رئيس التحرير
عصام كامل

الشيخ محمود أبو العيون يصف أحوال الإسكندرية عام 1938

الشيخ محمود أبو العيون
الشيخ محمود أبو العيون

الإسكندرية مدينة السحر والجمال بشواطئها الممتدة الجميلة ومياهها الصافية وكما كتب الشيخ محمود أبو العيون، من كبار علماء الأزهرـــ رحل عام 1951ـــ، في مجلة "الإثنين والدنيا" عام 1949 مقالًا تحت عنوان (محلاك يا إسكندرية) يقول فيه:


أقمت بالإسكندرية ثمانية أعوام لم أشعر فيها بغربة، بل كنت أشعر أنني بين أهلي وعشيرتي وعشت ما عشت فيها وأنا معجب بأهلها، فإن لهم قومية ووطنية راسخة، ومظاهر الدين بالإسكندرية حية وجميلة، فمساجدها الكثيرة مكتظة بالمصلين لا سيما في صلاة الفجر، حتى لا تكاد تجد فيها موضعا لقدم.

ويظلم الناس الإسكندرانية باتهامهم بالتبذل، وإننى لأعلم علما ليس بالظن أن نساء الثغر ورجالهم أبعد الناس عن التظنن والاتهام في زمن الصيف وفي غير زمن الصيف، ولعل مرجع الاحتشام فيهم إلى قداسة التقاليد عندهم..ولأنهم معروفون فيما بينهم فلا يرون الا متجملين بالاحتشام والوقار.

 

والمصيفون والمصيفات من غير أهلها هم الذين تقع منهم تلك الهفوات التي نسمع عنها، وينعون الفضائل والتقاليد من أجلها.

وهبطت تلك المدينة صيف 1938 فلقيتها تموج بالمهازل والمبازل الرخيصة بالشواطئ وشارع الكورنيش وفى مشارب المقاهي والكازينوهات الواقعة فيه . فالشابات يسرن أسرابًا كآسيات عاريات عابثات لاهيات.

 

فهالنى ما رأيت وتحدثت إلى صديقى محافظ الثغر إذ ذاك محمد حسين باشا وأقسمت له لئن لم تمنع تلك المآثم والضلالات فلأخرج أنا والشيوخ والطلبة ونطارد هؤلاء الأشرار ونقذفهم بالحجارة والطوب. فأصدر المحافظ أوامر صارمة بألا يمر أحدًا بالمايوه رجلًا أو امرأة في شارع الكورنيش، وألا يجلس على مشرب أو مقهى أو كازينو بالمايوه على تلك الحالة والا يسمح له بركوب ترام او سيارة حتى ولو كان يستر المايوه بروب أو برنس.

 

الشيخ أبو العيون يحكي ذكريات كعك العيد

خاف العابثون وخشيت العابثات وكففن عن صرمحتهن ومن جانبنا شددنا على الشواطئ تساندنا الصحف والمجلات وأهل الثغر من أصحاب التقاليد الصالحة حتى انتهينا إلى حالة محمودة بعد أن وصلنا خطوات في سبيل الفضيلة والعفاف ووقعت عقوبات فعلا على الخارجين على الأوامر.

 

ولعل أعظم ما حقق أسباب الطهارة والصيانة فى المدينة هى معونة ذلك الرجل الصالح عبد الخالق حسونة باشا محافظ العاصمة ـــ عام 1949 ـــ حفظه الله.

 

وبعد فإنى أودع الإسكندرية الحبيبة بكل ما يودع به الأهل والأحباب.. فسلام عليك يا إسكندرية وأستودعك الله.

الجريدة الرسمية