روجيه جارودي في أحد مؤلفاته: الإسلام أكثر شمولية من الأديان الأخرى
فى كتابه "الإسلام دين المستقبل" كتب المفكر الفرنسى المسلم روجيه جارودى: أظهر الإسلام شمولية كبرى فى استيعابه لسائر الديانات المختلفة ، فقد كان أكثر الأديان شمولية فى استقباله للناس الذين يؤمنون بالتوحيد وكان في قبوله لأتباع هذه الديانات في داره منفتحا على ثقافاتهم وحضاراتهم.
واضاف : المثير للدهشة أنه في إطار توجهات الإسلام استطاع العرب آنذاك ليس فقط إعطاء إمكانية تعايش تماذج لهذه الحضارات، بل أيضا إعطاء زخم قوي للايمان الجديد "الإسلام" فقد تمكن المسلمون في ذلك الوقت من تقبل معظم الحضارات والثقافات الكبرى في الشرق وأفريقيا والغرب وكانت هذه قوة كبيرة وعظيمة له، وأعتقد ان هذا الانفتاح هو الذي جعل الإسلام قويا ومنيعا.
والمفكر الفرنسى روجيه جارودى ولد فى مثل هذا اليوم عام 1913 ورحل عام 2012 ، ااعلن اسلامع فى يوليو 1982 فى المركز الاسلامى بجنيف .
وجاء اسلام جارودى نتيجة الدراسة والتأمل عشرات السنين بدأت حين كان اسيرا اثناء الحرب العالمية الثانية عام 1941 فى الجزائر من قبل النازية الالمانية ضمن اكثر من 500 اسير ، وحدث ان قام عدد كبير من الاسرى بتمرد وعصيان بسبب سوء المعاملة وعدم توفر الغذاء السليم فأمر قائد المعسكر حراسه بإصلاق النيران على المتمردين ، فرفض الحراس الامر وتعجب جاروديه ولم يفهم لماذا رفضوا اطاعة الامر وجاءته الترجمة من زميل له ان الحارس المسلم قال (ان شرف المحارب المسلم يمنعه من اطلاق النار على سجين أعزل ).
من هنا بدأ جارودى يفكر فى الاسلام وتعاليمه حتى توصل الى اعتناقه ، وحين وقعت مجازر صبرا وشاتيلا فى لبنان اصدر جارودى بيانا ندد فيه بالمجازر كما ندد بالاعتداءات الاسرائيلية على لبنان .
اقرا ايضا:
من عاصمة النور إلى عاصمة النار.. ماذا يجري؟!
فى بداية حياة جارودى البرتستانتى الديانة اعتنق الماركسية وآمن بالعدالة الاجتماعية حتى انه بعد اسلامه اتهمته الاوساط الاسلامية بتبنى مذاهب متعددة منها الماركسية مع الاسلام والمسيحية .فقاطع المنتديات الاسلامية العالمية الا انه ظل يدعو الى التعايشالسلمى بين الديانات المختلفة ـــ وما يطلق عليه الان بــ حوار الاديان .
وانتخب جارودى نائبا فى البرلمان الفرنسى وحصل على الدكتوراة فى نظرية المادية فى المعرفة ثم دكتوراة اخرى من جامعة موسكو عن الحرية عام 1954 .
يرى جارودى ان الحضارة الغربية بنيت على فهم خاطئ للانسان وان الغرب يدين بعصر النهضة للفتح الاسلامى حتى ان الفلسفة التى تم صياغتها بالشكل الذى كانت عليه فى اسبانيا الاسلامية "الاندلس" عملت على انتاج ارفع تصور عرفه الغرب عن الانسان .