استمرت 10 سنوات ومات خلالها 120 ألف مصري.. 164 عاما على بداية حفر قناة السويس

راودت فكرة شق قناة بحرية تربط بين البحر الأحمر والبحر المتوسط سنوات طويلة منذ ما قبل الميلاد، وبعد الفتح الإسلامى فكر الفاتح عمرو بن العاص فى شق هذه القناة باسم قناة أمير المؤمنين، إلا أن المشروع لم يتم.

وبعد الثورة الفرنسية ومجيء الحملة الفرنسية على مصر فكر نابليون بونابرت فى حفر هذه القناة تربط بين الشرق والغرب فى إطار مشروع شامل لغزو مصر.

وبالبحث والدراسة توصلوا إلى أن البحر الأحمر أعلى من البحر المتوسط.

وفى عهد محمد على وافق للفرنسيين على شق قناة تربط بين البحرين بشرط حيادية القناة واستقلال مصر وأن تمول القناة كاملة من الخزانة المصرية، وجاءت مرحلة حاولت فرنسا التقرب إلى محمد على فأرسلت بعد ديبلوماسييها من أجل المشورة لمحمد على حتى إن الديبلوماسي ديليسبس جاء للإشراف على تربية ولى العهد محمد سعيد باشا وبمجرد أن تولى سعيد الحكم 1854 أقنعه ديليسبس بشق القناة، فما كان من سعيد باشا والى مصر إلا أن منحه امتياز حفر قناة السويس بموافقة الباب العالى.

وفى عام 1856 بدء حفر القناة برأسمال 200 مليون فرنك فرنسى موزعة على 400 ألف سهم قيمة السهم 500 فرنك واكتتبت فرنسا بنصف الأسهم 207 أسهم، واكتتب الخديو بــ 178 سهما وطرح باقى الأسهم فى الأسواق الدولية. ونص عقد اتفاق الشركة الفرنسية الشركة العالمية لقناة السويس منح مصر 15% فقط من الأرباح.

استمر حفر القناة أكثر عشر سنوات بإشراف المهندس الفرنسى فوزان بك كرئيس لشركة قناة السويس البحرية، ساهم فى الحفر عمال من كل مكان منهم 300 ألف عامل مصرى اقتيدوا جميعا من الفلاحين بالسخرة، مات منهم 120 ألفا بسبب الجوع والعطش ووباء الكوليرا.

وتم افتتاح قناة السويس عام 1869 فى عهد الخديو إسماعيل فى احتفالات مهيبة، ونظرا لسيرة الشركة الفرنسية على القناة حاولت تمديد حق امتياز قناة السويس لفرنسا 50 عاما أخرى، لكنها لم تفلح، وعندما وقعت مصر فى أزمة مالية بسبب بذخ إسماعيل فى حفلات افتتاح القناة عرض إسماعيل حصة مصر فى القناة للبيع واشترتها بريطانيا عام 1875 لتصبح هى وفرنسا صاحبة الحق فى القناة، إلى أن قامت ثورة يوليو 1952 وأعلن الرئيس جمال عبد الناصر تأميم قناة السويس شركة مساهمة مصرية فى 26 يوليو 1956.