رئيس التحرير
عصام كامل

محمد التابعي يصدر مجلة آخر ساعة بسلفة من بنك مصر

محمد التابعى
محمد التابعى

فى كتابه "من عشرة إلى عشرين" يروى الكاتب الصحفى مصطفى أمين قصة تمويل إصدار مجلة "آخر ساعة" على يد الكاتب الصحفى محمد التابعى ومصطفى وعلى أمين فكتب يقول: لم تسمح الحكومة للأستاذ محمد التابعى إصدار مجلة تحمل اسمًا ولما كان هناك إصرار منا على إصدار المجلة، اسـتأجر من الأستاذ محمد عفيفى شاهين مجلة سبق إصدارها اسمها "الطيارة" وفكرنا فى تغيير اسمها.

 

وبدأت الاقتراحات فأرسل على أمين من لندن يقترح اسم "الزعيم" ورفضته وزارة الداخلية ، واقترحت أنا اسم "الدستور" ورفضه الأستاذ محمد التابعى وكذلك اسم الجرئ ، الاستقلال ، وأخيرًا اقترحت اسم آخر ساعة فاشتراه منى الأستاذ محمد التابعى بخمسة مليمات مكافأة منه.


خرجت عشرات المحاولات للحصول على قرض أو سلفة لإصدار المجلة لكنها باءت بالفشل.. فقد كان البحث عن مائة جنيه فى تلك الأيام عملية شاقة ، وكان دفعه فى مشروع صحفى مخاطرة مجنونة.


كان أول من رفض إقراضنا هو صديقنا المطرب محمد عبد الوهاب ، وكان أصدقاؤنا ينصحوننا بالعدول عن فكرة إصدار المجلة ، ويضربون المثل بالمجلات التى حاولت أن تصدر ثم ماتت بعد شهور قليلة.


وكنا نقول إننا نستطيع أن نبدأ من حيث انتهى هؤلاء وأن نستفيد من تجاربهم ،وفجأة اتصل بى صديق لطلعت باشا حرب "مؤسس بنك مصر وشركاته" اسمه محمد فهمى الخضرى وأبلغنى أن طلعت حرب يريد أن يرانى.. فذهبت لمقابلته أنا والأستاذ التابعى فقال لنا: سمعت من أحمد عبد الوهاب وزير المالية أنكما تبحثان عن قرض مائة جنيه لإصدار مجلة فلماذا لم تفكرا فى بنك مصر يا أذكياء وأنا مؤمن أن مشروعكما سينجح.

 

محمد التابعى يكتب: ذكرى النكبة


وبالفعل طلب طلعت حرب باشا تليفونيا لطفى محمود سكرتير بنك مصر وطلب منه قرضا لنا وسط دهشتى أنا والأستاذ التابعى بمائة جنيه بدون ضمانات لانه كان لا يوجد من يضمنا على أن تقسط من ثمن الإعلانات التى ستنشرها المجلة الوليدة عن بنك مصر وشركاته.


وصدرت مجلة آخر ساعة فى 14 يوليو 1934 بسبب موقف نبيل من رجل الاقتصاد طلعت باشا حرب دون أن يعرف أحد أن رأس مال آخر ساعة من بنك مصر.

الجريدة الرسمية