علي قبول الأخر وإحترامه ، و ضرورة تحليهم بالبصيرة والوسطية، والأساليب المرضية، في دعوتهم الناس للكتاب والسنة، وترك الفظاظة والغلظة، والشدة والحدة ، كما كان ذلك شأنَ المرسلين وأتباعهم إلى يوم الدين، لأن الهدفَ من الدعوة أن يُقبل الناسُ على الهدى، ونشر مبادئ الإسلام السمحة .