رئيس التحرير
عصام كامل

"لا صوت يعلو فوق الانضباط".. محمود رضا يرفض تأجيل رفع الستار بسبب أحد الرؤساء

محمود رضا
محمود رضا

لم يكن الفنان الكبير محمود رضا و الذى رحل عن عالمنا اليوم الجمعة عن عمر يناهز 90 عاما ، بنفس الرقة التى يظهر بها على الشاشة الصغيرة أثناء تدريب فرقته الشهيرة خلف الكواليس، فكان مؤمنا بأن " لا صوت يعلو فوق صوت الانضباط " . 

وضع الفنان محمود رضا فى بداية تأسيس فرقة رضا سيستما صارما فى إدارة الفرقة،وكان هذا هو السبب الأول لنجاحها وأحد أسرار تألقها، فالقواعد التى أرساها لم تكن أقل كفاءة من الموجودة فى أنجح الفرق العالمية.



 
وكما تقول الفنانة فريدة فهمى الراقصة الأولى للفرقة فى أوراقها الخاصة التى نشرتها مجلة سيدتى عام 2005 : " أذكر مثلا أن موعد البروفة اليومية للفرقة كان مقدسا عندما تدق الساعة السادسة يكون جميع أفراد الفرقة بلا استثناء حاضرين وجاهزين، وفى السادسة وخمس دقائق تغلق الأبواب فى صالة التدريب ولا يسمح لأحد بالدخول أيا من كان والمتأخرون يوقع عليهم عقابا فوريا صارما، ولذلك كنت ترانا من أصغرنا إلى أكبرنا موجود فى صالة التدريب قبل الموعد خوفا من صرامة محمود رضا فى النظام " . 




و أشارت فريدة فهمى إلى أن محمود رضا كان لا يعرف معنى كلمة استثناء و لم يفرق بين نجم أو فنان مبتدئ فالقواعد تفرض على الجميع، قائلة: " لم تكن هناك استثناءات لنجمة الفرقة ولا نجمها ولا حتى مخرج الفرقة، وهذا الانضباط الصارم لمحمود رضا كان يمتد إلى حفلاتنا وعروضنا فالستارة لابد أن ترفع فى تمام الساعة التاسعة دون تأخير دقيقة واحدة، وكان محمود رضا هو الأسبق من دار الأوبرا فى تطبيق اللائحة التى تمنع المتفرج المتأخر من حضور العرض ودخول المسرح بعد بدء العرض ولا يسمح بالدخول إلا فى الفاصل الاول.


وظل هذ الانضباط الصارم مطبقا بشدة طيلة السنوات التى كان فيها محمود رضا مسئولا عن الفرقة إلى أن تدخلت البيروقراطية وأزاحته عن المسئولية فكان السقوط والانهيار للفرقة ".




و تحكى الفنانة فريدة فهمى بأن محمود رضا فى العمل كان لا يعرف أبوه قائلة " حدث أن جاء رئيس إفريقى كبير فى زيارة رسمية لمصر، وكان فى برنامج الزيارة أن يشاهد الزعيم الإفريقى عرضا لفرقة رضا فى مسرح البالون، وجرى إبلاغ الفرقة من الرئاسة لتكون فى كامل استعدادها.


وتأخر الزعيم الإفريقى عن الحضور للمسرح وهنا أصدر محمود رضا أمرا ببدء الحفل في موعده، وقرر رفع الستار فى التاسعة تماما، ورفض أن ينتظر وصول الضيف الكبير الذى يقام الحفل على شرفه ، أو أن يكسر النظام الصارم الذى وضعه للفرقة وعروضها منذ أول يوم فى عملها حتى ولو من أجل رئيس أو ملك.


وقرر محمود رضا أن يتحمل المسئولية حتى لو تسبب قراره فى أزمة سياسية لإيمانه بأن الانضباط هو سر النجاح.

الجريدة الرسمية