بماذا أوصى الرسول يوم حجة الوداع ؟
خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فى حجة الوداع فكانت الخطبة جامعة مانعة وركزت على ابسط مبادئ حقوق الانسان فكانت الاعلان الاول فى صحيفة المدينة وركز فيها على الاموال والاعراض والماء فماذا تضمنت خطبة الوداع؟
تجيب الدكتورة آمنة نصير فتقول:
عندما نناقش الميثاق الاسلامى العالمى لحقوق الانسان فإننا نبتدأ باليوم الذى اعلن فيه الرسول صلى الله عليه وسلم صراحة المبادئ الاساسية لهذا الميثاق، وكان يوم عرفة ، وأشهد العالمين على كلامه حتى لا يأتى من يشك فيه .
وللاسف جاء المشككون وحملوا سهامهم الظالمة بهدف النيل من سماحة ووسطية احكام الاسلام واعتبروه دين الاسياد والعنصرية مع ان الرسول الكريم اكد صراحة على المساواة بين جميع المواطنين حيث قال "(لافضل لعربى على اعجمى ولا لأبيض على اسود الا بالتقوى ) .
وهذه الجملة التى اطلقها الرسول تؤكد ان سكان الدولة الاسلامية لهم حقوق متساوية ، والافضلية تكون لصاحب الفكر المبدع والمجتهد ، كما ينهى عن الوساطة والمحسوبية والعنصرية فى تولى الاعمال اونيل الجوائز والعمل هو المقياس الحقيقى .
ومن اجل ذلك وجدنا العبيد فى الاسلام قادة للجيوش وسلاطين للدول وحاكمين للولايات المختلفة ،ويعامل اهل الكتاب بالمعاملة الطيبة التى جعلت الكثيرين منهم لا يخشون على انفسهم ولا اولادهم ولا اموالهم ولا اعراضهم فى ظل نظام يحفظ عليهم الامن النقسى قبل الامن الجسدى ،ويقرر الرسول ذلك فى موضع آخر بقوله :من آذى ذميا أو أنتقصه حقه فقد برئت منه ذمة الله وذمة رسوله " .
إن مقارنة المنهج الاسلامى فى رعايته للاقليات الذين يسكنون الدول الاسلامية بما نراه اليوم من اضطهاد المسلمين ندرك ان الغربيين يقولون مالا يفعلون ،وقد حفظ المسلمون بمقتضى وصية الرسول لهم الاموال والاعراض والدماء .
ويذكر التاريخ ان الفاتحين من المسلمين لم يحرقوا زرعا ولا شجرا ، ولم يقتلوا شيخا ولا إمرأة ، ولم يهدموا معبدا ولا كنيسة ، ولم يغتصبوا ارضا .
وأخيرا ليتنا نستعيد من ذكرى يوم عرفة الدروس الاسلامية التى جعلت العالم تتردد فيه الشهادتين من الخليج الى المجيط ، وعاش الناس فى أمان دين الله ودخلوا الاسلام افواجا ..ولكن تغيرت اوضاعنا بسبب تجاهلنا للقيم والمبادئ الدينية .ويجب ان نستوعب دروس عرفة تماما.