لأول مرة.. رؤية حركة الـ DNA داخل الخلايا الحية بفضل باحث مصري
تمكن العلماء لأول مرة من مشاهدة ألياف المادة الوراثية DNA وحركتها داخل الخلايا الحية، حيث نشرت مجلة ساينس بحثا قدم مجهرًا ضوئيا قادرًا على مشاهدة حركة الـ DNA بالكامل في الخلايا الحية بدقة النانومتر ولمدة طويلة.
ونجح الباحث المصري الدكتور هيثم شعبان وفريقه البحثي في بناء ميكروسكوب ضوئي عالي الدقة والوضوح مكنه من رؤية الـ DNA داخل الخلايا البشرية.
وقال الدكتور شعبان إنه يتوقع أن تستخدم هذه التقنية لتشخيص الأمراض الجينية وفي الطب ، مضيفا أن هذه التكنولوجيا ستساعد على فهم كيف تفقد الخلايا السليمة هويتها وتتحول إلى خلية سرطانية.
ويشغل هيثم أحمد شعبان منصب باحث في المعهد الاتحادي السويسري للتكنولوجيا في لوزان وقبل انضمامه، كان باحثًا بعد الدكتوراه في جامعة هارفارد في الولايات المتحدة الأمريكية والمركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي في تولوز.
وفى٢٠١٥ حصل شعبان على دكتوراه مزدوجة في فيزياء البصريات والضوئيات من جامعة إيكس مرسيليا في فرنسا تحت اشراف الدكتوره صوفي براسيلت ومن المختبر الأوروبي للتحليل الطيفي غير الخطي بجامعة فلورنسا في إيطاليا تحت اشراف الدكتور فرانسيسكو بافوني كما تم تعيين شعبان باحثًا دائمًا في المركز القومي للبحوث في مصر.
وقال شعبان: تم تطوير هذه التقنية بدمج الميكروسكوب الضوئي الفلوريسيني بإحدى طرق الذكاء الاصطناعي وباستخدام هذه التقنية تمكنوا من مشاهدة و دراسة التفاعل الديناميكي داخل الخلية السرطانية.
وقبل هذا البحث ، اقتصر تصوير الجينوم على الخلايا المحنطة (الميتة) التي أعاقت مراقبة الجينوم وهو يعمل.
وكانت هناك عقبات فنية يجب معالجتها لدراسة ديناميات وبنية الجينوم بأكمله في الخلايا الحية وقدم هذا البحث تقنية جديدة تغلبت على العوائق التقنيه لمشاهدة الجينوم في الخلايا البشرية.
وفي 8 أكتوبر 2014، مُنحت جائزة نوبل في الكيمياء إلى إيريك بيتزيج وويليام مورنر وستيفان هيل، من أجل «تطور الميكروسكوب الفلوري فائق الدقة»، الذي يجلب «الميكروسكوب الضوئي إلى مقياس النانومتر», وهو نفس تخصص الدكتوراه لهيثم شعبان وهذا يوضح اهمية هذا التخصص العلمي على المجتمع وتطور العلوم المتعلقه بهذا التخصص.
وقام شعبان خلال دراسته للدكتوراه وابحاث ما بعد الكتوراه بتطوير وبناء العديد من المجاهر الضوئيه فائق الدقة والوضوح (هوالمصطلح الذي يجمع العديد من التقنيات، التي تسمح بالتقاط الصور بدقة أعلى من تلك التي يفرضها حد حيود الضوء) لدراسة الهياكل البيولوجية والبروتينات والجينوم (الماده الوراثيه) في الخلايا البشريه بدقة النانومتر. كما قام بنشر العديد من الابحاث في المجلات العلميه المرموقه.
وفي الوقت الحالي في المعهد الاتحادي السويسري للتكنولوجيا في لوزان يعمل هيثم شعبان كباحث مستقل بعد حصوله على تمويل لاجراء ابحاثه من الاتحاد الاوروبي على استخدام وتطوير هذه التكنولوجيا لدراسة التعبير الجيني للخلايا الجذعية الجنينية وعلاقتها بتنظيم الجينوم.