أشهر 4 مواقف سجلها أهم المحامين داخل محاكم الجنايات
لكل شيخ طريقة.. وصف يقال لمن احترف شيئا حتى أصبح فيه شيخا عالما بضروب الأشياء فإذا ما تم اللجوء إليه دل على الطريق الصحيح، والمحاماة مليئة بشيوخ المهنة الذي يتميز فيها كل شيخ بطريقته حتى يصل بموكله إلى بر الأمان بأسلوب مشوق خاصة في القضايا الجنائية.
مشاهير المحاماة في المجال الجنائي خاصا، ممن اكتسبوا شهرتهم داخل قاعات العدالة من حرفيتهم في كشف ألغاز القضايا وفك طلاسمها ووصف ما حدث بدقة في مرافعة عصماء، نجد لكل منهم لقطة غير مسبوقة أو موقف فريد أو طريقة وأسلوب معين ميزهم ومنحهم لقب محام مشهور.
رد فعل طبيعي من الحاضرين داخل القاعات الجنائية والمتابعين للمحامين المشاهير التأثر بهذا الأسلوب والقيام برد فعل لا إرادي تجاه ذلك المحامي.
4 مواقف سجلتها أروقة المحاكم لأشهر 4 محاميين جنائيين، وذلك بعد إبداعهم في فك وتفنيد القضايا التي وكلوا فيها حتى دفعت الحاضرين إلى التصفيق لهم بل وصل الأمر إلى قيام أهالي الموكل برفع محام على الأعناق والطواف به داخل المحكمة من أثر المرافعة التي أبداها في قضية قتل.
فريد الديب
المحامي بالنقض اشتهر بأسلوبه المختلف والفريد في تشريح القضية وفك العقد المترابطة بها وشرح تفاصيل عناصرها بأسلوب كلاسيكي ممزوج بأسلوب تمثيلي في المرافعة فهو لا يعتمد في معظم مرافعاته على البلاغة اللغوية التي يتقنها معظم خريجي كلية الحقوق، فاشتهر عنه المزج بين البلاغة الموظفة للوصول إلى حيثية البراءة لموكله والعامية لتبسيط وشرح ما حدث مضافا اليه تمثيل ما حدث.
في محاكمة القرن للرئيس الراحل حسني مبارك بعد أن دفع فريد الديب بالدفوع القانونية للرد على كل ما هو منسوب من اتهامات قام بشرح ظروف وملابسات القضية ووصل إلى المرافعة التي وصفها الحاضرين بالفصاحة والتي امتزجت بلهجة فصحى وعامية وانتهى بتثبيت حكم براءة موكله في القضية في يقين ووجدان المحكمة، وقام أحد الحضور في المحكمة عقب انتهاء الجلسة بالهتاف لسيجار فريد الديب الذي تميز بتدخينه عقب نجاحه في المرافعات على مدار 45 عاما.
أشرف نبيل
وعلى غرار فريد الديب، والذى يعد شبيهه في أسلوب ونمط التعاطي مع القضايا وكسبها، مدير مكتبه السابق أشرف نبيل المحامي بالنقض والذي عمل مديرا بمكتب اللواء الراحل سراج الروبي المحامي ومدير الإنتربول المصري سابقاً، والذي يعد أحد أشهر المحامين الجنائيين ويشاع عنه أنه الصندوق الأسود لعدد من القضايا الهامة وثاني أعلى المحامين أجرا في الوقت الحالي، ووفقا لمعطيات مهنة المحاماة فيشتهر نبيل بالأسلوب الكلاسيكي الممزوج بالأسلوب الفني وهو أسلوب مشهور بين المحامين بأنه قائم على الدليل الفني وتفنيد القضية وفك طلاسمها معتمدا على فهم كافة أدلة القضية والاعمدة المقامة عليها التي يقوم بالرد عليها ويهدمها من الأساس قاضيا على أي اتهام منسوب لموكله منتهيا ببراءة موكله.
نجح نبيل في 4 ديسمبر 2019 في تحويل مرافعته في إحدى القضايا الجنائية الهامة المتهم فيها موكله بقتل ضابط شرطة بكفر الشيخ، أمام محكمة النقض التي كانت تنظر الطعن على حكم الإعدام الصادر ضد المتهم يونس البنا إلى مشاهد سينمائي بعد أن تمكن من تفنيد القضية وإظهار 18 خطأ قانونياً وقع فيها الحكم السابق، ومبارزة أكثر من 40 محاميا كانوا خصوم في القضية، وعقب حكم البراءة صفق الحضور لـ "أشرف نبيل".
المشهد غير المسبوق الذي حدث في هذا اليوم هو قيام أهالي المتهم بحمله على الأكتاف مرددين له الهتافات بعد أن حرر رقبة نجلهم من مقصلة الإعدام والأكثر من ذلك قيامهم بالطواف به داخل وخارج أروقة مبنى دار القضاء العالي الذي توجد بداخله محكمة النقض.
محمد أبو شقة المحامي بالنقض من المحامين الذي لاقت مرافعاته التصفيق من قبل الحضور بقاعة المحكمة ففي 22 مايو 2011 كان "أبو شقة" دفاعا لأحد الوزراء السابقين ورجل أعمال شهير في قضية اتهم فيها موكله بالاستيلاء وتسهيل الاستيلاء على أراضي الدولة.
وعلى مدار خمس ساعات متواصلة قام خلالها بالمرافعة وتفنيد القضية وملابساتها القانونية وأثبت عدم وجود أي ركن من أركان تهمة التواطؤ واستغلال النفوذ والاستيلاء على المال العام، مؤكدا على 15 ثغرة في تحقيقات النيابة العامة تثبت براءة المتهم، وعقب انتهاء المرافعة قام جميع الحاضرين بالجلسة ومنهم المتهمان بالتصفيق للدكتور محمد بهاء أبو شقة.
المستشار جميل سعيد المحامي بالنقض أيضا ممن ينطبق عليهم بأن لكل شيخ طريقة، فطريقة "سعيد" في التعامل مع القضايا المعروضة عليه وتفنيد القضية الموكل فيها تتميز عن طريقة أي محام آخر، فهو قاضى سابق ولذلك يعتمد على الأسلوب البلاغي في شرح تفاصيل القضية، وسجلت قاعة محكمة جنايات القاهرة مشهد مميز في مرافعته خلال القضية التي اتهم فيها أحد مساعدي وزير الداخلية الأسبق بقتل المتظاهرين، حيث قام بتفسير ما دار في القضية بأسلوب بلاغي رنان جعلت المحكمة تتيقن براءة موكله وانتهت بالفعل القضية بالبراءة وهو ما دفع أحد الحضور بالتصفيق له.
نفس الأسلوب اتبعه السعيد مع محمد إبراهيم سليمان وزير الإسكان الأسبق في قضية الحزام الأخضر المتهم فيها بتسهيل الاستيلاء على أراضى الدولة والتي انتهت ببراءته.