رئيس التحرير
عصام كامل

هل يجوز البحث عن المشقة فى الحج طمعا فى الثواب

الدكتور عباس شومان
الدكتور عباس شومان


كانت فريضة الحج قديما فريضة شاقة لها أعباء وتكاليف لا يستطيعها إلا القليلون، فكان يترتب عليها كثير من المشاق فى الأموال والأبدان ويتحمل الحاج الكثير من الأخطار بالسفر مشيا على الأقدام أو بالجمال فى طرق صحراوية وعرة تحت الشمس الحارقة.


أما الآن فأصبح الحج إلى بيت الله الحرام فيه يسر وأصبح السفر بالطائرات والبواخر والسيارات بالإضافة إلى الوسائل المتاحة فى الحج تيسيرا على المرضى وكبار السن وذوى الاحتياجات الخاصة وقد أجمع العلماء على أن أى مشقة فى العبادات يكون ثوابها على قدر مشقتها.. لكن هذه المشقة لا تغنى عن الإخلاص فى أداء العبادات رغم أن المشقة ترفع قيمة الأعمال فقال رسول الله "أجرك على قدر نصبك " أى تعبك ومشقتك، فهل زيادة المشقة بل اصطناعها يزيد من ثواب الحج؟


وأجاب الدكتور عباس شومان فقاول: إن الثواب فى أى عمل يستهدف به التقرب إلى الله بإقامة الشعائر فهو على قدر المشقة التى يقوم بها العبد، لكن فى نفس الوقت أمرنا الله فى كتابه العزيز بألا نلقى بأنفسنا فى التهلكة فى سبيل تأدية أى مشاعر، أى أنه لا داعى لتعذيب النفس، وأن يؤدى المسلم شعائر الحج بما يستطيعه دون مشقة أكثر من اللازم.


فمثلا إذا كان الحاج قادرا على الطواف على قدميه فلا داعى للركوب حتى وإن كان فى هذا الطواف على قدميه بعض المشقة فليتحملها الفرد فى سبيل التقرب إلى الله عز وجل.

 

أما إذا كان الإنسان مريضا وأن هذه المشقة تضره أو تؤذى حياته وبالتالى فمرض الإنسان هنا رخصة له لاستخدامه وسيلة فى تأدية المشاعر، لأن المشقة ليست مطلوبة بقدر تأدية فرائض الله كما شرعها الله والحج كله تعب ومشقة، وإذا كان الحاج فى صحة جيدة فليقم بأداء الشعائر بنفسه وبدون استخدام وسيلة خاصة فى الطواف والسعى ورمى الجمرات مع الإشارة إلى أن الأجر على قدر المشقة، لكن ليس هذا معناه أن يقتل الإنسان نفسه فى سبيل تأدية مشاعر الحج المطلوبة.

 

ما الفرق بين "مكة" و "بكة" ومتى فرض الحج؟

 

والأجران للحاج كاملا إذا أدى الفرائض كما شرعها الله وفرضها سواء أداها بنفسه أو بوسيلة فالثواب عند الله المهم هو تجنب الأشياء والسلوكيات التى تضر بالعبادة.


الجريدة الرسمية