قمة "مصرية – إريترية" بالقاهرة.. السيسي وأفورقي يبحثان تطورات الأوضاع الإقليمية.. وقضايا منطقة القرن الأفريقي والبحر الأحمر "الأبرز"
أكد السفير بسام راضي المتحدث باسم رئاسة الجمهورية أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يستقبل صباح اليوم بقصر الاتحادية الرئيس الإريتري اسياس افورقي الذي يحل ضيفاً على مصر في زيارة عمل لمدة ثلاثة أيام.
وأضاف راضي أنه من المنتظر عقد جلسة مباحثات رئاسية مشتركة بحضور وفدي البلدين لمناقشة وتبادل الرؤى حول تطورات الأوضاع الإقليمية خاصة في منطقة القرن الأفريقي والبحر الأحمر، فضلاً عن بحث موضوعات التعاون الثنائي بين الجانبين في إطار العلاقات المتميزة التي تجمع مصر وإريتريا.
أبرز الملفات المشتركة
ومن المقرر تأكيد اهتمام مصر بترسيخ التعاون الاستراتيجي مع إريتريا في شتي المجالات، وإرساء شراكة مستدامة بين البلدين، في ضوء العلاقات التاريخية المتميزة التي تجمع بينهما وأهمية المضي قدماً في تنفيذ مشروعات التعاون بالقطاعات المختلفة، ومنها الزراعة والكهرباء والصحة والتجارة، وكذا في قطاع الثروة الحيوانية والسمكية التي تمتاز بها إرتريا، فضلاً عن مواصلة برامج الدعم الفني المقدمة من خلال الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية.
ومن المقرر بحث تعزيز التعاون القائم بين البلدين، في إطار المحافل والمنظمات الدولية وأهمية زيادة التنسيق والتشاور بين الجانبين إزاء الأوضاع والقضايا المتعلقة بالمنطقة، في إطار العمل على إحلال السلام والاستقرار والتصدي للتحديات المشتركة، وفى مقدمتها خطر الإرهاب.
كما من المقرر التأكيد على اعتزاز إريتريا بما يربطها بمصر من علاقات تاريخية ممتدة وتعاون استراتيجي والإشادة بدور مصر الريادي بالمنطقة وحرصها على تحقيق التنمية والأمن والاستقرار بالقارة الأفريقية والتطلع لتكثيف التعاون الثنائي مع مصر في مختلف المجالات بما يحقق مصلحة الشعبين الشقيقين، والعمل على تفعيل المشروعات المشتركة بين البلدين بالقطاعات المتنوعة.
ومن المقرر أيضا بحث تكثيف التشاور والتنسيق مع مصر حول مختلف القضايا والتطورات الإقليمية والدولية والعمل على مواجهة التحديات القائمة فضلا عن بحث تعزيز العلاقات المصرية- الإرترية في مختلف المجالات التنموية والأمنية و تبادل زيارات الوفود بهدف تفعيل أطر التعاون القائمة وتنفيذ المشروعات المشتركة.
كما من المقرر التوافق على الاستمرار في التنسيق المكثف بينهما إزاء كافة الموضوعات المتعلقة بالوضع الإقليمي الراهن، سعياً لتدعيم الأمن والاستقرار بالمنطقة، خاصةً في ضوء أهمية منطقة القرن الأفريقي ودور إرتريا بها وما لذلك من انعكاسات على أمن البحر الأحمر ومنطقة باب المندب
وجاءت أبرز المعلومات عن العلاقات المصرية الإريترية كالتالي:
1 - تعد العلاقات بين مصر وإريتريا من أكثر العلاقات تميزا ويمكن وصفها بالعلاقات الأخوية المبنية على الاحترام المتبادل، واتسمت العلاقات المصرية الإريترية بدرجة عالية من التميز على مر التاريخ وبدأ ذلك من ما قبل استقلال إريتريا عام 1991، حيث جاءت التحركات المصرية لتعكس اعترافًا بإريتريا ككيان منفصل عن الكيان الإثيوبي آنذاك.
2 - ترتبط مصر بعلاقات تاريخية مع إريتريا، وكان لمصر الدور الأكبر في دعم وتأييد الثورة الإريترية حتى إنجاز مشروع الاستقلال الوطني الإريتري، وكانت مأوى للاجئين من الزعماء الوطنيين إدريس محمد آدم، إبراهيم سلطان وقبلة للطلاب، وظلت طيلة فترة الكفاح المسلح علي علاقات متينة مع فصائل الثورة الإريترية، وبعد التحرير ساهمت في تكاليف الاستفتاء.
وقامت مصر بزيارة رسمية لإريتريا للتهنئة بإعلان الاستقلال وإرساء أسس قوية لتطوير العلاقة المستقبلية وتنمية التعاون بين البلدين في كافة المجالات.. كما ترتبط الدولتان بعلاقات قوية عبر بعض الآليات التي تضمهما ودول أخرى ومن تلك الآليات جامعة الدول العربية، والكوميسا ومنظمة حوض النيل.
3 - يتشارك شعب مصر طبيعة أبناء إريتريا فى العديد من التقاليد والعادات الموروثة، والتى تؤكد فيما بينها عمق هذه العلاقات التى تقترب من نحو أكثر من 300 عاماً عندما بدأت جولات الملوك الفراعنة المصريين فى البحر الأحمر، ووصلت القوافل التجارة المصرية إلى هذا الشاطئ الإريترى وبعده إلى جيبوتي والصومال خلال العصور الماضية.
4 - كان لمصر اهتمام ملحوظ بالقضية الإريترية بدءًا من الأربعينيات فى القرن الماضي وتبلور ذلك فى اتخاذ القاهرة مقرًا لتأسيس جبهة التحرير الإريترية فى يوليو 1960، ومن قبل كانت قد افتتحت إذاعة لقادة الثورة عام 1954 بالقاهرة ليكون منبرا لإثارة الروح الوطنية بين الإريتريين، وبعد انطلاق الثورة كانت مصر من أوائل البلدان التي ساندتها وقدمت لها مختلف أنواع الدعم السياسي والمادي والتعليمي، حيث قدمت مصر وإلى الآن العديد من المنح الدراسية والجامعية للإريتريين المتواجدين واللاجئين على أرض مصر.
كما أيدت مصر فى منتصف السبعينيات فكرة الحكم الذاتي فى إطار اتحاد فيدرإلى مع إثيوبيا، وعقب زيارة أسياسي أفورقي أمين عام الحكومة الإريترية ( آنذاك ) للقاهرة عام 1991 رحبت مصر بإقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين ليكون هناك قناة شرعية بين القاهرة وأسمرة.
5 - كانت للدبلوماسية المصرية دورٌ بارزٌ عندما نشأ النزاع بين إريتريا وإثيوبيا (1998-2000) فقد سعت مصر حثيثًا فى جهود السلام بين البلدين وحرصت على وحدة الصف الأفريقي انطلاقا من أنها رئيس لمنظمة الوحدة الأفريقية حينذاك.
6 - كما اتسمت العلاقات المصرية الإريترية بدرجة عالية من التميز على مر التاريخ، وبدأ ذلك من ما قبل استقلال إريتريا عام 1991، حيث جاءت التحركات المصرية لتعكس اعترافاً بإريتريا ككيان منفصل عن الكيان الإثيوبى آنذاك، الأمر الذى عكسه ما يلى:
• تكوين كيان طلابى إريترى بالقاهرة عام 1955 تحت اسم (الجمعية الخيرية لأبناء إريتريا).
• إنشاء النادى الإريترى بالقاهرة عام 1964.
• المنح الدراسية التى قدمتها وزارة التعليم العالى المصرية للطلاب الإريتريين منفصلة عن الطلاب الإثيوبيين قبل عام 1993.
• عقب استقلال إريتريا فى 24 مايو 1991 كانت مصر من أولى الدول التى أقامت علاقات سياسية ودبلوماسية مع إريتريا حيث قامت بفتح سفارة فى نفس عام الاستفتاء على الاستقلال 1993.
• تُعد العلاقة بين البلدين من أكثر العلاقات تميزاً ويمكن وصفها بالعلاقات الأخوية المبنية على الاحترام المتبادل.
7 - قام الرئيس الإريترى إسياس أفورقى بالعديد من الزيارات لمصر منذ استقلال دولة إريتريا كان آخرها زيارته فى يونيو 2019.
كما أشادت مصر بالموقف الإريتري الداعم لثورة 30 يونيو، وهو الدعم الذي تبلور على مستوى الاتحاد الإفريقي، ولاسيما في مجلس السلم والأمن الإفريقي.
8 - تقدم مصر الكثير من المساعدات للدول الإفريقية من خلال الصندوق المصري للتعاون الفني مع أفريقيا ومنها إريتريا ، ويقوم الصندوق المصري للتعاون الفني بإعداد دورات خاصة لدولة إريتريا في مجال الزراعة و" سبل الري الموفرة والزراعات الأقل استهلاكاً للمياه " ، وذلك تفعيلاً للدور المصري في بناء الكوادر الإريترية .
9 - قام وفد مصري فني من وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي فى مايو 2016 بزيارة لإريتريا لبحث سبل تعزيز التعاون الزراعي المشترك وإمكانية إقامة مزرعة نموذجية مشتركة فى إريتريا والتباحث بشأن توقيع مذكرة تفاهم للتعاون المشترك فى كافة مجالات البحوث والتدريب وتطوير المحاصيل الزراعية والدواجن.
10 - ارتفع حجم التبادل التجارى بين مصر وإريتريا ، ليسجل 119.05 مليون دولار خلال 2018، مقابل 104.8 مليون خلال 2017، وفق تقرير صادر عن إدارة الدول والمنظمات الإفريقية ووحدة الكوميسا بجهاز التمثيل التجارى.
ولفت التقرير، إلى ارتفاع الصادرات المصرية إلى إريتريا؛ لتسجل 116.99 مليون دولار خلال 2018، مقابل 103.43 مليون خلال 2017.
وذكر التقرير أن الواردات المصرية من إريتريا ارتفعت أيضًا لتسجل 2.05 مليون دولار خلال 2018، مقابل 1.4 مليون دولار خلال 2017.
وتقدر نسبة السلع المصرية الموجودة بالسوق الإريترى "بصفة ثابتة" بنحو 10% من إجمالى السلع (تبلغ أحياناً نسبة السلع المصرية 60%). لا سيما مع القبول الذى تتمتع به السلع المصرية على مستوى المواطن الإريترى فضلاً عن سمعتها الطيبة.
وتعد آلية إقامة معارض المنتجات المصرية هى الآلية الأكثر أهمية فى عملية التبادل التجارى، هناك عدة مؤشرات إيجابية لإمكانية تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية المصرية الإريترية، تتمثل أهم مؤشراتها فى المحادثات القائمة لبدء التعاون فى المجالات التالية :
• التعدين والطاقة والذى يضم شبكة الربط الكهربائى بدولة إريتريا.
• حفر الآبار ومشروعات إنشاء السدود وتخزين مياه الأمطار، واستخدام تكنولوجيا الصوبات الزراعية فى الزراعات.
• جذب الاستثمارات المصرية فى مجال التصنيع الدوائى بدولة إريتريا.
• عقد لقاءات مستمرة للمستثمرين المصريين والإريتريين.
• التعاون فى مجال المصايد وصيد الأسماك.
• المجال الطبى والعلاجي.
• الطيران المدني.
زيارات رئيس إريتريا لمصر
في سبتمبر 2014 زار الرئيس أسياس أفورقي رئيس دولة إريتريا مصر، على رأس وفد ضم عثمان صالح وزير الشئون الخارجية، ويماني جبرياب مستشار الرئيس الاريتري، والأمين حسن سكرتير الرئيس الإريتري للمعلومات، استقبل الوفد الرئيس عبد الفتاح السيسي، مشيدا بالموقف الإريتري الداعم لثورة 30 يونيو، وهو الدعم الذي تبلور على مستوى الاتحاد الإفريقي، ولاسيما في مجلس السلم والأمن الإفريقي.
واستعرض الجانبان تطورات الأوضاع في القارة الأفريقية، لا سيما فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب والفكر المتطرف والقرصنة، حيث اتفقت رؤى الرئيسين السيسي وأفورقي على ضرورة تدعيم التعاون والتنسيق بين الدول الأفريقية في هذا الصدد، وبما يحقق السلم والأمن والاستقرار بالقارة الأفريقية.
وفي نوفمبر 2016 زار أسياس أفورقي رئيس إريتريا مصر، استقبله الرئيس عبد الفتاح السيسى.
وبحثَ الجانبان سبل تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، حيث تم الاتفاق على تبادل زيارات الوفود بهدف تحديد المجالات التي سيتم تطوير التعاون بها وتنفيذ مشروعات مشتركة، وذلك تحضيراً لعقد اللجنة المشتركة بين البلدين. كما شهد اللقاء تباحثاً حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث اتفق الجانبان على الاستمرار في التنسيق المكثف بينهما في إطار المحافل والمنظمات الدولية.
وفي يناير 2018 زار أسياس أفورقي رئيس إريتريا مصر، استقبله الرئيس عبد الفتاح السيسى. بحثَ الجانبان سُبل تعزيز العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات التنموية والأمنية، حيث تم الاتفاق على تبادل زيارات الوفود بهدف تفعيل أطر التعاون القائمة وتنفيذ المشروعات المشتركة.
كما بحثا المستجدات والتطورات الإقليمية، حيث اتفق الجانبان على الاستمرار في التنسيق المكثف بينهما إزاء كافة الموضوعات المتعلقة بالوضع الإقليمي الراهن سعياً لتدعيم الأمن والاستقرار بالمنطقة، وخاصةً في ضوء أهمية منطقة القرن الأفريقي ودور اريتريا بها وما لذلك من انعكاسات على أمن البحر الأحمر ومنطقة باب المندب.
وفي يونيو 2019 زار رئيس دولة إريتريا أسياس أفورقى مصر، استقبله الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وأكد الرئيس السيسى أهمية المضي قدما مع خطط محددة لتطوير مشاريع التعاون بين الجانبين في مختلف القطاعات والتغلب على جميع العقبات في هذا الصدد, وخاصة في قطاعات الهياكل الاساسية والكهرباء والصحة والتجارة والاستثمار والزراعة والثروة الحيوانية ومصائد الأسماك وهذا بالإضافة إلى تكثيف برامج الدعم التقني المقدمة إلى الجانب الإريتري من خلال الوكالة المصرية للشراكة من اجل التنمية.
وأعرب الرئيس أفورقي من دوره عن تقديره للدور المحوري الذي تؤديه مصر على مستوى تعزيز عملية التنمية والحفاظ على السلام والاستقرار في القارة الأفريقية, مما يؤكد العلاقات التاريخية العميقة.
وأضاف أن إريتريا تتطلع إلى تكثيف التعاون مع مصر في مختلف المجالات، وأعرب عن تقديره لمواقف مصر التي تسعى إلى تحقيق الاستقرار في القرن الأفريقي, والتي انعكست على الدعم المصري الكبير إلى إريتريا في الفترة الماضية التي تصل إلى رفع دولي العقوبات المفروضة على إريتريا بعد التوفيق مع البلدان المجاورة.
وتطرق الاجتماع إلى آخر التطورات الإقليمية حيث اتفق الجانبان على مواصلة التنسيق والاستشارة بشأن هذه التطورات وبخاصة القضايا ذات الصلة بالقرن الأفريقي والسودان والصومال وكذلك مياه النيل والأمن فى البحر الأحمر من أجل تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.