رئيس التحرير
عصام كامل

أنيس منصور يكتب: هى صانعة الحياة

أنيس منصور
أنيس منصور

المرأة هى الأم، ومن أجل أن تكون أما فإنها تختار أقوى الرجال، ولأن تبقى الأبوة طويلة يجب أن تدفع الرجل إلى حبها .. فى الارتباط بها والحرص عليها والدفاع عنها والتضحية من أجلها.


ويضيف الكاتب الصحفى أنيس منصور فى كتابه "معنى الكلام" فيقول:

 

ولأن المرأة شديدة القلق ، لا تعرف الأمان، لأنها ضعيفة، ولأن فترات مرضها طويلة فلا بد أن يكون فى حمايتها هى وصغارها من هو قوى قادر على العطاء ..وكان لابد ان تتأكد لها هذه العلاقة الضرورية فكانت قوانين الزواج التى تضعها الدولة والمجتمع والدين.


نعم، ولكن الأمومة هى مالا نهاية من العطاء والحماية والتربية من أجل استمرار الحياة .. حياة المرأة ،وحياة الرجل والمجتمع وبناء الحضارة.


فالمرأة تنفرد بالأمومة، أعظم وأروع شكل من أشكال الإبداع، إنها الموهبة الفريدة التى تقدر عليها المرأة ولا يستطيعها الرجل.. إنه أروع وأعظم فارق بين الاثنين.


لكن السؤال من حين إلى حين عن: أيهما أعظم ، أيهما أقدر ، أيهما أكثر عطاء، أيهما أعمق تضحية المرأة أو الرجل، هذا السؤال معناه أن المرأة لا تزال تحب أن تلعب دور التضحية وأن الرجل هو المعتدى، هو القاتل.


لكن يجب ألا ننخدع بهذا الدور فالمرأة لا تكره أن تلعب هذا الدور لأنها تحب أن تكون الضحية الضعيفة المثيرة للشفقة، فإذا حدث أن المرأة تحب أن تنظر من وراء الدموع فالدموع لا تدل على أنها بالغة الألم شديدة الحزن، وإنما الدموع هى نشاط زائد فى غددها الدمعية ، فالمرأة هنا تكون فى تمام قدرتها على الملاحظة وهى تبكى.


لكن الرجل إذا بكى انسدت الدنيا أمامه، قامت الدموع بدور الطوفان وبهدم البيوت وتطيل الحياة، وهى ليست كذلك عند المرأة.

 

"أنيس منصور ورجاء حجاج .. حب حتى آخر العمر"
إن ظهور المرأة بالضعف أو التظاهر يقوى قدرتها التفاوضية، والرجال يضيقون بدموع المرأة لأنهم لا يعرفون أن الدموع لا تعنى شيئا خطيرا بل إن الدموع تؤكد لنا خطأ تربويا هاما وهى أن الدموع للمرأة والرجل لا يبكى.


والمرأة حينما تبكى تفرج عن نفسها والرجل لا يصح أن يبكى بل يكبت نفسه لذلك تستريح المرأة بالدموع والرجل يموت.


الحزن يقتل الرجل ولكنه لا يقتل المرأة والبيت من صنع الرجل للمرأة وأولادها. 


الجريدة الرسمية