4 أعوام على محاولة الانقلاب ضد أردوغان.. كيف تحول السلطان العثماني إلى ديكتاتور؟
في مثل هذا اليوم قبل أربعة أعوام وقعت محاولة الانقلاب العسكري في تركيا ضد الرئيس رجب طيب أردوغان، وهي المحاولة التي قلبت الأمور في أنقرة رأسًا على عقب، وجعلت أردوغان الذي ينصب نفسه سلطانًا عثمانيًا يتحول إلى ديكتاتور.
وجرى الانقلاب العسكري الذي فشل في تركيا من خلال مجموعة من ضباط القوات المسلحة التركية، وكان قد دبرها فصيل داخل القوات المسلحة التركية.
وأعلن مدبرو الانقلاب إنشاء مجلس السلم من أجل أن تكون الهيئة الحاكمة في البلد، من خلال بيان بث بعد سيطرتهم على قناة "تي آر تي" الرسمية التركية والذي تضمن حظر التجول في أنحاء البلاد وإغلاق المطارات.
وحسب المصادر العسكرية التركية فإن قائدي القوات الجوية والبرية هما من نفذا الانقلاب ضد الرئيس التركي أردوغان، وأن محرم كوسا وهو المستشار القانوني لرئيس الأركان هو من خطط للانقلاب.
تقييد الحريات
خلال السنوات الأربع التي مضت قام الرئيس التركي بالعديد من الأمور الخارجة عن بند الحريات وأجرى ما أسماه "حملات تطهير" لم تستثن أحدا.. هذا إلى جانب ممارسات عديدة شملت تقييد الحريات واحتكار السلطات وهناك أرقام تحدثت عن اعتقال أكثر من 75 ألف تركي على خلفية قضايا خاصة بالرأى والانقلاب الذي جرى في 2016.
قانون الطوارئ
كما ظلت تركيا رهن حالة الطوارئ من يوليو 2016 حتى يوليو 2018، ويقيد هذا القانون الحريات ويمنح السلطات التركية صلاحيات واسعة، مثل تمديد فترة الاعتقال وغيرها.
وكذلك أقر البرلمان التركي ما يعرف بـ "قانون مكافحة الإرهاب"، الذي يكرس عمليا بعض تدابير حالة الطوارئ، مثل حظر التجمعات العامة وتمديد الاعتقال دون محاكمة.
تصفية الخصوم
واستغل أردوغان هذا الانقلاب لتصفية الخصوم السياسيين الذين زج بهم في السجون التركية؛ ما دفع المنظمات الحقوقية للتنديد بأوضاع الحريات في تركيا وخاصة أن حزب أردوغان "الحرية والعدالة" مارس خلال الأعوام الأربعة الأخيرة أبشع أساليب قمع المعارضة.
صد محاولة الانقلاب
خلال محاول الانقلاب المذكورة دعا أردوغان في حديث له عبر مواقع التواصل الاجتماعي الناس للنزول إلى الشوارع لصد محاولة الانقلاب.
ووفقا لوكالة أنباء دوغان فإن قسما من الجنود أطلقوا النار على مجموعة من الأشخاص حاولوا عبور جسر البوسفور احتجاجا على محاولة الانقلاب مما أسفر عن وقوع إصابات، في حين سُمع دوي طلقات نارية قرب المطارات الرئيسية في أنقرة وإسطنبول. وفي مدينة أنقرة قصفت مروحية تابعة للانقلابيين مبنى البرلمان التركي.
في صباح السبت، كان أردوغان قد وصل إلى مطار إسطنبول، وأعلن عن إنهاء محاولة الانقلاب وتحدث بأن المتورطين سيعاقَبون بغض النظر عن المؤسسات التي ينتمون إليها.
وشهدت المدن التركية مظاهرات حاشدة دعما للحكومة الشرعية وللرئيس رجب طيب أردوغان، ورفضا لمحاولة الانقلاب.
وحسب مواقع تركية فقد تم عزل 34 من قيادات الجيش التركي، بينهم 5 جنرالات، واعتقل 754 عسكرياً لهم علاقة بمحاولة الانقلاب. وقتل نحو ستين شخصاً وعشرات الجرحى. وحسب النائب العام فإن 42 قتيلا سقطوا في أنقرة بينهم 12 شرطيا.
تستهدف الأمن القومي العربي.. أبو الغيط يحذر من تصرفات تركيا الأخيرة
لاقت محاولة الانقلاب رفضاً من قيادات حزبية وعسكرية وبرلمانية تركية، وكذلك رفض قائد القوات البحرية التركية الأميرال بوسطان أوغلو، وزعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال قلجدار أوغلي الذي قال بأن "تركيا عانت من الانقلابات، وأننا سندافع عن الديمقراطية".