رئيس التحرير
عصام كامل

العرب سبقوا شامبليون في فك رموز حجر رشيد

حجر رشيد فى المتحف
حجر رشيد فى المتحف البريطانى

فى مثل هذا اليوم 19 يوليو 1799 اكتشف الجندى الفرنسى بيير فرانسوا بوشار حجرًا فرعونيًا عرف فيما بعد بحجر رشيد وذلك تحت قلعة بالقرب من فرع النيل فى رشيد أثناء قيامه ببعض الإصلاحات داخل القلعة بناء على أوامر القائد الفرنسى مينو اثناء الحملة الفرنسية على مصر ودون الاكتشاف فى مجلة كانت تصدرها الحملة الفرنسية باسم (لاكوريين ديجيبت).

 


وكان الحجر ضمن نصب تذكارى ضخم داخل أحد معابد رشيدالقديم وهو من حجر البازلت الأسود طوله 115 سم وسمكه 28 سم ، وقد دونت كتابة على الحجر لم يستطع أحد فك رموزها سنوات طويلة.


وقد نقل الإنجليز حجر رشيد إلى لندن طبقا لشروط معاهدة استسلام بالإسكندرية عام 1801 عقدت بين الإنجليز والفرنسيين وتم إيداع الحجر بالمتحف البريطانى بلندن ، وما زالت مصر تحاول استرجاعه.


كانت أول محاولة لفك رموز اللغة القديمة من الديبلوماسى السويدى العالم الأثرى توماس أكريال لكنه لم يفك إلا كلمات بسيطة ، ثم جاء بعده العالم البريطانى توماس ينك الذى اكتشف أن اللغة الهيروغليفية هى حروف مكتوبة داخل أشكال بيضاوية تسمى خراطيش.


إلى أن جاء عام 1822 عندما أعلن العالم الفرنسى فرانسوا شامبليون مسئول الآثار المصرية بمتحف اللوفر توصله إلى فك رموز الكتابة الهيروغليفية الموجودة على الحجرعن طريق مضاهاة الحروف بعضها ببعض وذلك لمعرفته باللغة القبطية القديمة. 


وجاء الدكتور عكاشة الدالى أستاذ علم المصريات بجامعة لندن وأعلن فى رسالته للدكتوراه أن العلماء العرب فى القرون الوسطى من المهتمين بدراسة اللغة فكوا طلاسم الحضارة المصرية القديمة قبل العالم الفرنسى شامبليون حيث قال:
إن دو النون المصرى الذى نشأ فى ظل الحكم العباسى واسمه أبو الفيض ثوبان بن ابراهيم كان أول من شغف بالنصوص الفرعونية وزار العديد من البلدان لتلقى العلم وأقام فى معبد أخميم وجذبته الكتابة فعكف على دراستها.
أما العالم الذى حقق إنجازات فى فك رموز الهيروغليفية هو العراقى أبو بكر أحمد بن وحشية أواخر القرن التاسع الميلادى الذى وضع كتاب (نزهة المستهام فى معرفة رموز الأقلام) توصل إلى أن الرموز والأشكال الهيروغليفية هى حروف ذات قيمة صوتية مثل الحروف الهجائية.


وثبت بالدراسة أن العلماء العرب وهم من علماء الكيمياء نجحوا فى فك رموز 11 حرفًا وهذا سبق كبير بالنسبة لشامبليون الذى فك رموز ثلاثة أحرف فقط ، حيث توصلوا إلى أن مصر القديمة كانت موطئ الكيمياء فحاولوا دراسة لغتها حتى يتمكنوا من قراءة آخر ما توصل إليه المصرى القديم فى الكيمياء التى كانوا يطلقون عليها (آل كيمى ) أى أرض السواد ، حيث انتحلت اللون الأسود هو أصل الكيمياء.

 

لدخول موسوعة جينيس.. متحف رشيد الوطني ينحت حجر رشيد على سن القلم الرصاص


وفى عام 1806 وقبل أن يعلن شامبليون كشفه بـ 14 عاما أصدر العالم النمساوى جوزيف هامر كتاب ترجم خلاله كتاب ابن وحشية إلى الإنجليزية أكد فيه أن شامبليون درس اللغات القبطية والعربية لكى يستطيع الاطلاع على المصادر العربية لفك رموز الهيروغليفية ، إضافة إلى أن الحملة الفرنسية قبل خروجها من مصر صادرت الكثير من الكتب والمخطوطات التى تعينهم على كشف رموز اللغة الهيروغليفية ولذلك سبق العرب شامبليون.

الجريدة الرسمية