شركات طبية ومعامل خاصة تدير «مافيا كورونا».. «مسحات المنازل» بـ5 آلاف جنيه.. و3600 جنيه فاتورة «تحاليل الفيروس»
«ما بين الرعب من الإصابة والرغبة في الاطمئنان أنهم لا يزالون خارج نطاق الفيروس» وجدت بعض الشركات الخاصة فرصتها الذهبية لاستغلال أزمة انتشار وتفشى فيروس كورونا المستجد (كوفيد – 19) وتحقيق مكاسب خيالية، بعدما أعلنت هذه الشركات – ومنها كيانات طبية – عن عملها كـ«وسيط» بين المواطنين الراغبين في إجراء مسحات وتحاليل «كورونا» والمعامل الخاصة، وأعلنت عن «خط ساخن» للتواصل وأخذ بيانات المواطنين والذهاب إلى منازلهم وتحصيل مبالغ بدون ايصالات.
مافيا المعامل
«فيتو» تواصلت مع عدد من المعامل الخاصة والشركات الطبية التي أعلنت أنه يمكنها سحب عينات من المنازل لإجراء pcr للكشف عن فيروس كورونا، ووفقًا للمعلومات التي تم تقديمها، اتضح أن هذه الشركات تقدم خدماتها والتي تشمل سحب مسحة فيروس كورونا بـ ٣٦٠٠ جنيه.
ويحصل المريض على شهادة معتمدة من وزارة الصحة تقدم للجهات الحكومية لإثبات عدم الإصابة بفيروس كورونا، كما توفر خدمة سحب المسحة وإجراء التحليل بـ ١٨٠٠ جنيه بدون شهادة معتمدة وبدون تقرير طبي، وإبلاغ نتيجة التحليل بالتليفون وتظهر النتيجة من ٤٨ إلى ٧٢ ساعة، كما يتم تحصيل المبلغ تكلفة التحليل وقت سحب المسحة من المنزل دون إيصال وفقا لموظف خدمة العملاء الذي يرد على استفسارات المتصلين.
على الجانب الآخر كشف مصدر مسئول في وزارة الصحة، أنه لم يتم منح تراخيص لأى معامل خاصة أو شركات طبية لسحب مسحات للكشف عن فيروس كورونا من المنازل، وأن خدمة سحب مسحات فيروس كورونا أصبحت متوفرة في جميع المستشفيات الحكومية العامة والمركزية مجانًا.
التصاريح
من جهتها قالت الدكتورة مها جعفر، أستاذ التحاليل والباثولوجيا الإكلينيكية، جامعة القاهرة، عضو الجمعية المصرية للطب المعملي: وزارة الصحة لم تصرح لأى معمل خاص بإجراء مسحات pcr لفيروس كورونا، والمعامل الخاصة التي تعلن عن إجراء تحليل الـ pcr لا نعرف من يراجع العينات ونتائجها وكيف يتم سحب المسحات وفقا للقواعد الصحيحة لسحبها.
وأضافت: يتم الترويج من سلسلة معامل مستجدة في مجال التحاليل الطبية، وما يحدث من قبل بعض المعامل الخاصة ما هو إلا استغلال لقلق وخوف المواطنين وإجراء التحاليل الخاصة بالفيروس بأسعار ومبالغ خيالية تصل إلى ٥ آلاف جنيه دون تسليم نتائج المسحات للتهرب من تعليمات وقرارات وزارة الصحة، مع الأخذ في الاعتبار أن نسبة حساسية المسحات لا تتعدي 70%، وحاليا لم تعد المسحات الوسيلة الوحيدة للتشخيص بل مع ظهور الأعراض وإجراء تحاليل الدم وأشعة مقطعية يمكن تحديد المرض والتعامل معه على أنه كورونا.
وبشكل عام الأماكن الخاصة هذه تستهدف الطبقات الاجتماعية الغنية وتروج للخدمة في مناطق الشيخ زايد وأمام الجامعة الأمريكية، ويتم جمع آلاف العينات يوميا فكيف تؤخذ وكيف نضمن سلامة سحب العينة ومن يراجع النتائج.
وفي نفس السياق قال محمود فؤاد، مدير المركز المصري للحق في الدواء: هناك كثير من المعامل الخاصة في غالبية المناطق تجري تحاليل فيروس كورونا سواء pcr أو أجساما مضادة بأسعار متفاوتة بجانب شركات خاصة تروج لنفسها كوسيط بين المواطنين والمعامل وتسحب العينات من المنازل أو أماكن عملهم وإرسالها للمعامل نظير الحصول على نسبة من التكلفة المالية، وهل يجوز للشركات الخاصة أن تضع يدها على البيانات الطبية للمصريين خاصة العينات دون معرفة مصيرها وكيف تستخدم؟
معامل وزارة الصحة
وأضاف «فؤاد»: وزارة الصحة يجب أن تكثف الرقابة على تلك المعامل وعمل قاعدة بيانات لكل المعامل التي تجري تحاليل فيروس كورونا وتحديد من يعمل بها وما إذا كانت تطبق طرق مكافحة العدوى أم لا؟ وهل الفرق التي تسحب العينات مدربة ومؤهلة وكيفية تأمين وصول العينات إلى المعامل وكيفية ضمان عدم حدوث عدوي.
كما أن الوسيط الذي يأخذ العينة ويرسلها إلى معمل آخر فيها نسبة خطا تتعدي ال ٥٠% سواء في العينة وطريقة سحبها أو النتيجة كما يجب على المعامل التي تروج لنفسها بأنها معتمدة عليها أن تقدم مستندات تفيد بأنها معتمدة.
ووزارة الصحة لديها تخوف من فتح الباب للمعامل الخاصة لمنع زيادة الإصابات والحاجة إلى أماكن زيادة للعزل للإصابات وحدوث تكالب على الخدمة، كما أوضح أن تقديم خدمات المسحات وتحليل pcr في معامل وشركات خاصة واطلاعهم على أعداد وأسماء المصابين غير قانوني ولا يجوز لأى شركة خاصة أن تجمع بيانات المواطنين.
نقلًا عن العدد الورقي...