سعاد كفافي.. 16 عاماً على رحيل رائدة التعليم الجامعي في مصر
16 عاما مرت على رحيل رائدة التعليم الجامعى في مصر سعاد كفافى مؤسسة جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا وصاحبة لقب "قاهرة المستحيل" باعتبارها واحدة من أبرز الرواد فى تاريخ التعليم فى مصر.
حظيت بشهرة واسعة على مستوى عالمى فى مجال التعليم العالى، وحصلت على عدد من الجوائز والمنح وشهادات التقدير الأكاديمية من دول أجنبية مختلفة، ونالت درجة الدكتوراه من الولايات المتحدة الأمريكية ومنحت شهادة الدكتوراه الفخرية من أوروبا.
ولدت الدكتورة سعاد كفافى عام 1928 وتوفيت 20 يوليو عام 2004، وعلى مدار 45 عاما متواصلة من العطاء الأكاديمى والخيرى، حققت الدكتورة الراحلة سعاد كفافى، إنجازات ستظل خالدة، على رأسها تأسيس جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا عـام 1996 بمدينة السادس من أكتوبر، والتى أصبحت من أهم وأبرز الجامعات الخاصة.
وتضم جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا عدداً من الكليات العلمية والأدبية مثل الطب ومستشفاها التعليمي، كلية الصيدلة والتصنيـع الدوائي، كلية طب جراحة الفم والأسنان، كلية العلاج الطبيعي، كلية العلوم الطبية التطبيقية، كلية التكنولوجيا الحيوية، كلية الهندسة والتكنولوجيا، كلية تكنولوجيا المعلومات، كلية الاقتصاد وإدارة الأعمال، كلية الإعلام وتكنولوجيا الاتصال، كلية اللغات والترجمة، كلية الآثار والإرشاد السياحى.
كما أسست معهدين للتعليم العالى فى مدينة السادس من أكتوبر، هما المعهد العالي للسياحة والفنادق عام 1990، والمعهد العالي للهندسة المعمارية وإدارة الأعمال الذي تأسس عام 1993.
وحرصت الراحلة على تزويد جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا بأكبر مكتبة مركزية حديثة بتصميم فريد ومزودة بمراجع علمية على أعلى مستوى، تهدف إلى دعم المجتمع الأكاديمي من خلال توفير كافة السبل لتسهيل البحث العلمى من خلال التعاون مع أعضاء مجتمع الجامعة.
وحصلت مكتبة جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا على رمز دولى مميز خاص بها من مكتبة الكونجرس الأمريكية وهو EG-SoMUST، يستخدم في معيار مارك لإنشاء وتبادل التسجيلات الببليوجرافية بشكل معيارى مما يسهم فى تحقيق معايير الجودة التي تسعى لها إدارة المكتبات بالجامعة، كما أسست الراحلة أوبرا جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا والتى تعد صرحا ثقافيا وفنيا كبيرا وأحد أدوات القوة الناعمة، وهى المنارة الثقافية والفنية الوحيدة فى مدينة 6 أكتوبر التى كانت تفتقد لأى نشاط فنى.
ولم يقتصر دور سعاد كفافى على التعليم فقط، بل بادرت بتأسيس نشاطات إنسانية وخيرية، ولعل أبرزها تأسيس مستشفى سعاد كفافى، و"قافلة مستشفى سعاد كفافى الميدانى المتنقل" التى تقوم بعلاج المرضى غير القادرين فى كل محافظات وربوع مصر، وتقديم الخدمات الطبية لأبناء القرى والكفور والنجوع من غير القادرين.
عطاء سعاد كفافى لا يزال مستمرا ولم يتوقف لحظة منذ رحيلها، حيث تسلم الراية ابنها الدكتور خالد الطوخى، رئيس مجلس أمناء جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، ليصبح خير خلف لخير سلف، بتحقيقه انجازات وطفرات واسعة فى جامعة مصر على مستوى الكم والكيف وفق الالتزام بمعايير الجودة العالمية فى نظم التعليم وطرق التدريس، بجانب الانفتاح على العالم الخارجى، بتوقيعه بروتوكولات تعاون مع كبرى جامعات العالم، وخاصة جامعات دول الاتحاد الأوروبي، لتصبح جامعة مصر هى أول جامعة ترتبط بتلك المنظومة العالمية.
كما يستكمل الدور الانساني والخيرى لقاهرة المستحيل بتوجيه القوافل الطبية للمحافظات لعلاج غير القادرين، وفق أعلى معايير الجودة فى الخدمات الصحية، فهو يضع نصب عينيه الإسهام بشكل حقيقى فى خدمة المجتمع والالتزام باعتبارات المسئولية المجتمعية.
جدير بالذكر أن الدكتورة سعاد كفافى كانت من بين المرشحين لنيل جائزة نوبل فى مجال التعليم، وكان لها نشاطها الملموس باعتبارها عضوة فى المجالس القومية المتخصصة فى مجال التعليم العالي وفى جمعية أصحاب المدارس الخاصة فى مصر.