طبول الحرب تدق في ليبيا.. فهل اقتربت المواجهة بين مصر و تركيا
فى ظل حشد الرئيس التركى رجب طيب أردوغان وحكومة الوفاق الوطنى المدعومة من قطر للميليشيات المسلحة والمرتزقة فى محيط مدينة سرت، أشار مراقبون إلى احتمالية اقتراب المواجهة بين مصر وتركيا.
التحركات التركية
أفادت شبكة «العربية» الإخبارية، بأن مهندسين عسكريين أتراك يتواجدون حاليًا بالقرب من محيط مدينة سرت الليبية.
كما ذكرت الشبكة الإخبارية، أن الجيش الوطنى الليبى رصد فجر اليوم الأربعاء طائرات مسيرة تركية صورت عددا من الأماكن القريبة من سرت، لافتة إلى أن مصر فتحت خط اتصال مباشر مع الجيش الوطنى الليبى والبرلمان الليبى لمتابعة تطورات الأحداث فى إطار الحفاظ على أمنها القومى.
وكان وزير الخارجية التركى مولود تشاووش أوجلو دعا أول أمس الإثنين، إلى ضرورة تسليم سرت والجفرة لحكومة الوفاق، مؤكدا أن الاستعداد لعملية عسكرية فى المنطقة ما زال مستمرا.
وزعم وزير الخارجية التركى أن الإعلان عن وقف إطلاق النار فى ليبيا الآن، لن يكون فى مصلحة حكومة الوفاق الليبية، مضيفا أن تسليم المدينتين لحكومة الوفاق شرط أساسى لوقف إطلاق النار والبدء بمحادثات سياسية.
التحركات المصرية
وكانت مصر أعلنت أنها لن تتوانى عن التدخل عسكريًا فى إطار حماية أمنها القومى، وحذر الرئيس السيسى فى الـ 20 من يونيو الماضى، بأن مدينتى سرت والجفرة يمثلان "خطا أحمر" بالنسبة لمصر، ولا يمكن المساس بهما أو تجاوزهما.
كما أجرت القوات المسلحة المصرية مؤخرا، مناورة "حسم 2020" على الحدود الغربية، وكان الغرض الرئيسى منها هو "القضاء على المرتزقة والإرهابيين على الحدود الليبية ".
ومع ذلك، وبالرغم من الغارات الجوية المجهولة التى استهدفت قاعدة الوطية العسكرية التى تسيطر عليها حكومة الوفاق ومرتزقة أردوغان، والتى أسفرت عن تدمير منظومة دفاعية تركية ومقتل عدد من العناصر العسكرية القيادية التركية، أعلنت أنقرة أنها لن تتراجع عن مهاجمة سرت والجفرة.
الجيش الليبى والبرلمان
وكان المتحدث الرسمى باسم الجيش الوطنى الليبى، اللواء أحمد المسمارى، أكد أمس الثلاثاء، أن الساعات المقبلة ستشهد معركة كبرى فى محيط سرت والجفرة، لافتا إلى التحركات الكبيرة لميليشيات الوفاق وتركيا فى محيط المدينتين.
من جهته، أعلن مدير التوجيه المعنوى فى الجيش الوطنى الليبى، العميد خالد المحجوب، أنه يحق لمصر التدخل فى ليبيا كونها الشريك الحقيقى فى الأمن، مضيفا أن الطبيعة الجغرافية لمنطقتى سرت والجفرة تجعل الهجوم عليها يتطلب غطاءً جويًا، وهذا يجعلها عملية معقدة جدًا بالنسبة للقوات التركية.
يأتى هذا بعد أن أعلن مجلس النواب الليبى، أنه أجاز لمصر التدخل عسكريًا فى ليبيا لحماية الأمن القومى للبلدين، مشددًا على أهمية تضافر جهود البلدين من أجل دحر المحتل التركى.
وقال البرلمان فى بيان: "للقوات المسلحة المصرية التدخل لحماية الأمن القومى الليبى والمصرى، إذا رأت أن هناك خطرًا داهمًا وشيكًا يطال أمن بلدينا".
ويرى المحللون والمراقبون أن خطر حدوث مواجهة عسكرية بين مصر وتركيا على الأراضى الليبية، بات ملموسا أكثر من أي وقت قد مضى.