رئيس التحرير
عصام كامل

"69 عاما على رحيل "عبد الله الأول" مؤسس الأردن.. اغتيل لحظة ذهابه للصلاة بالقدس

عبد الله الأول
عبد الله الأول

يعد الملك عبدالله الأول مؤسس الأردن وهو أول حاكم للمملكة الأردنية الهاشمية الذي اغتيل في مثل هذا اليوم من عام 1951 وهو في طريقه إلى صلاة الجمعة في المسجد الأقصى بالقدس.

الثورة العربية
الملك عبدالله الأول عرف بأنه الرجل الأول للثورة العربية الكبرى ضد العثمانيين والتى أدت فى وقت لاحق إلى تشكيل إمارة شرق الأردن 1921، فخلال فترة حكمه، طور المنظومة المؤسسية فى الأردن، بما فى ذلك نظام حكومى مركزى، وأصدر الدستور الأردنى عام 1928، وعقد أول انتخابات برلمانية فى 1929، والتى مكنت الأردن من الحصول على استقلاله فى 25 مايو 1946 وقام بتحويل إمارته إلى مملكة تحت اسم المملكة الأردنية الهاشمية.

ولد عبدالله بن الحسين بن على فى مكة المكرمة عام 1882 حيث تعلم القراءة والكتابة، والقرآن الكريم، ومبادئ العلوم على أيدى نخبة من الشيوخ وعلماء الدين، وفى عام 1893 ارتحل مع والده الشريف حسين إلى الأستانة، حيث تابع دراسته، فتعلم التركية، ومختلف العلوم العصرية. 

تقلد الملك عبدالله عدة مناصب، حيث كان شريفًا على مكة عام 1908، ثم انتخب نائباً لمكة فى «مجلس المبعوثان»، ثم نائباً لرئيس المجلس، وفوضه والده فى التباحث مع المعتمد البريطانى فى مصر عندما زارها فى طريق عودته من إسطنبول إلى مكة وهى المفاوضات التى عرفت باسم مراسلات «الحسين – مكماهون». 

وعند إعلان الثورة العربية الكبرى التى قادها والده الشريف حسين ضد الدولة العثمانية، تولى الملك عبدالله قيادة الجيش الشرقى، وهاجم الحامية التركية فى مدينة الطائف، واشترك مع والده فى إنشاء الحكومة المستقلة، وتقلد فيها منصب وزير الخارجية.

نيل الاستقلال
وبعد نيل الاستقلال عام 1946 وتحويل إمارته إلى مملكة، حاول حل النزاع الفلسطيني - اليهودي سلمياً، وحاول إقناع العرب بقبول قرار تقسيم فلسطين، إلا أن جامعة الدول العربية اجتمعت بعد هذا القرار وأخذت بعض القرارات.

واعترضت بريطانيا وأرسلت رسالة تقول فيها «إن بريطانيا تعتبر تسليح الفلسطينيين وتدريبهم في قطنا عملا غير ودي». فاجتمعت الجامعة العربية وتشاورت واتخذت قراراً بغلق المعسكر وتسريح المتطوعين وسحب أسلحة المعسكر والاكتفاء بتجهيز جيش الإنقاذ مع تحديد عدده بـ 7,700 جندي وإمداده ببعض الأسلحة، إلا أن هذا الجيش الضعيف رفض فيما بعد التعاون مع الحاج أمين الحسيني.

الاغتيال
دأب على التردد المنتظم على المسجد الأقصى للمشاركة في أداء الصلاة، في يوم الجمعة 20 يوليو 1951، وبينما كان يزور المسجد الأقصى في القدس لأداء صلاة الجمعة قام رجل يدعى مصطفى شكري عشي وهو خياط من القدس باغتياله، حيث أطلق ثلاث رصاصات إلى رأسه وصدره، وكان حفيده الأمير الحسين بن طلال إلى جانبه وتلقى رصاصة أيضاً ولكنها اصطدمت بميدالية كان جده قد أصر على وضعها عليه، مما أدى إلى إنقاذ حياته.

 

ورغم أنه لم يتبين شيء في التحقيقات إلا أنه كان يعتقد أن سبب ذلك هو التخوف من إمكانية قيامه بتوقيع اتفاقية سلام منفصلة مع إسرائيل.

وتم اتهام عشرة أفراد بالتآمر والتخطيط للاغتيال وحوكموا في عمّان، وقد قال الإدعاء في مرافعاته أن العقيد عبد الله التل حاكم القدس العسكري والدكتور موسى عبد الله الحسيني كانوا المتآمرين الرئيسيين، وقد قيل وقتها بأن العقيد عبد الله التل كان على اتصال مباشر مع المفتي السابق للقدس أمين الحسيني وأتباعه في القسم العربي من فلسطين.

وأصدرت المحكمة حكماً بالاعدام على ستة من العشرة وبرأت الأربعة الباقين، وصدر حكم الإعدام غيابياً على العقيد عبد الله التل وموسى أحمد أيوب وهو تاجر خضار وذلك بعد هروبهم إلى مصر مباشرة بعد عملية الاغتيال.

 

كما تمت إدانة موسى عبد الله الحسيني وزكريا عكة وهو تاجر مواشي وجزار، وعبد القادر فرحات وهو حارس مقهى وجميعم مقدسيون وتولى الملك بعد مقتله ابنه الأكبر الملك طلال.


الجريدة الرسمية