رئيس التحرير
عصام كامل

التوتر الأمنى اللبنانى يثير تساؤلات العسكريين.."عبد القادر": حزب الله ينفذ أجندة التهديدات التى أطلقها بشار لإشعال المنطقة.. "حطيط": السوريون المعارضون لنظام الأسد يحاولون إرهاب اللبنانيين

العميد المتقاعد،
العميد المتقاعد، نزار عبد القادر

اتفق عميدان متقاعدان من الجيش اللبناني على أن الاشتباكات الأمنية المتنقلة بين المناطق اللبنانية، وعمليات إطلاق الصواريخ على بعض مناطق لبنان، تهدف إلى زعزعة الاستقرار الأمني الذي يتمتع به لبنان، لكنهما اختلافا حول الجهة المسئولة عن الأمر.


واعتبر العميد المتقاعد، نزار عبد القادر، أن "من يقف خلف الأحداث الأمنية المتنقلة في لبنان وعمليات إطلاق الصواريخ، هي جهة لبنانية لا تريد الخير للبنان وتنفذ أجندة التهديدات التي أطلقها رئيس النظام السوري (بشار الأسد) بإشعال المنطقة وتويترها أمنيا"، في إشارة ضمنية إلى حزب الله اللبناني، حليف الأسد.

ورأى عبد القادر، في تصريحات لمراسل "الأناضول"، أنه "لا فائدة من البحث عن هوية من يقف خلف هذه الأحداث، والأهم هو التركيز على منعها من تحقيق أهدافها في إثارة مخاوف الدول التي تهتم بالوضع اللبناني واستقراره، وإثارة مخاوف اللبنانيين وزعزعة الأمن اللبناني المستقر حتى اليوم إلى حد ما".

وعن دور حزب الله اللبناني في هذه الأحداث، قال إن "الحزب وبعد تدخله العسكري إلى جانب النظام السوري (ضد قوات المعارضة السورية) حوّل لبنان إلى جزء من مسرح العمليات السورية، لكن لبنان ما زال بعيدا نوعا ما عن الفتنة".

وختم عبد القادر بأن "هذه الأحداث الأمنية ستزيد الانقسام اللبناني الحالي، وتزيد من التشنج بين اللبنانيين عبر تعجيز القوى الأمنية والجيش اللبناني من خلال نقل هذه الأحداث من أقصى الشمال اللبناني إلى أقصى الجنوب، مرورا بالعاصمة بيروت وجبل لبنان".

فيما رأى العميد المتقاعد في الجيش اللبناني أمين حطيط، المقرب من حزب الله، أن "هذه الأحداث الأمنية هي أحداث طبيعية بعد هزيمة المسلحين (المعارضين) في منطقة القصير السورية على الحدود مع لبنان" قبل أكثر من أسبوعين.

وتابع حطيط، في تصريحات لمراسل "الأناضول"، أن "المسلحين (السوريين المعارضين لنظام الأسد) يحاولون تطبيق نظرية كرة النار المرتدة بافتعال أحداث أمنية في لبنان من أجل إرهاب اللبنانيين وزعزعة استقرارهم".

وأضاف أن "لبنان كان جسر عبور للمسلحين إلى سوريا قبل تحرير مدينة القصير.. وقد خسر لبنان هذا الدور بعد انهزام المسلحين في القصير، لكن معركة القصير لم تؤد إلى قتل كل المسلحين الذين كانوا يتحصنون فيها، إذ فر غالبيتهم إلى داخل الأراضي اللبنانية".

واتهم حطيط هؤلاء بـ"حمل ذهنية الانتقام والثأر من لبنان واللبنانيين، من خلال إرباك وزعزعة الوضع الأمني اللبناني الداخلي، خاصة أولئك الحاضنين للمقاومة التي شاركت في تحرير القصير"، في إشارة إلى مقاتلي حزب الله.

وأضاف أن "الصواريخ المتنقلة في المناطق اللبنانية لها هدف ثان غير زعزعة الأمن في لبنان، وهو الضغط على المقاومة لتنسحب من سوريا".

واعتبر أن هذه الصواريخ "لن تحقق هدفها إلا في حالات ثلاث، هي وجود توازن ميداني بين المقاومة ومناهضيها في لبنان، أو وجود مناطق ونقاط تماس ثابتة في الجغرافيا اللبنانية، أو سقوط الدولة اللبنانية وتفكك جيشها".

ورأى حطيط أن "هذه الاحتمالات الثلاثة غير واردة على الإطلاق، وبالتالي سيبوء مطلقو هذه الصواريخ بالفشل".

وعن طريقة تعامل حزب الله مع هذه الأحداث، قال إن "الحزب ليس بعجلة من أمره للرد على مثل هذه الاستفزازات؛ لأنه يتمتع بالقوة الكافية التي تحميه وترشده في طريقة الرد".

وكانت قيادة الجيش اللبناني قد أعلنت أن دورية تابعة لها عثرت أمس الجمعة في منطقة بلونة بجبل لبنان، على منصة مجهّزة بصاروخ من نوع غراد عيار 122 ملم، معدّ للإطلاق على ساعة توقيت، ومنصة أخرى تبين من التحقيقات أنها استُخدمت لإطلاق صاروخ من النوع نفسه، سقط في أحد الأودية.
الجريدة الرسمية