رئيس التحرير
عصام كامل

"مقدسي" يهدم منزله بيده تفاديا لأجرة البلدية الإسرائيلية

هدم منزل -صورة أرشيفية
هدم منزل -صورة أرشيفية

شرع المقدسي منذر حجازي، ظهر اليوم السبت، بهدم بيته في حي "الشيخ لولو" بالبلدة القديمة في القدس، بعد أن أصدرت محكمة البلدية الإسرائيلية هناك أمرا بهدم البيت في موعد أقصاه 27 يونيو الجاري.


وساعد العديد من شباب البلدة القديمة بالقدس الشرقية المحتلة، آل حجازي، في هدم البيت اليوم، ليوفروا عليهم دفع أجرة الهدم للبلدية الإسرائيلية في القدس، التي تمنع المقدسيين من البناء وتفرض ضرائب باهظة وإجراءات تستغرق سنوات طويلة لإصدار تراخيص البناء، الأمر الذي يدفع الفلسطينيين من أهل القدس للبناء دون إذن السلطات الإسرائيلية.

وخلال هدم البيت، قال منذر حجازي لمراسل الأناضول: "أقوم بهدم بيتي بيدي، بعد أن جاءني أمر من البلدية الإسرائيلية، هذا البيت بنيته عام 2000 وبعد عام حضرت البلدية وأخطرتني بسبب البناء بدون رخصة، وعقدت لي محكمة حكمت على بدفع 36 ألف شيكل ما يعادل عشرة آلاف دولار وقمت بدفع المخالفة كاملة".

وتابع قصته قائلا: "فوجئت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي باستلام أمر هدم للبيت من بلدية القدس، وفي 27 مايو/آيار الماضي، كانت هناك جلسة محكمة ضدي لهدم البيت وقرروا هدم البيت قبل 27 من الشهر الجاري، فقررت أن أهدم بيتي بيدي، كي لا أدفع أموالا أضافية للبلدية كأجرة عمال لهدم البيت".

وأضاف حجازي: "نحن نعيش في هذا البيت 8 أشخاص، ومساحته 55 مترا مربعا، والآن أخليت بيتي بالطابق الثالث، وأسكن في بيت للعائلة، في الطابق الثاني حتى افكر في حل لأسرتي".

وعبر حجازي عن ألمه بقوله: "كل المقدسيين مستهدفون من السلطات الإسرائيلية ولست أنا فقط، والحمد لله هذا قدر الله علينا، ونحن هنا ولن نغادر، الله وحده يعلم بحالي كيف أهدم البيت الذي بنيته بيدي قبل 13 عاما، هذه مشكلة كبيرة جدا، ومن كثرة ما تحدثت أصبحت متعبا نفسيا من كثرة الحديث عن أن أرى بيتي يهدم أمامي بيدي، فقد أعطونا فرصة شهر لهدم البيت وتنظيف الموقع وتصويره ولم يتبق لدي إلا خمسة أيام".

ناصر قوس مدير نادي الأسير في مدينة القدس وأحد سكان البلدة القديمة، كان اليوم يساعد حجازي في هدم بيته، وقال لمراسل الأناضول: "بدلا من أن نبني بلدنا ونعمر نقوم اليوم بهدم بيت جارنا لنساعده في عدم دفع تكاليف الهدم لبلدية الاحتلال، الاحتلال الإسرائيلي يحاول تفريغ مدينة القدس من أهلها ويطردهم ويضع مكانهم سكانا يهود".

وأضاف ناصر قوس: "أطالب الأمتين العربية والإسلامية، والسلطة الفلسطينية بدعم المواطن المقدسي دائما، فهو بحاجة لدعم مادي ومعنوي، وأن يقف كل الشرفاء مع المقدسيين، فنحن هنا كمقدسيين ندفع الثمن، والثمن اليوم هو أن نهدم بيتونا بأيدينا، ويجب على العالم العربي والإسلامي أن يؤمن الدعم اللازم ماديا ومعنويا من أجل الصمود في القدس، نحن نقول لكم: إننا لا نعدكم نصرا في مدينة القدس، ولكن نعدكم صمودا، سنصمد وسنواصل الصمود حتى زوال الاحتلال".
الجريدة الرسمية