رئيس التحرير
عصام كامل

باحث أثري يكشف دور نهر النيل في حياة المصريين القدماء وأشهر الآلهة لعبادته

الباحث الأثري أحمد
الباحث الأثري أحمد عامر

قال الباحث الأثري أحمد عامر إن نهر النيل هو أطول أنهار الكره الأرضية، ويقع في الجزء الشمال الشرقي من قارة أفريقيا، ويجتمع نهر النيل في عاصمة السودان مدينة الخرطوم، ويتكون من فرعيين رئيسين يقومان بتغذيته وهما النيل الأبيض في شرق القارة، والنيل الأزرق في إثيوبيا، أما عن تسمية نهر النيل فقد جاءت من الإسم اليوناني "نيلوس"، وعنهم انتقل هذا الإسم إلي مختلف اللغات، ولا نعرف أصل هذه الكلمة، وإن كان البعض يرجعها إلي أصل فينيقي، ولكن "ديودور الصقلي" يقول إن النهر كان يُدعي من قبل "أيجيبتوس" ثم أطلق عليه إسم "النيل" تخليداً لذكري ملك يُسمي "نيلوس" إعتلي العرش بعد الملك "ريمفس"، وأن "نيلوس" هذا من قام بحفر الترع والقنوات التي أفادت البلاد كثيراً فأطلقوا عليه اسم النهر، وعندما فتح العرب مصر ظلوا يستعملون لفظ "النيل" ولم ينكروا أصله اليوناني، كذلك سموه "الفيض" نسبة لفيضانة.



 

وأكد "عامر" أن المصريين القدماء قد إهتدوا إلي التقويم النيلي قبل التقويم الشمسي، ويبدأ ببداية وصول الفيضان إلي منطقة بعينها ذات أهمية سياسية أو دينية، وقد قسم المصريون القدماء السنه إلي 365 يوم، وإثني عشر شهر، وثلاثة فصول هي "الآخت" وهو الفيضان، و"البرت" هو بذر البذور، و"شمو" وهو فصل الحصاد، وقد أمد النيل المصريين مع وجود القنوات والترع والمستنقعات والبحيرات بأنواع عديدة من الطعام، وكانت الأسماك علي وجه الخصوص مصدراً هاماً للتغذية، وكانت تنظف وتملح من أجل حفظها لفترات طويلة، كما إستخدمت المراكب أو القوارب في صيد الأسماك سواء كانت بالشباك أو الرماح أو السلال المخروطية، وعلي أقدم قوائم الملوك حجر بالرمو، نجد مع ذكر أسماء الملوك نوعاً من الترتيب التاريخي للأحداث السياسية الهامه التي وقعت أثناء فترة حكم كل منهم للبلاد، مع ذكر الحدث الهام في كل عام ألا وهو تسجيل إرتفاع منسوب الفيضان، وقد أدرك أهمية ماء النهر هو عماد حياته منذ أقدم العصور، فجهد أن تهذيب النهر وشق الترع، ونراه منذ أقدم العصور يخترع الشادوف، والساقية.

 

وأشار "عامر" إلى أن البطالمة كانوا يهتمون بشئون الإدارة الداخلية لمصر، وجمع الضرائب، ولما كان مستوي الفيضان السنوي للنيل له تأثير علي أنواع المحاصيل الزراعية في مصر، كانت الضرائب تقدر علي أساس مستوي فيضان المياه، وكانت أداة القياس في البداية آداة محمولة تسمي مقياس النيل، وكانت عبارة عن عصا مُدرجة من البوص توضع طولياً في مجري النيل لقياس مستوي الفيضان، وقد أُطلق علي نهر النيل إسم "إيتورو عا"، وقد قدس المصريون القدماء نهر النيل وأطلقوا عليه إسم "حعبي"، وكان يتخذ صورة رجل ذو جسم ممتلئ له بطن كبيرة وثديان كبيران تنبثق المياه من حلمتيهما رمزاً للخصوبة والعطاء لأرض مصر الطيبة، ويطلي باللون الإسود أو الأزرق كرمز للخصوبة، وكان "حابي" يصور حاملاً زهوراً ودواجن وأسماكاً وخضروات وفاكهة، إلي جانب سفعة نخيل رمزاً للسنين، وكان يُصور أحياناً حاملاً علي رأسه زهرة اللوتس ونبات البردي، ومن أرباب النيل أيضاً "سوبك" الرب التمساح، وكان رب الفيضان والخلق هو "خنوم" برأس الكبش، وكانت "حكت" الربة الضفدع هي ربه المياه، وقد حرص علي تلويث مياه النيل حيث ذكرت النصوص "إن من يلوث ماء النيل سوف يصيبه غضب الآلهه"، ومن أشهر المقولات المنقوشة علي جدران مقياس معبد "حورس" بإدفو "إذا إنخفض منسوب النهر، فليهرع كل جنود الفرعون ولا يعودون إلا بعد تحرير النيل مما يقيد جريانه".


الجريدة الرسمية